Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل هناك رابط بين استخدام وسائل التواصل والإصابة بالالتهابات؟

نتائج تسلط الضوء على الصلة المكتشفة بين حالتنا الفيزيولوجية وسلوكياتنا الرقمية

وجدت دراسة أن الالتهاب الجهازي يرتبط بزيادة استخدام وسائل التواصل بين البالغين في منتصف العمر وطلاب الجامعات (أن-سبلاش)

ملخص

الأفراد الذين يعانون من مستويات التهاب أعلى كما يتضح من مؤشر البروتين التفاعلي-سي، يميلون إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بوتيرة أكبر، والالتهاب في الأصل هو آلية دفاعية ضرورية للشفاء ينتج كرد فعل طبيعي ووقائي من جهاز المناعة في الجسم تجاه الإصابة أو العدوى، وهدفه الأساس حماية الجسم من خلال إزالة مسبب الإصابة مثل البكتيريا أو الفيروسات واحتواء الضرر ومنع انتشاره وبدء عملية إصلاح الأنسجة التالفة.

في دراسة تحمل عنوان "هل يمكن للالتهاب التنبؤ باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي؟ نشرتها مجلة "الدماغ والسلوك والمناعة (Brain, Behavior, and Immunity)، كشف الباحثون عن رابط مثير بين الالتهاب الجهازي والميل إلى استخدام التواصل الاجتماعي بين طلاب الجامعات والبالغين في منتصف العمر، وافترض البحث أن ارتفاع مستويات الالتهاب قد يكون مرتبطاً بزيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي حين يناقش البعض احتمالية أن يسبب الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الإصابة بالالتهاب، تطرح هذه الدراسة من منظور ذكي يعكس اتجاه العلاقة، ليكون الالتهاب هو الدافع لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وليس العكس.

آلية دفاعية

ومن هنا يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كسياق لدراسة تأثير الالتهاب على الدافع الاجتماعي والسلوك، لتأتي أهمية هذه النتائج من كونها تسلط الضوء على الصلة المكتشفة بين حالتنا الفيزيولوجية وسلوكياتنا الرقمية، وتعطينا إمكانية لتتبع صحتنا ومدى استخدامنا لمواقع لتواصل الاجتماعي.

وبحسب الدراسة، "الأفراد الذين يعانون من مستويات التهاب أعلى كما يتضح من مؤشر البروتين التفاعلي-سي يميلون إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بوتيرة أكبر، والالتهاب في الأصل هو آلية دفاعية ضرورية للشفاء ينتج كرد فعل طبيعي ووقائي من جهاز المناعة في الجسم تجاه الإصابة أو العدوى، وهدفه الأساس حماية الجسم من خلال إزالة مسبب الإصابة مثل البكتيريا أو الفيروسات واحتواء الضرر ومنع انتشاره وبدء عملية إصلاح الأنسجة التالفة".

البروتين التفاعلي-سي

بحسب المقال العلمي، أجرى الباحثون ثلاث دراسات على طلاب جامعيين من ثلاث جامعات كندية مختلفة، وجدت الدراسة الأولى (شملت 863 مشاركاً) ارتباطاً إيجابياً بين البروتين التفاعلي-سي (مؤشر حيوي للالتهاب الجهازي) وكمية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لدى البالغين في منتصف العمر، بينما أظهرت الدراسة الثانية التي شملت 228 مشاركاً، أن البروتين التفاعلي-سي بين طلاب الجامعات ارتبط بشكل استباقي بزيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بعد ستة أسابيع.

وفي دليل أقوى على اتجاه هذا التأثير، أظهرت الدراسة الثالثة أن البروتين التفاعلي-سي، توقع زيادة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لدى طلاب الجامعات في الأسبوع التالي حتى بعد ضبط استخدام الأسبوع الحالي.

إضافة إلى ذلك، في التحليلات الاستكشافية للبروتين التفاعلي-سي وأنواع مختلفة من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الأسبوع ذاته، ارتبط البروتين التفاعلي-سي فقط باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتفاعل الاجتماعي وليس لأغراض أخرى (مثل الترفيه).

نمط واضح

سمح هذا النهج للعلماء بتقييم ما إذا كانت هناك صلة مباشرة بين علامات الالتهاب والسلوك الاجتماعي عبر الإنترنت، وحتى بعد تعديل المتغيرات المُربكة المحتملة (الجنس وسمات الشخصية وأعراض الاكتئاب)، ظهر نمط واضح، إذ أفاد الطلاب الذين لديهم مستويات أعلى من بروتين - سي التفاعلي باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بصورة أكثر تواتراً ولفترة أطول.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بعبارة أخرى، يبدو أن المشاركين الذين يعانون من التهابات أكثر انجذبوا أكثر نحو وسائل التواصل الاجتماعي، ربما كطريقة حديثة لتلبية حاجاتهم الجوهرية للانتماء الاجتماعي.

ووفقاً للباحثين، "وجدت هذه الدراسة أن الالتهاب الجهازي يرتبط بزيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بين البالغين في منتصف العمر وطلاب الجامعات"، وأضافوا "أن دراسة الالتهاب والسلوكيات الاجتماعية على وسائل التواصل الاجتماعي تتيح فرصة مثيرة للاهتمام لفهم الآثار الاجتماعية للالتهابات في الحياة اليومية".

نظرية الاستخدامات والإشباعات

وفي السياق ذاته، تصف نظرية الاستخدامات والإشباعات العلاقة بين وسائل الإعلام كمرسل والجمهور كمتلقٍ وأسباب وطرق سعي الناس إلى وسائل الإعلام لتلبية حاجاتهم الخاصة، إضافة إلى استخدامات اجتماعية ونفسية، مثل المعرفة والاسترخاء والعلاقات الاجتماعية والترفيه.

وهذه نظرية لافتة في مجال الاتصال الجماهيري ودراسات الإعلام، ظهر إطارها النظري المتكامل في سبعينيات القرن الماضي، في دراسة "حول استخدام وسائل الإعلام لأغراض مهمة" قام بها إيلياهو كاتز وجاي بلوملر، وتتمحور فكرتها المركزية في أن الجمهور ليس كائناً سلبياً يتلقى الرسائل الإعلامية بشكل أعمى، بل هو فاعل نشط يختار بنفسه الوسائل والمضامين الإعلامية التي تلبي حاجاته ورغباته الشخصية، فالناس ينتقون ما يشاهدوه بناء على حاجاتهم النفسية والاجتماعية ولتحقيق إشباعات معينة.

دافع الانتماء الاجتماعي

وبالتالي طالما يختار الناس ويستخدمون أنواعاً معينة من الوسائط لتلبية حاجاتهم، وطالما أن الالتهاب قادر على زيادة دافع الانتماء الاجتماعي وسلوكياته، فقد يلجأ الأفراد الذين يعانون من الالتهاب بصورة متزايدة إلى وسائل التواصل الاجتماعي نظراً لقدرتها على تلبية حاجاتهم المتعلقة بالانتماء الاجتماعي.

علاوة على ذلك، إذا كان الدافع الاجتماعي الانتمائي جزءاً من دافع الأفراد الذين يعانون من الالتهاب إلى وسائل التواصل الاجتماعي، فقد يكونون أكثر ميلاً لاستخدامها للتفاعل مع الآخرين مقابل استخدامها للترفيه، على سبيل المثال.

وأخيراً، كما هي الحال في جميع الأبحاث، يجب النظر إلى هذه الدراسة بموضوعية مع مراعاة القيود. فعلى رغم تحديد العلاقة بين الالتهاب واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فإن الدراسة كانت ارتباطية، ولا تُثبت بالضرورة أن الالتهاب يُسبب مباشرةً زيادة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

إضافة إلى ذلك، جمع البحث نتائج ثلاث دراسات فردية، لكل منها منهجيتها وعينتها الخاصة، كذلك قامت الدراسة بقياس استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من دون الخوض في سلوكيات مُحددة على منصات مُحددة، الأمر الذي يفتح المجال واسعاً للحصول على رؤى ونتائج أكثر دقة.

اقرأ المزيد

المزيد من علوم