ملخص
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إن الجمهوريين يعكفون على إعداد مشروع قانون يقضي بفرض عقوبات على أي دولة تتعامل تجارياً مع روسيا، مشيراً إلى أن إيران قد تُضاف إلى تلك القائمة.
قتل خمسة أشخاص على الأقل في ضربات روسية استهدفت شرق أوكرانيا، وفق ما أعلنت سلطات محلية الإثنين أشارت إلى وقوع أضرار جسيمة في مناطق سكنية، شملت روضة أطفال، بينما قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها الإثنين أيضاً، إن سفينة مدنية ترفع العلم التركي وتحمل الغاز الطبيعي المسال تضررت بهجوم روسي على منطقة أوديسا جنوب أوكرانيا بالقرب من الحدود مع رومانيا. وأضاف في منشور على موقع "إكس" أن الهجوم أجبر رومانيا على إخلاء قرية حدودية لكنه لم يقدم المزيد من التفاصيل.
من جهته، أوضح حاكم منطقة خاركيف أوليغ سينيغوبوف في منشور على منصة "تيليغرام" أن ثلاثة أشخاص قُتلوا في قصف صاروخي ليلي على مدينة بالاكليا، أوقع أضراراً في روضة أطفال وفي مبان سكنية ومركبات. وأضاف ظهراً، "في الوقت الراهن، نعلم أن ثلاثة أشخاص قُتِلوا، وأصيب 15 شخصاً آخر بجروح، من بينهم أربعة أطفال".
وأظهرت صور نشرتها أجهزة الإنقاذ الأوكرانية عناصر إطفاء يحاولون إخماد ألسنة اللهب المتصاعدة من واجهة أحد المباني، فيما تناثَرَت أنقاض على الأرض.
كذلك قُتل شخصان في نيكوبول في جنوب شرقي أوكرانيا جراء قصف مدفعي روسي.
وأوضح حاكم منطقة دنيبروبيتروفسك (وسط أوكرانيا) فلاديسلاف غايفانينكو عبر "تيليغرام" أن القصف "أسفر عن مقتل امرأة في الـ 76 ورجل في الـ 51".
اتفاق تسليح فرنسي - اوكراني
في موازاة ذلك وقع الرئيسان الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والفرنسي إيمانويل ماكرون في قاعدة جوية قرب باريس اليوم الإثنين "إعلان نوايا" يمهد لشراء أوكرانيا مستقبلاً مقاتلات فرنسية من طراز "رافال"، قد يصل عددها إلى نحو 100، إلى جانب أنظمة دفاع جوي من الجيل الجديد، في خطوة ستكون الأولى من نوعها لكييف.
واستقبل ماكرون زيلينسكي في قاعدة فيلاكوباي، حيث قدم صناعيون للطرف الأوكراني الذي يخوض حرباً مع روسيا منذ عام 2022، الطائرة المقاتلة الفرنسية "رافال" مع أنظمتها التسليحية، والجيل الجديد من نظام الدفاع الجوي "سامب- تي"، إضافة إلى أنظمة مسيرات عدة.
ووقع الرئيسان "إعلان نوايا يتعلق بالتعاون حول شراء أوكرانيا معدات دفاعية فرنسية"، من دون الكشف عن تفاصيله قبل مؤتمر صحافي مشترك يعقد قرابة منتصف النهار في قصر الإليزيه.
وكان زيلينسكي وصف أمس الأحد عبر منصة "إكس" الاتفاق بأنه "اتفاق تاريخي"، ينص على "تعزيز كبير" لقدرات كييف في "الطيران القتالي والدفاع الجوي ومعدات دفاعية أخرى".
وقال الإليزيه إن الاتفاق، الذي يمتد "على أفق يقارب 10 أعوام"، يفتح الباب أمام عقود مستقبلية لـ"اقتناء أوكرانيا معدات دفاعية فرنسية" جديدة، تشمل "نحو 100 طائرة رافال مع منظومتها التسليحية"، إضافة إلى منظومات أخرى بينها نظام الدفاع الجوي "سامب - تي" من الجيل الجديد قيد التطوير، وأنظمة رادار وطائرات مسيرة.
وبحسب الرئاسة الفرنسية، يهدف هذا الاتفاق إلى "وضع التميز الفرنسي في الصناعات الدفاعية في خدمة الدفاع عن أوكرانيا" وعن "أجوائها" في مواجهة "العدوان الروسي".
هجوم متواصل
في المقابل أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الإثنين أن قواتها سيطرت على ثلاث قرى إضافية في شرق أوكرانيا، في أحدث تقدم تحققه ضمن هجومها المتواصل على طول الجبهة الواسعة.
وقالت الوزارة إن قواتها سيطرت على قرى غاي في منطقة دنيبروبتروفسك، وبلاتونيفكا في منطقة دونيتسك، ودفوريشانسكه في منطقة خاركيف.
بدوره قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إن الجمهوريين يعكفون على إعداد مشروع قانون يقضي بفرض عقوبات على أي دولة تتعامل تجارياً مع روسيا، مشيراً إلى أن إيران قد تُضاف إلى تلك القائمة.
وأضاف ترمب في تصريحات للصحافيين، "كما تعملون، أنا من اقترح ذلك... لذا فإن أي دولة ستجري تعاملات تجارية مع روسيا ستخضع لعقوبات شديدة للغاية. ربما يضيفون إيران إلى تلك القائمة".
أوروبا غير مستعدة
من ناحيته، أكد مفوض الدفاع في الاتحاد الأوروبي أندريوس كوبيليوس الإثنين، أن أوروبا ليست مستعدة لمواجهة هجوم كبير بمسيرات روسية، مشيراً إلى أن عليها دمج القدرات الأوكرانية والتعلّم من تجربة كييف، أو ستخاطر بارتكاب "خطأ تاريخي".
وقال كوبيليوس في خطاب ألقاه في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، "لسنا قادرين على كشف الطائرات الروسية المسيرة وتحييدها. الروس يتعلّمون بسرعة. ونحن؟".
واعتبر أن الحرب في أوكرانيا أحدثت ثورة في قواعد الحرب، مشيراً إلى أن "حروب الغد لن تُكسب بالدبابات والمدفعية، بل بالطائرات المسيرة والصواريخ". ودعا إلى استخلاص الدروس من التجربة الأوكرانية.
وأوضح كوبيليوس أن الدفاع في أوروبا الشرقية ودول البلطيق يجب تعزيزه في هذه الظروف، بالتعاون مع أوكرانيا. وقال، "هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكننا عبرها أن نتعلم من أوكرانيا، ليس فقط كيفية تصنيع الطائرات من دون طيار، بل أيضاً كيفية بناء ’نظام بيئي‘ كامل".
وحذر مفوّض الدفاع في الاتحاد الأوروبي من أنه "إذا لم نفعل ذلك فإننا سنرتكب خطأً تاريخياً سيضعفنا ويضعف أوكرانيا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أوكرانيا بحاجة لـ 70 مليار دولار
إلى ذلك أوردت وثيقة للمفوضية الأوروبية أن أوكرانيا ستحتاج العام المقبل إلى أكثر من 70 مليار يورو لتمويل حربها ضد موسكو.
ونبهت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين في رسالة أُرفقت بهذه الوثيقة، إلى أن "حجم العجز في تمويل أوكرانيا كبير".
وتعهد الاتحاد الأوروبي خلال قمة لقادته في أكتوبر (تشرين الأول) الفائت، تمويل الجهد الحربي لكييف خلال فترة ما بين عامي 2026 و2027.
وبحسب تقديرات صندوق النقد الدولي التي وردت في الوثيقة، سيبلغ إجمالي حاجات تمويل أوكرانيا خلال هذه الفترة نحو 135.7 مليار يورو، بينها 51.6 مليار من الدعم العسكري خلال عام 2026 فقط.
وفي حال عدم تأمين الدعم الأوروبي، ستواجه أوكرانيا أزمة مالية اعتباراً من الربع الأول من العام المقبل، وفق المفوضية الأوروبية.
وتقترح بروكسل ثلاثة خيارات للحؤول دون ذلك، بينها استخدام الأصول الروسية المجمدة لدى الاتحاد الاوروبي، الأمر الذي تؤيده دول عدة بينها ألمانيا بسبب عدم تأثيره على المالية العامة.
وهناك نحو 210 مليارات يورو من أصول المصرف المركزي الروسي مصادرة في شركة "يوروكلير" التي مقرها في بروكسل. وتقترح المفوضية استخدام نحو 140 ملياراً منها لتمويل قرض بالقيمة نفسها لأوكرانيا، على ألا تسدده إلا في حال تلقت تعويضات من روسيا.
ومن الخيارات أيضاً أن تمول دول الاتحاد الأوروبي أوكرانيا في شكل مباشر عبر هبات. وفي حال مماثلة، لا بد من تأمين 90 مليار يورو بحلول 2027، شرط أن تنتهي الحرب في 2026 وأن تتحمل الدول الحليفة بقية النفقات، وفق المفوضية.
ويتمثل الخيار الثالث في قرض أوروبي يحد من التأثير المباشر على الموازنات الوطنية. ولكن بروكسل تحذر من أن الدول الأعضاء ستكون ملزمة دفع فوائد هذا القرض. وأوضحت المفوضية أن على هذه الدول أيضاً تقديم ضمانات قوية، الأمر الذي سيشكل عبئاً على موازناتها في حال عجزت أوكرانيا عن سداد القرض.
والوثيقة مع الخيارات التي تتضمنها ستُطرح على طاولة قمة بالغة الأهمية تلتئم في بروكسل في 18 و19 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.