ملخص
لا يزال الجنوب اللبناني بعيداً من أي استقرار فعلي، فالهدنة التي وقعت قبل سنة وكان يفترض أن تمهد لمرحلة هادئة تحولت إلى فترة متوترة تحكمها الخروق الإسرائيلية والضبابية السياسية. وفي هذا السياق، يوضح الكاتب علي الأمين لـ"اندبندنت عربية" أن المزاج الشعبي تبدل، وأن القلق بات طاغياً.
بعد عام على اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل في الـ27 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، لا يبدو الجنوب اللبناني قد التقط أنفاسه بعد. فالهدنة التي وصفت يومها بأنها مدخل إلى مرحلة جديدة من الاستقرار، تحولت عملياً إلى فترة رمادية بين حربين، حرب انتهت من دون حسم، وأخرى تلوح في الأفق مع اتساع الخروقات وتآكل الثقة بين الأطراف. وبينما تستمر إسرائيل في عملياتها العسكرية المحدودة، وتتنازع الساحة اللبنانية أزمات سياسية وأمنية عميقة، يعيش أبناء القرى الجنوبية على إيقاع القلق والترقب، في ظل غموض يلف مستقبل الاتفاق وواقعه الهش.
يقول الكاتب السياسي علي الأمين في مقابلة صوتية مع "اندبندنت عربية" إن "الأسئلة قد تغيرت، والهواجس والأحلام تبدلت عما كانت عليه قبل الحرب الأخيرة، وكذلك عما كانت عليه بعدها، ومنذ اتفاق وقف الأعمال العدائية. فبعد عام على هذا الاتفاق باتت الأسئلة تميل أكثر نحو التساؤلات المصيرية ومنها إلى أين يتجه المسار؟ وإلى أين نمضي؟".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يؤكد الأمين أن ثمة شعوراً متنام بعدم إمكان إعادة الإعمار في القرى الحدودية، أما عودة المهجرين، فتبقى موضع تساؤل، مضيفاً أنه في المجمل تبدو إعادة الإعمار في كل المناطق المدمرة مهمة شديدة الصعوبة، في ظل استمرار إسرائيل في الاغتيالات من دون أن يكون هناك أي رد، لا من "حزب الله" ولا من الدولة اللبنانية.
ويقول "هناك نوع من الإرباك تعيشه البيئة الحاضنة للحزب تحديداً، وعلى المستوى الشيعي العام أيضاً، إذ يزداد طلب إقفال وحسم ملف السلاح، لا سيما بعدما تحول هذا السلاح عملياً إلى عبء، حين فقد قدرته على الرد وعلى مواجهة العدوان الإسرائيلي".
ويختم "لذا بدا في العمق كأن السلاح تحول إلى ذريعة تستخدمها إسرائيل لمزيد من العدوان... في تقديري، يمكن وصف حال المواطنين في المناطق الجنوبية بأنها حالة من القلق والإرباك، وعدم القدرة على تحديد ما يجب القيام به، لاسيما أن سطوة الحزب ما زالت قائمة على المجتمع، وقد تحول أكثر فأكثر إلى قوة رقابية".