ملخص
ينضم "ويلز فارغو" إلى المؤسسات المتفائلة، إذ يتوقع ارتفاعاً مزدوج الرقم في المؤشر خلال الـ12 شهراً المقبلة، ويرى أن العام سيشهد مرحلتين من الصعود.
تتوالى التوقعات الجريئة في "وول ستريت" بشأن مسار الأسواق خلال عام 2026، ويذهب بعضها إلى حد ترجيح وصول مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" إلى مستوى 8 آلاف نقطة، مدفوعاً بالزخم المتسارع لثورة الذكاء الاصطناعي التي تعيد تشكيل المشهدين الاقتصادي والمالي في الولايات المتحدة والعالم.
وفي أحدث التقديرات، وضع "بنك دويتشه" هدفاً يبلغ 8 آلاف نقطة للمؤشر بنهاية عام 2026، مشيراً إلى أن العوائد المتوقعة ستكون في متوسط خانة العشرات، نتيجة التدفقات الاستثمارية الأقوى وإعادة شراء الأسهم واستمرار قوة الأرباح التي بدت واضحة خلال عام 2025.
وأظهرت بيانات "فاكت ست" نمو أرباح شركات المؤشر بنسبة 13.4 في المئة في الربع الثالث، وهو ما عزز تفاؤل المحللين. وأكد فريق استراتيجيات الأسهم في البنك بقيادة بينكي تشادا، أن عام 2026 سيشهد نمواً متيناً في الأرباح مع بقاء التقييمات عند مستويات مرتفعة.
كيف تختلف التوقعات بين المؤسسات المالية؟
تأتي توقعات المؤسسات الكبرى في "وول ستريت" ضمن نطاق صعودي مشابه، إذ وضع بنك "أتش أس بي سي" هدفاً يبلغ 7500 نقطة، بينما توقع "جيه بي مورغان" وصول المؤشر إلى 7500 نقطة أيضاً، مع إمكانية بلوغه 8 آلاف نقطة إذا واصل "الاحتياطي الفيدرالي" خفض أسعار الفائدة بوتيرة أسرع.
أما "مورغان ستانلي" فرجح أن ينهي المؤشر عام 2026 عند 7800 نقطة، معتبراً أن الأسواق دخلت بالفعل سوقاً صاعدة جديدة بعد انحسار "الركود المتدرج" في وقت سابق من العام، مستفيدة من قوة الأرباح والدعم السياسي المتوقع.
ينضم "ويلز فارغو" إلى المؤسسات المتفائلة، إذ يتوقع ارتفاعاً مزدوج الرقم في المؤشر خلال الـ12 شهراً المقبلة، ويرى أن العام سيشهد مرحلتين من الصعود: الأولى في النصف الأول بفعل "تجارة أمل إعادة التضخم"، والثانية في النصف الثاني عندما يقود الذكاء الاصطناعي موجة صعود أقوى، لكنه يحذر أيضاً من أخطار تشكل فقاعة مضاربية في أسهم الذكاء الاصطناعي، على رغم الاعتقاد بأن السياسات والسيولة ستظلان داعمتين، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات النصفية.
هل يشكل الاقتصاد المنقسم خطراً على الأسواق؟
يحذر محللو "ويلز فارغو" من أن السوق باتت متشابكة مع اقتصاد ينقسم بوضوح على شكل حرف "k"، إذ يزداد التفاوت بين من يملكون الثروة ومن يفتقرون إليها.
ويرى البنك أن أي موجة هبوط قوية في الأسهم قد تطلق تباطؤاً اقتصادياً لا يستطيع "الاحتياطي الفيدرالي" ولا الحكومة تحمله في هذه المرحلة.
وأشار الفريق الاستراتيجي إلى أن الارتباط المتزايد بين مكاسب الأسهم وثروة الأسر يعكس طبيعة الاقتصاد المنقسم بين "من يملكون" و"من لا يملكون".
ما الذي يدفع المؤشر لتجاوز 8 آلاف نقطة؟
يتوقع بنك "جيه بي مورغان" مساراً أساساً يقود المؤشر إلى 7500 نقطة، لكنه يرى إمكانية واضحة لتجاوزه حاجز 8 آلاف نقطة إذا أدى تحسن توقعات التضخم إلى خفض أكبر في أسعار الفائدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووفق أداة مراقبة الفيدرالي، تسعر الأسواق احتمالاً يبلغ 83 في المئة لخفض الفائدة في اجتماع ديسمبر (كانون الأول) الجاري، مقارنة بنحو 30 في المئة فقط قبل أسبوع.
ويؤكد كبير استراتيجيي الأسهم في البنك، دوبرافكو لاكوس-بوجاس، أن تقييمات السوق المرتفعة تعكس توقعات بنمو أرباح قوي، واستمرار طفرة الإنفاق على الذكاء الاصطناعي، وارتفاع توزيعات المساهمين، إلى جانب سياسات مالية أكثر تيسيراً.
ويضيف أن الفوائد الإنتاجية الناشئة عن الذكاء الاصطناعي لا تزال أقل تقديراً مما تستحق، وأن إزالة بعض القيود التنظيمية يمكن أن تضيف مزيداً من الدعم للأرباح خلال العامين المقبلين.
يشير بنك "جيه بي مورغان" إلى أن التحول نحو الذكاء الاصطناعي يحدث ضمن اقتصاد يعاني أصلاً من انقسام واضح، ويتوقع أن يؤدي هذا التحول إلى زيادة حدة التفاوت بين فئات المجتمع، بما يشكل تحدياً هيكلياً للاقتصاد والأسواق على حد سواء.
هل يعيد عام 2026 تكرار طفرة أواخر التسعينيات؟
يضع بنك "أتش أس بي سي" هدفاً يبلغ 7500 نقطة للمؤشر، معتبراً أن عام 2026 قد يشهد مكاسب تشبه تلك التي سجلتها الأسواق في أواخر التسعينيات خلال طفرة التكنولوجيا.
وتتوقع المؤسسة استمرار دورة استثمارات الذكاء الاصطناعي في دعم الأرباح، على رغم من الضغوط التي يواجهها المستهلكون ذوو الدخل المنخفض.
وتشير إلى أن عام 2025 كان عاماً اتسم بتداعيات الرسوم الجمركية الجديدة، وتشديد سياسات الهجرة، وارتفاع حال عدم اليقين من التجارة إلى الجغرافيا السياسية، لكنها تتوقع أن يتسم عام 2026 باقتصاد وسوق يعملان بسرعتين مختلفتين، مع بقاء التكنولوجيا في مقدمة القوة الدافعة للنمو.