Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

استقالة نائبة أميركية تهدد بتعميق انقسامات الجمهوريين

فجرت مارجوري تايلور غرين قنبلة سياسية يخشى بعضهم من أنها قد تطلق العنان لموجة انشقاقات

مارجوري تايلور غرين خلال اليوم الأول من المؤتمر الوطني الجمهوري لعام 2024 في منتدى فيسيرف بمدينة ميلووكي، ويسكونسن، الـ15 من يوليو 2024 (أ ف ب)

ملخص

بدت استقالة غرين الواقعة في أربع صفحات أشبه ببيان من وداع، إذ نددت بترمب وانتقدت رئيس مجلس النواب مايك جونسون وما قالت إنه "مجمع سياسي صناعي" يخدم النخبة بينما يعاني الأميركيون العاديون.

لم تستقل مارجوري تايلور غرين من الكونغرس الأميركي فحسب، بل فجرت قنبلة سياسية أثناء مغادرتها، يخشى بعضهم من أنها قد تطلق العنان لموجة استقالات في صفوف الجمهوريين.

أحدثت المحافظة البالغة 51 سنة صدمة في واشنطن الأسبوع الماضي عندما شنت هجوماً عنيفاً على أجندة الرئيس دونالد ترمب في ولايته الثانية، والقيادة الجمهورية التي اتهمتها بخداع الناخبين.

وأثار إعلان استقالتها فوراً تكهنات حيال إمكان حذو مزيد من الجمهوريين الذين فاض كيلهم حذوها، وهو احتمال خطر بالنسبة إلى الغالبية الهشة التي يحظى بها الحزب في مجلس النواب.

وقال المحلل السياسي أندرو كونزتشوسكي، وهو موظف سابق في مجلس الشيوخ، لوكالة الصحافة الفرنسية إن "شهر العسل انتهى، ويدرك بعض الجمهوريين بأن ذلك ليس ما وافقوا عليه".

وذكر أن "الشعور بعدم الرضا متعدد الأوجه، انطلاقاً من أزمة غلاء المعيشة المتنامية، مروراً بقضية (جيفري) إبستين المتواصلة، ووصولاً إلى تأثير الحروب التجارية وتركز السلطة التنفيذية وتضاؤل سلطة الكونغرس والسمية في خطابنا السياسي".

وبدت استقالة غرين الواقعة في أربع صفحات أشبه ببيان من وداع، إذ نددت بترمب وانتقدت رئيس مجلس النواب مايك جونسون، وما قالت إنه "مجمع سياسي صناعي" يخدم النخبة بينما يعاني الأميركيون العاديون.

وأشارت إلى أن واشنطن لا تعيش حالة جمود، بل هي متعفنة، إذ يواجه النواب تهديدات عنيفة بينما يتم تجاهل تشريعات مهمة لتحل مكانها مشاريع قوانين لا معنى لها غير إيصال الرسائل واختبارات في شأن مدى ولاء الحزب.

واتهمت جونسون في منشور آخر بـ"تهميش" الكونغرس في "رضوخ تام" للبيت الأبيض، إذ منع التصويت على مشاريع قوانين، ودفن وعوداً أطلقها ترمب أثناء حملته الانتخابية.

"صندوق قابل للاشتعال"

كثيراً ما وصفها منتقدوها بأنها عامل فوضى، لكن غضب غرين هذه المرة يلقى آذاناً صاغية.

وأفادت النائبة الجمهورية عن إنديانا فيكتوريا سبارتز بأنه لا يمكنها تحميل غرين مسؤولية الفرار من "مؤسسة خدعت الشعب الأميركي".

وينوي 41 من أعضاء مجلس النواب التقاعد قريباً، وهو عدد مرتفع بصورة غير مسبوقة في هذه المرحلة من ولاية المجلس، وذكر موقع "بانشباول نيوز" بأن عدداً أكبر قد يغادر نظراً إلى أن النواب الجمهوريين يشتكون خلف الأبواب المغلقة من أنهم يعاملون "كالقمامة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونقل الموقع الإخباري عن أحدهم قوله "هناك مزيد من الاستقالات المبكرة المفاجئة قادمة، إنه أشبه بصندوق قابل للاشتعال لم تكن المعنويات يوماً بمستوى أدنى مما هي عليه الآن".

تعد العملية الحسابية صعبة بالنسبة إلى الجمهوريين، إذ إنهم كانوا يحظون غالبية ضئيلة (219-213) حتى قبل استقالة غرين، بينما يتطلع الديمقراطيون لتحقيق مكاسب في انتخابات الشهر المقبل الخاصة في تينيسي، كما يتوقع بأن يكسبوا مقاعد في تكساس ونيوجيرزي.

وعمل النواب لأيام عدة فقط منذ يوليو (تموز) على رغم تلقيهم راتباً قدره 174 ألف دولار، ويقولون إنهم عندما يكونون في واشنطن يكرسون وقتاً أطول للقرارات التأديبية والاستعراضات من الحكم.

ويعبر النواب الآن عن استيائهم بطريقة غير متوقعة عبر التماسات تتيح لهم الالتفاف على القيادة، وفرض إقامة جلسات تصويت بـ218 توقيعاً.

وبعدما كانت نادرة، باتت هذه الالتماسات سلاحاً للتعبير عن التمرد، وتحدى أربعة جمهوريين ترمب وجونسون الأسبوع الماضي للمطالبة بنشر وثائق عن إبستين المدان بجرائم جنسية.

ونجحت خمسة التماسات من هذا القبيل في عهد جونسون، أي أكثر من تلك التي نجحت خلال جميع السنوات الـ30 الماضية.

"مسايرة الوضع أو الخروج من اللعبة"

في الأثناء، يزداد التوتر داخل أروقة الكونغرس، وتصاعدت التهديدات في حق النواب، في وضع يقول بعضهم إنه تدهور منذ اغتيال الناشط المحافظ تشارلي كيرك.

وبرر كل من غرين والديمقراطي جاريد غولدن قرارهما بالاستقالة بازدياد العنف السياسي.

في الأثناء، تتراجع ثقة الرأي العام. وذكر "مركز بيو للأبحاث" عام 2023 بأن 26 في المئة فقط من الأميركيين ينظرون إلى الكونغرس بصورة إيجابية، ومرر آخر كونغرس أقل عدد من مشاريع القوانين منذ عقود.

كما تراجع الإشراف، بحسب "مركز سياسة الحزبين" مع انخفاض عدد الجلسات والشهادات وضعف تطبيق توصيات هيئات الرقابة.

وقال كونزتشوسكي إن "هذه واحدة من أصعب البيئات التي يمكن أن تكون فيها مشرعاً، إذا كنت ديمقراطياً، فأنت خارج السلطة وليس هناك كثير مما يمكنك القيام به".

وأضاف "وإذا كنت جمهورياً، لا يمكنك ممارسة سياسة مستقلة أو الحكم السياسي من دون خطر التعرض إلى الانتقام من الإدارة. يبدو بأن عدداً من الجمهوريين يشعرون بأن هناك خيارين: إما مسايرة الوضع أو الخروج من اللعبة".

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل