Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تنجح أميركا في مجاراة الصين في مجال الصواريخ المدارية؟

انطلق صاروخ HASTE للمرة الأولى في يونيو 2023 وقد حلّق حتى الآن ست مرات بنجاح ويعمل كمنصة اختبار

انطلق صاروخ HASTE شبه المداري التابع لشركة Rocket Lab من جزيرة والوبس بولاية فرجينيا (Rocket Lab)

ملخص

سلسلة إطلاقات متتالية لصواريخ فرط صوتية قام بها الجيش الأميركي ونجح صحافيون مختصون بالفضاء في تتبع بعضها لتكوين حكاية عن مشروع ينافس الصين التي تقدمت في هذا المجال.

أطلقت شركة "روكيت لاب" أخيراً رحلة تجريبية لمركبات فضائية تفوق سرعتها سرعة الصوت لمصلحة الجيش الأميركي، وكانت هذه الرحلة السادسة لمنصة اختبار صاروخ HASTE الذي تفوق سرعته أيضاً سرعة الصوت.

بالتعاون مع شركة الفضاء الخاصة "روكيت لاب" تعمل وحدة الابتكار الدفاعي الأميركية (DIU) ووكالة الدفاع الصاروخي الأميركية (MDA) ، لتطوير خدمات الإطلاق دون المدارية ذات التركيز العسكري – التجاري، وذلك بهدف تسريع التقدم في مجال المركبات الفضائية فائقة السرعة، لا سيما في ما يتعلق بتقليص الجداول الزمنية للبعثات وإنتاج كميات كبيرة من هذه الصواريخ وبأسعار معقولة.

إذ أطلقت شركة "روكيت لاب" أخيراً رحلة تجريبية لمركبات فضائية تفوق سرعتها سرعة الصوت لمصلحة الجيش الأميركي، وكانت هذه الرحلة السادسة لمنصة اختبار صاروخ HASTE الذي تفوق سرعته أيضاً سرعة الصوت.

ونظراً لسرعتها وقدرتها على المناورة، فإن الدفاع ضد هذه الأنواع من الأسلحة أصعب بكثير من الصواريخ التقليدية. ولم يكشف الجيش الأميركي عن أية تفاصيل حول الاختبار، الذي عُلم بوجوده من خلال إشعارات إغلاق المجال الجوي الصادرة عن إدارة الطيران الفيدرالية يوم الجمعة 25 أبريل (نيسان) الماضي.

إطلاقات صغيرة

على رغم أهميتها، تندرج إطلاقات هذه الصواريخ فرط الصوتية ضمن الإطلاقات الصغيرة مقارنة بالمهمات الكبيرة في عالم الفضاء. وتعد "روكيت لاب" من الشركات الرائدة في مجال الإطلاقات الصغيرة والمتكررة للأقمار الاصطناعية، وهو قطاع مختلف عن الشركات الكبرى للفضاء مثل "سبيس إكس" و"بلو أوريجن" اللتين تُركّزان على الصواريخ والمهمات الفضائية الضخمة.

وأسهمت "روكيت لاب" في فتح المجال أمام الجامعات، والشركات الناشئة وحتى الحكومات الصغيرة، لإطلاق أقمار اصطناعية بتكلفة أقل. ومؤسس هذه الشركة هو بيتر بيك ويُنظر إليه كأحد أبرز رواد الأعمال في صناعة الفضاء الحديثة.

المشروع باختصار

وعلى رغم التكتم الإعلامي عليه، فإن المشروع باختصار هو مشروع عسكري بحت، لكنه يستعين بتقنيات الفضاء الأميركي الحديثة، لذلك يمكن إدراجه ضمن مشاريع قوة الفضاء الأميركية التي اهتم الرئيس ترمب في تحقيقها على حساب مشاريع "ناسا" العلمية. ويهدف المشروع إلى تطوير تقنيات الأنظمة للصواريخ الأسرع من الصوت وشبه المدارية، ويعمل عليه الجيش الأميركي بسرية تامة، وبالتعاون مع شركات فضاء خاصة أميركية معينة.

حديث مُقتضب

في هذا السياق، أكد المقدم نيكولاس إستيب، مدير التكنولوجيا الناشئة في جامعة ديلاوير، في حديث مقتضب لوسائل إعلام عالمية على أهمية تسريع التقدم في قطاع المركبات الفضائية فائقة السرعة. "لا سيما في ما يتعلق بتقليص الجداول الزمنية للبعثات والدفع نحو إنتاج كميات كبيرة من هذه الصواريخ وبأسعار معقولة". وأضاف نيكولاس "إن العمل مع وكالة الدفاع الصاروخي MDA لعرض خدمات الإطلاق دون المدارية ذات التركيز التجاري - العسكري يُعدّ مثالاً رائعاً على هذه الحقيقة"، رابطاً كل ذلك بما أسماه: "الوصول إلى النظام البيئي التجاري وغير التقليدي".

التركيز التجاري – العسكري

المقصود بعبارة التركيز التجاري – العسكري هو إنتاج هذه المركبات بكميات كبيرة، ليس فقط لاستخدامها ووضعها تحت تصرف المحاربين في الجيش الأميركي في أقرب وقت، وإنما للتمكن من احتكارها وبيعها. ولذلك يحمل هذا القول دلالة واضحة على الرغبة في التعاون مع قطاع الفضاء الأميركي الخاص عموماً بدلاً من التعامل مع الفضاء الحكومي ممثلاً بـ"ناسا" أو وكالات فضاء حكومية أخرى حول العالم.

وفي هذا السياق، ينبغي الإشارة إلى سبب اختيار الجيش الأميركي التعاون مع شركة الفضاء الخاصة الأميركية "روكيت لاب" من دون غيرها من عمالقة الفضاء الأميركي الخاص وعلى رأسها "سبيس إكس" و"بلو أوريجن".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"بروميثيوس ران"

لكن قبل ذلك، لا بد من التعريف بهذه الرحلة، إذ اختارت "روكيت لاب" اسماً يحمل دلالة على تحدي الوقت لهذه المهمة التي تريدها قوة الفضاء الأميركي بشدة لمنافسة القوة الضاربة للفضاء الصيني في هذا المجال. والاسم هو "بروميثيوس ران". وكان الإطلاق، الذي أسمته (روكيت لاب) "بروميثيوس ران"، ناجحاً، و"أسهم في تعزيز المصالح الوطنية في حماية الوطن من خلال اختبار التقنيات المتقدمة للدفاع الصاروخي"، وذلك كما كتبت "روكيت لاب" في وصفها للرحلة.

لماذا "روكيت لاب"؟

هناك أسباب عدة وراء اختيار "روكيت لاب" هذه المهمة أهمها هو سرعة الشركة في إنجاز المهمات الموكلة إليها. ويظهر السبب المباشر وراء اختيار تلك الشركة لهذه المهمة التي يعوّل عليها الجيش الأميركي، كثيراً من الآمال للظفر بسباق الفضاء العالمي في هذا المجال، من خلال تصريحات إعلامية نُسبت للشركة، إذ قالت الشركة على صفحتها: إن "بروميثيوس ران" انطلقت في غضون 14 شهراً من حجزها، وهو إنجاز سريع جداً لرحلة تجريبية برعاية حكومية.

أما السبب الثاني فيعود إلى ما حققته "روكيت لاب" من سمعة في مجال نشاطها الأساسي وهو تصنيع وإطلاق الأقمار الاصطناعية الصغيرة، وتطوير صواريخ مثل Electron وNeutron .

الرحلة السادسة

تحت عنوان "شركة ‘روكيت لاب‘ تطلق رحلة تجريبية تفوق سرعتها سرعة الصوت للجيش الأميركي" وضمن أخبار الفضاء العالمي، كتب الصحافي مايك وول مقالة نُشرت قبل أيام قليلة، مع عرض لبعض الصور التي أظهرت صاروخاً أبيض وأسود محاطاً بالنار والدخان. وبيّن وول في مقالته أن رحلة الصاروخ كانت السادسة لمنصة اختبار صاروخ HASTE  الذي تفوق سرعته سرعة الصوت والتابع لشركة "روكيت لاب".

ووصف الصحافي الأميركي عملية الإطلاق قائلاً: انطلق الصاروخ شبه المداري من جزيرة والوبس بولاية فرجينيا، في مهمة لمصلحة وحدة الابتكار الدفاعي الأميركية (DIU) ووكالة الدفاع الصاروخي (MDA) .

ما هو  HASTE

HASTE  هو نسخة شبه مدارية معدّلة من صاروخ الإطلاق Electron  من  Rocket Lab، الذي يبلغ ارتفاعه 18 متراً (59 قدماً)، والذي يُطلق الأقمار الاصطناعية الصغيرة في رحلات مخصصة إلى المدار. وهو اختصار لعبارة Hypersonic Accelerator Suborbital Test Electron.

وانطلق صاروخ HASTE أول مرة في يونيو (حزيران) 2023، وقد حلّق حتى الآن ست مرات بنجاح، ويعمل كمنصة اختبار. ووفقاً لموقع Rocket Lab الإلكتروني، يوفر الصاروخ "فرصاً موثوقة وعالية السرعة لاختبارات الطيران، وهي ضرورية لتطوير تقنيات الأنظمة الأسرع من الصوت وشبه المدارية".

الجيش حجز الرحلة

يضيف وول موضّحاً سبب ندرة المعلومات المتوافرة أو المُعلنة حول مثل هذه المهمات العسكرية: "لا نعرف الكثير عن التقنيات التي اختبرت في رحلة بروميثيوس، وهو أمر ليس مفاجئاً بالنظر إلى أن الجيش الأميركي حجز الرحلة".

لكن أهم المعلومات المتوافرة هي أنه وبقيادة وكالة الدفاع الصاروخي  (MDA)، نَشَرَت المَهَمة حُمولة رئيسة "مقدمة من الحكومة" طوّرها مختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة جون هوبكنز، إضافة إلى حمولات ثانوية متعددة من شركاء فيدراليين وصناعيين، وذلك لاختبار تقنيات رئيسة لتطبيقات الدفاع الصاروخي، وفقاً لبيان ما بعد الرحلة الصادر عن "روكيت لاب" أيضاً.

عمليات مشابهة

في السياق ذاته، كتب الصحافي بريت تينجلي، مقالة نُشرت في 29 أبريل الماضي بعنوان "الجيش الأميركي يُطلق صاروخاً فرط صوتي من محطة كيب كانافيرال الفضائية". وقال تينجلي: أطلق الجيش الأميركي صاروخاً فرط صوتي لم يُكشف عنه من قاعدة كيب كانافيرال التابعة لقوة الفضاء في فلوريدا الأسبوع الماضي، وذلك بعد أيام قليلة من تسمية سلاحه الجديد الفرط صوتي بالنسر الأسود.

والنسر الأسود هو الاسم الدارج لسلاح الجيش الأميركي الفرط صوتي بعيد المدى  (LRHW)، وهو صاروخ أرض-أرض يحمل جسماً انزلاقياً فرط صوتي، ومركبة قادرة على حمل رؤوس حربية والمناورة أثناء انتقاله بسرعات تفوق خمسة أضعاف سرعة الصوت عبر الغلاف الجوي للأرض.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير