Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دراسة كبيرة أظهرت أن تناول المكملات الغذائية "مضيعة للوقت": فيتامين د وأوميغا 3 لا يحميان من أمراض القلب والسرطان

الخبراء يُنبهون إلى أن أعظم آثار هذه المكملات الغذائية هو إغناء البول فحسب بالفيتامينات

يعتبر الفيتامين دي عنصراً غذائياً أساسياً يساعد على الحفاظ على الكالسيوم في العظام (غيتي)

كشفت أكبر تجربة بحثية حتى اليوم أن المكملات الغذائية من فيتامين د وأوميغا 3، التي يتناولها الملايين لتجنب اعتلال الصحة، غير مجدية في الحد من النوبات القلبية أو السكتات الدماغية أو السرطان.

ووجد باحثون من جامعة هارفارد أن من تجاوزوا سن الخمسين، والذين كانوا يتمتعون بصحة جيدة وتناولوا مكملاً من هذه المكملات أو كليهما، شهدوا العدد نفسه من أمراض القلب والسرطانات الجائرة مثل أولئك الذين يتناولون هذه الأدوية الوهمية كل يوم.

وقال خبراء الصحة إنهم كانوا يأملون في أن تتعارض هذه النتائج مع الدعاية لبعض المكملات الغذائية المستخدمة على نطاق واسع، وأن توقف تفكير الناس في أن الأقراص يمكن أن تكون بمنزلة إصلاح سريع للتخفيف من الآثار السلبية للنظام الغذائي السيئ وأنماط الحياة غير الصحية.

وقد صرح نافيد ستّار، أستاذ الطب الأيضي في جامعة غلاسكو، للاندبندنت: "يجري التسويق للمكملات الغذائية على وجه العموم بذكاء شديد، لكن هذا التسويق لا تثبته الأدلة."

وأضاف: "يهدر معظم الناس أموالهم في شراء المكملات الغذائية، والتي تخرج هباءً من أجسامهم. كما أنهم يضيعون وقتهم ويقنعون أنفسهم بالحماية الزائفة التي توفرها هذه المكملات، في حين أن كل ما يحتاجونه هو تحسين أنماط حياتهم بطرق ممتعة ومستدامة."

ومع ذلك، هناك تجربة بحثية أخرى نُشرت في "نيو انغلاند جورنال أوف ميديسين" تشير إلى أنه قد تُرتجى فائدة من استخدام زيوت السمك المشبعة، أوميغا3، ولكن فقط عندما يكون تركيزها على مستوى أكثر قرباً من الأدوية الصيدلانية وتعطى المرضى الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب.

ويعتبر فيتامين دي عنصراً غذائياً أساسياً يساعد على الحفاظ على الكالسيوم في العظام، وهو مهم على وجه الخصوص في مرحلة الطفولة وخلال فترة الحمل.

ويمكن الحصول على فيتامين د بواسطة نظام غذائي أو يمكن الجسم أيضاً الحصول عليه من أشعة الشمس، إلا أن هذه الوسيلة غالباً لم تعد متاحة في حياتنا العصرية التي نقضيها داخل مكاتبنا. وينتشر نقص فيتامين د في أجزاء النصف الشمالي من الكرة الأرضية، والتي تعاني نقصاً في أشعة الشمس.

وارتبط النقص في فيتامين د بارتفاع مستويات الإصابة بالسرطان وأمراض القلب، إلا أن هذا النقص يظهر أيضاً لدى الأشخاص المدخنين، وكذلك لدى الذين يعانون من السمنة ومن لديهم عوامل أخرى تزيد من مخاطر الإصابة بهذه الأمراض.

وعلى المنوال نفسه، مازالت الصورة غير واضحة بالنسبة إلى فعالية زيوت الأسماك أوميغا 3، وهي أكثر المكملات الغذائية شيوعاً على مستوى العالم، والتي تسوّق على أنها تسهم في للمساعدة على تعزيز قوة الدماغ، والحماية من أمراض القلب، والحد من الوفيات الناجمة عن أسباب مختلفة.

وقد سعت هذه التجارب البحثية التي أجرتها جامعة هارفارد والمعروفة باسم "فايتال" إلى معرفة الفوائد التي قد يجنيها من يتناولون هذه المكملات الغذائية، ولم تجد أي شيء في مصلحتهم.

وخلال التجربة، قام 26 ألفاً من الأصحاء الذين تجاوزوا سن الخمسين، إما بمضاعفة الحد الأدنى من حاجاتهم اليومية من فيتامين د، وتناول غرام واحد من زيت السمك، أي ما يعادل الجرعة التي توصي بها جمعية القلب الأميركية للأشخاص الذين يعانون من خطر الإصابة بأمراض القلب، أو كليهما.

وبعد 5 سنوات، سُجّلت أكثر من 805 حالات من النوبات القلبية أو السكتات الدماغية أو غيرها من أمراض القلب والأوعية الدموية، كما جرى تشخيص 1617 حالة سرطان، إلا أن هذه الأرقام قُسّمت عملياً  إلى نصفين على المجموعات العشوائية التي أجريت عليها الدراسة.

وأشار مقال مستقل تم نشره مع الدراسة إلى "أنه في ظل غياب بيانات مقنعة إضافية، من الحكمة أن نختتم نتيجة هذه الدراسة بالإشارة إلى أن استراتيجية وصف المكملات الغذائية، سواء كانت الأحماض الدهنية أوميجا 3 أم فيتامين د، للحماية من أمراض القلب والأوعية الدموية أو السرطان، تنقصها المؤشرات الحيوية."

كما أن النتيجة التي توصل إليها البروفيسور ستار كانت شبيهة بذلك.

وعلق قائلاً: "لا تضيع وقتك في تناول فيتامين د. ما زال هناك الآلاف من الناس الذين يشككون في ذلك، ولكنها أكبر تجربة بحثية على مستوى العالم حتى وقتنا هذا. إذن، لا داعي لتناوله، وضع خطاً تحت هذه المقولة."

وفي سياق آخر، قال البروفيسور ستار إن هناك دراسة بحثية كبيرة أخرى باسم "ريديوس إت" تجريها جامعات بالولايات المتحدة أفادت بأنه قد تكون هناك فوائد لأوميجا 3، ولكنها ليست بالجرعة التي تشتريها من الأسواق.

وتناولت الدراسة جرعةً مركزة من زيت سمك معين، وهو حمض ايكوسابنتانويك (EPA)، في شكل أكثر تركيزاً، أي ما يعادل أربعة إلى ثمانية أضعاف الجرعة في التجربة الحيوية.

كما ركزت الدراسة على المرضى الذين يعانون من أمراض القلب أو الأكثر عرضة للإصابة بها نظراً لإصابتهم بأمراض أخرى مثل داء السكري، أو من لديهم معدلات مرتفعة من الكوليسترول لا يمكن للأدوية التحكم فيها.

وبعد متابعة أكثر من 8000 شخص من البالغين الأكثر عرضة لهذه الأمراض على مدار خمس سنوات، وجدت الدراسة أن معدلات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الخطيرة انخفضت بنسبة 25%، كما أن معدل الوفيات انخفض بنسبة 20%.

وعلق البروفيسور ستار على ذلك قائلاً: "لم تظهر أي فائدة لهذه المكملات الغذائية بالنسبة إلى الأشخاص الأصحاء نسبياً حتى تعتقدوا أن زيوت الأسماك قادرة على فعل ذلك. كان حجم هذه الفائدة كبيراً بالنسبة إلى مجموعة معينة من الأشخاص الذين تناولوا جرعات معينة منها."

"إنها تجربة واحدة، ولكنها فعلاً تخالف السائد."

© The Independent

المزيد من صحة