Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

في تحرك جريء... مئات العلماء يدعمون ناشطي "تمرد الانقراض" في عصيانهم المدني

علماء بيولوجيا وفيزياء ومناخ يساندون حركة الاحتجاج العالميَّة في دفاعها عن البيئة

أعرب حوالي 400 عالِمٍ عن تأييدهم حملة العصيان المدنيّ التي تهدف إلى إجبار الحكومات على اتخاذ إجراءات سريعة من أجل التصدي لتغيّر المناخ الذي يشهده العالم، محذِّرين من أنّ الإخفاق في ذلك قد يتسبَّب في "معاناة بشريَّة لا حدود لها".

خرق علماء مناخ وفيزيائيِّون وعلماء أحياء ومهندسون وغيرهم جاؤوا من 20 دولة على الأقل، في إعلان مشترك، حالَ التحفّظ التي تلتزمها عادة الأكاديميات العلميَّة. وكان الهدف من ذلك الوقوف إلى جانب متظاهرين سلمييِّن يواجهون خطر التعرض للسجن، في مناطق موزعة بين العاصمة الهولنديّة أمستردام ومدينة ملبورن في أستراليا.

تجمّع حوالي 20 من الموقعين يوم السبت الماضي بمعاطفهم البيضاء التي ترمز إلى مؤهلاتهم البحثيَّة، من أجل قراءة نص الإعلان الذي ينتقد تهاون الحكومات في التصدي لأخطار تتهدّد البيئة، وذلك خارج متحف العلوم في كينسينغتون بلندن.

من جانبها، قرأت إميلي غروسمان، وهي مذيعة برامج علمية ودكتورة في العلوم الجزيئيَّة، الإعلان نيابةً عن مجموعة العلماء، فقالت إنّ "التقاعس الحكوميّ المتواصل بشأن المناخ والأزمة البيئيَّة يبرِّر الآن الاحتجاج السلميّ وغير العنيف والحراك الفعليّ على الأرض، حتى ولو تجاوز ذلك حدود القانون الساري".  وأضافت، "لذلك نحن ندعم أولئك الذين يقفون ضدّ الحكومات في أنحاء العالم بطرق سلمية لأنها تفشل في اتخاذ خطوات تتناسب مع حجم الأزمة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تولّت تنسيق ذلك الإعلان مجموعة علماء يدعمون "تمرّد ضدّ الانقراض" (إكستينكشن ريبيليون)، وهي حركة عصيان مدنيّ تشكّلت في بريطانيا قبل عام، وخرجت منذ ذلك الحين حركات متشعِّبة منها في عشرات البلدان.

وأطلقت المجموعة موجة جديدة من التحرّكات الدوليَّة يوم الاثنين الفائت، بهدف حثّ الحكومات على معالجة الأزمة البيئيّة الناجمة عن تغيّر المناخ وتسارع انقراض الأنواع النباتيّة والحيوانيّة.

وذكرت الحركة أنّ الشرطة ألقت القبض على 1307 متطوعين منذ ذلك الحين في احتجاجات مختلفة في لندن يوم السبت الفائت عند الساعة الثامنة والنصف مساءً. كذلك لاقى المصير نفسه 1463 متطوعاً آخر في الأسبوع الماضي في 20 مدينة أخرى، من بينها بروكسل وأمستردام ونيويورك وسيدني وتورونتو، بحسب إحصاءات المجموعة. يُذكر أنّ من المقرر القيام بمزيد من الاحتجاجات في الأيام المقبلة.

وفي حين رفض علماء كثيرون الجدال السياسيّ الصريح في هذا الشأن خوفاً من أنّ صورتهم كناشطين بيئييّن قد تقوِّض موضوعيتهم العلميّة، اختار الأكاديميون الـ 395 الذين وقّعوا الإعلان يوم الأحد الفائت عند الساعة 11 صباحاً أن يتحدّوا ذلك العرف.

وأخبرت غروسمان وكالة "رويترز" أنّ "الطابع المُلِّح للأزمة أصبح ضخماً لدرجة أنّ علماء كثيرين يشعرون كبشر بأنّ واجبنا الأخلاقيّ يحثّنا على اتخاذ إجراءات جذريّة من أجل خير البيئة".

كذلك من بين الموقعين الآخرين عدد من العلماء الذين كانت لهم إسهامات في "الهيئة الحكومية الدوليّة المعنيّة بتغير المناخ" (آي. بي.سي.سي) التي تدعمها منظمة "الأمم المتحدة"، علماً أن "الهيئة" أطلقت سلسلة تقارير تؤكد ضرورة خفض نسبة كبيرة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وفي حديث أجرته معها "رويترز" أيضاً، قالت جوليا شتاينبرغر، وهي عالمة اقتصاد إيكولوجيّ في جامعة ليدز البريطانيّة وباحثة رائدة في "الهيئة" المذكورة آنفاً، إنّنا "لا نسمح بأن يقتصر دور العلماء على كتابة دراسات ونشرها في المجلات المغمورة، على أمل بأنّ شخصاً ما سيعيرها الاهتمام بطريقة أو بأخرى. لذا علينا إعادة التفكير في دور العالِم، والانخراط في الكيفية التي يحدث فيها التغيير الاجتماعيّ على نطاق واسع وعاجل. لا يمكننا السماح بأن يبقى العلم على الطريقة التي طالما عرفناه بها".

يُذكر أنّ عَلَم "تمرّد الانقراض" هو عبارة عن رمز بسيط لساعة رملية مُحاطة بدائرة، وتشمل أساليب الحملة المخلّة بالنظام احتلال الجسور والطرقات بطريقة سلميَّة. وبثّت المجموعة الحماسة في نفوس المؤيدين الذين قالوا إنهم يشعرون باليأس من إخفاق الحملات التقليديَّة في تحفيز العمل من أجل البيئة. لكن نجاحها في شلّ أجزاء من لندن أغضب أيضاً النقاد الذين اشتكوا من أنّ الحركة أزعجت آلافاً من الناس وبدّدت موارد الشرطة.

ومعلوم أنّ "تمرد الانقراض" ينسجم مع حركة إضراب مدرسيّ أطلقتها الناشطة السويديّة المراهقة غريتا تونبرغ وحشدت ملايين الشباب في 20 سبتمبر (أيلول) الماضي من أجل مواجهة تغيّر المناخ. وتأمل الحركة في أنّ دعم العلماء أهمية السرعة في اتخاذ الحكومات تدابير ناجعة، ومساندتهم العصيان المدنيّ سيعزّزان شرعيّة حملتها ويجذبان متطوِّعين إضافيين.

وقالت المجموعة إنّ أكثر من نصف الموقِّعين على الإعلان خبراء في مجال علوم المناخ وفقدان الحياة البريّة. وصحيح أنّ الجامعات والمعاهد البريطانيّة كانت ممثّلة جيداً في العصيان، غير أنّ ثمة أيضاً موقعين يعملون في بلدان مثل الولايات المتحدة وأستراليا وإسبانيا وفرنسا.

(رويترز)

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة