Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بوتين في الرياض لبحث ملفات الطاقة والصناعة والتعاون العسكري

عقد منتدى يشارك به 300 رجل أعمال سعودي وروسي

وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى العاصمة السعودية الرياض، اليوم الإثنين 14 أكتوبر (تشرين الأول) فى زيارة رسمية، من المقرر أن يناقش خلالها مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قضايا التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، كما ستشمل المباحثات آفاق الشراكة في مجالات الطاقة والصناعة والتعاون العسكري التقني والتبادلات الثقافية والإنسانية، وآخر المستجدات الإقليمية والدولية.

وانتشرت أعلام روسيا والسعودية في شوارع الرياض قبل زيارة بوتين التي تستغرق يوما واحدا وتتضمن حفلا موسيقيا لأوركسترا تشايكوفسكي السيمفوني، ثم يسافر بوتين بعدها إلى الإمارات.

ومن المتوقع أن تشهد الزيارة إبرام حوالى عشرين اتفاقا وعقدا، بينها عشرة في قطاعات التكنولوجيا المتطورة ولا سيما الذكاء الاصطناعي والطاقة والبنى التحتية بقيمة تزيد عن ملياري دولار، سيوقعها الصندوق السيادي الروسي. وفقاً لما نشرته وكالة (فرانس برس)، ويرافق بوتين في الزيارة وزير الطاقة ورئيس صندوق الثروة السيادي الروسي.

اهتمام روسي بطرح أرامكو 

وخلال اللقاءات مع القادة السعوديين سيبحث الرئيس الروسي اتفاق أوبك+ الذي أدى إلى خفض الإنتاج بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا منذ يناير (كانون الثاني) الماضي.

كما يُنظم منتدى يشارك فيه 300 من رؤساء الشركات التنفيذيين من السعودية وروسيا، ومن المنتظر أن يوقع الجانبان صفقات من بينها استثمار مشترك بين شركة أرامكو عملاق صناعة النفط في السعودية وصندوق الثروة السيادي الروسي.

وقال رئيس صندوق الثروة السيادي كيريل ديميترييف للصحافيين إن عددا من المستثمرين الروس مهتمون بالطرح العام الأولي المزمع لشركة أرامكو التي قد تطرح ما بين واحد واثنين في المئة من أسهمها في السوق المحلية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل قبل الطرح الدولي المحتمل.

وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إن شركة جازبروم الروسية مهتمة بالتعاون مع شركات سعودية في مجال الغاز الطبيعي.

وكانت روسيا أكبر دولة مصدرة للقمح في العالم قد حققت بعض التقدم في دخول أسواق السعودية والشرق الأوسط عندما وافقت المملكة في أغسطس (آب) الماضي على تخفيف مواصفات القمح المستورد مما فتح الباب أمام الاستيراد من منطقة البحر الأسود.

خفض العرض على النفط

ومع انتهاء مدة التمديد الأخير لخفض الإنتاج الذي قررته الدول المنتجة الـ24 في نهاية مارس (آذار) 2020، يتوقع المحلل السياسي الروسي فيودور لوكيانوف أن تشكّل هذه المسألة "الموضوع الرئيسي في المحادثات"

بين العاهل السعودي والرئيس بوتين.

وقام تعاون وثيق في السنوات الماضية بين السعودية، أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك وأكبر مصدّر في العالم، وروسيا رغم أنها ليست من أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط، بهدف خفض العرض على النفط سعيا لرفع الأسعار.
وكان التقارب ملفتا خلال السنوات الأخيرة بين موسكو والرياض، وزار الملك سلمان روسيا في أكتوبر(تشرين الأول) 2017، في زيارة كانت الأولى من نوعها في تاريخ المملكة.

وعشية زيارته، أعلن بوتين في مقابلة أجرتها معه قناة "العربية"، وتم بثها أمس الأحد "بالطبع، سنعمل مع السعودية ومع شركائنا وأصدقائنا الآخرين في العالم العربي من أجل تحييد وتقليل محاولات زعزعة استقرار السوق إلى الصفر"، مشيدا بعلاقاته "الطيبة مع الملك ومع ولي العهد".

وعن ملف التوتر في الخليج، قال بوتين "أما بالنسبة لروسيا، فسنبذل قصارى جهدنا لخلق الظروف اللازمة لمثل هذه الديناميكية الإيجابية (لتخفيف التوتر)".

ويدرج موضوع النزاع في سوريا على جدول أعمال محادثات بوتين مع القادة السعوديين، وفق ما أوضح مستشار الكرملين يوري أوشاكوف.

وفي هذا السياق، من شأن الهجوم الذي باشرته تركيا الأربعاء ضد المقاتلين الأكراد في شمال سوريا بموازاة سحب الولايات المتحدة قواتها من المنطقة، أن يعيد خلط عدد من الأوراق.

وقال لوكيانوف بهذا الصدد "من المهم بالنسبة لروسيا أن تشارك دولة عربية في التسوية السياسية في سوريا"، في حين أن جهود التسوية السياسية تجري حتى الآن بين "ثلاث دول غير عربية حصرا" هي روسيا وايران، حليفتا دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة، ضمن محادثات أستانا.

لعب دور صانع السلام

وتوقع المحلل السياسي الروسي فيودور لوكيانوف أن يراهن بوتين على علاقات موسكو الجيدة مع الدول العربية من جهة، وعلى تحالفها من جهة أخرى مع إيران، ليحاول "لعب دور صانع السلام" في التوتر الإيراني السعودي في الخليج، بعد تفاقم الخلاف بصورة خاصة مع الهجمات التي استهدفت منشآت نفطية سعودية في سبتمبر (أيلول) الماضي، وحمّلت السعودية والولايات المتحدة ثم ألمانيا وبريطانيا وفرنسا إيران مسؤولية الضربات، لكن إيران نفت أي دور لها وحذرت من "حرب شاملة" في حال تعرضت لهجوم على أراضيها.

وتفادت روسيا الوقوف بجانب طرف ضد آخر، بل دعت إلى "عدم الخروج باستنتاجات متسرعة" عارضة على الرياض شراء منظومات روسية للدفاع الجوي بهدف حماية أراضيها.

ووقعت روسيا والسعودية في أكتوبر (تشرين الأول) 2017 بروتوكول اتفاق يمهد لشراء أنظمة صواريخ روسية مضادة للطيران من طراز إس-400. غير أن الصفقة لم تتم في نهاية المطاف، إذ اختارت المملكة شراء أنظمة صاروخية أميركية.

وبعد السعودية، يتوجه بوتين الثلاثاء إلى الإمارات العربية المتحدة حيث سيلتقي ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان.

 

 

المزيد من العالم العربي