ملخص
تتسارع موجة البيع العالمية في أسهم شركات أشباه الموصلات، وسط مخاوف من التقييمات المرتفعة لبعض أكبر المستفيدين من طفرة الذكاء الاصطناعي.
واصلت الأسهم العالمية مسار الهبوط، اليوم الأربعاء، بعد أن سجّلت أكبر خسارة لها منذ قرابة شهر، وسط تصاعد المخاوف من تضخم تقييمات الأسواق، وبالمقابل، ارتفعت أسعار السندات، وتزايد إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة، وعلى رأسها الين الياباني.
تتسارع موجة البيع العالمية في أسهم شركات أشباه الموصلات، وسط مخاوف من التقييمات المرتفعة لبعض أكبر المستفيدين من طفرة الذكاء الاصطناعي.
وتسببت الضغوط البيعية في تبخر نحو 500 مليار دولار من القيمة السوقية المجمعة لكل من مؤشر "فيلادلفيا لأشباه الموصلات" أمس الثلاثاء، ومؤشر "بلومبيرغ" لأسهم الرقائق الآسيوية اليوم، وفق حسابات "بلومبيرغ".
وأظهرت العقود الآجلة للأسهم الأميركية في بداية التعاملات الآسيوية المزيد من التراجع، ما ينبئ باستمرار الضغوط على مؤشري "أس أند بي 500" و"ناسداك 100"، عقب الخسائر التي مُنيَا بها في الجلسة السابقة، وكانت الأسهم التكنولوجية أبرز من قاد هذا الهبوط.
وتراجعت العقود الآجلة لمؤشر "أس أند بي 500" بنسبة 0.4 في المئة و"ناسداك 100" بنسبة 0.7 في المئة، بعد أن حذر مسؤولون في "وول ستريت" المستثمرين من الاستعداد لتراجع في السوق، فيما واصل سهما "أدفانسد مايكرو" و"سوبر مايكرو" خسائرهما في التداولات اللاحقة.
قلق المستثمرين
وفي أوروبا، تراجعت الأسهم إلى أدنى مستوياتها في أسبوعين اليوم مع استمرار ارتفاع تقييمات الأسهم في إثارة قلق المستثمرين عالمياً، فيما هبط سهم "نوفو نورديسك" بعد أن أصدرت شركة الأدوية توقعات سلبية.
وانخفض "مؤشر ستوكس 600" للأسهم الأوروبية 0.4 في المئة إلى 568.10 نقطة، ليتداول عند مستويات لم يشهدها منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول) للجلسة الثانية على التوالي.
وخسرت أسهم التكنولوجيا، التي كانت بين أكبر الخاسرين بين القطاعات، 1.3 في المئة، وارتفعت الأسهم التي عادة ما ينظر إليها على أنها ملاذات آمنة مثل الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً.
وعادت مخاوف التقييم إلى الواجهة هذا الأسبوع في "وول ستريت" والأسواق الآسيوية التي حققت ارتفاعات قياسية خلال العام، مدفوعة أساساً بالحماسة للذكاء الاصطناعي.
وتفاقمت هذه المخاوف بعد تحذيرات من بنوك أميركية كبيرة أمس الثلاثاء، وفي الوقت نفسه، كانت نتائج الأعمال أيضاً محور التركيز في مختلف أنحاء أوروبا.
وهبط سهم "نوفو نورديسك" اثنين في المئة في تعاملات متقلبة بعد أن خفضت شركة "ويجوفي" توقعات أرباح العام بأكمله في ضربة مبكرة للرئيس التنفيذي الجديد لشركة الأدوية الدنماركية وسط حملة إعادة هيكلة واسعة لاستعادة حصتها في سوق أدوية علاج السمنة التي تشهد منافسة شرسة.
وأعلنت شركة "فيستاس" المتخصصة في صناعة توربينات الرياح عن أرباح تشغيلية في الربع الثالث تفوق التوقعات، مما أدى إلى صعود أسهم الشركة 10 في المئة.
في اليابان، أغلق مؤشر "نيكاي" منخفضاً 2.5 في المئة اليوم، متأثراً بتراجع أسهم التكنولوجيا عقب انخفاضات حادة في "وول ستريت" أمس.
واختتم "نيكاي" معاملات اليوم منخفضاً عند 50212.27 نقطة، وتراجع المؤشر في وقت سابق من الجلسة 4.65 في المئة إلى 49073.58 نقطة وهو أدنى مستوى له منذ 24 أكتوبر الماضي.
وأنهى المؤشر الأوسع نطاقاً "توبكس" التعاملات على انخفاض 1.26 في المئة عند 3268.29، وقال كبير المحللين في "سوميتومو ميتسوي ترست" لإدارة الأصول، هيرويوكي أوينو، "كان انخفاض مؤشر نيكاي في وقت سابق من اليوم كبيراً جداً، لكنه جاء بعد ارتفاع حاد للمؤشر. وتبين أن المستثمرين مستعدون للشراء بمجرد هبوط المؤشر دون مستوى 50 ألف نقطة".
وتجاوز مؤشر "نيكاي" مستوى 50 ألف نقطة الحاسم للمرة الأولى في أكتوبر الماضي، مسجلاً قفزة بلغت 16.64 في المئة، وهو أكبر مكسب شهري له في 35 عاماً، وحدث ذلك بدعم ارتفاع أسهم التكنولوجيا وسط توقعات باستمرار نمو الشركات الأميركية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي مثل شركة صناعة الرقائق "إنفيديا".
وزادت ثقة المستثمرين بسبب توقعات بإنفاق حكومي كبير لتحفيز النمو الاقتصادي عقب تولي ساناي تاكايتشي منصب رئيسة وزراء اليابان الشهر الماضي.
وقال أوينو "من المرجح أن يشهد المؤشر انخفاضاً حاداً آخر في المستقبل، لكنه سيتعافى من الخسائر ويواصل الارتفاع ببطء".
وتأثر مؤشر "نيكاي" بالخسائر الحادة التي تكبدتها الأسهم الأميركية مساء بعد تحذيرات من البنوك الكبرى في شأن احتمال تراجع الأسواق.
وهوى سهم مجموعة "سوفت بنك" المتخصصة في الاستثمار في قطاع التكنولوجيا 10 في المئة، وتراجع سهم "أدفانتست" 5.95 في المئة ونزل سهم "طوكيو إلكترون" المتخصصة في الرقائق أربعة في المئة.
وشكلت الشركات الثلاث مجتمعة 75 في المئة من خسارة المؤشر "نيكاي" البالغة 1284 نقطة اليوم، وقفز سهم "نينتندو" 6.22 في المئة بعدما رفعت الشركة المتخصصة في صناعة الألعاب توقعاتها للمبيعات السنوية لجهاز الألعاب "سويتش 2".
وصعد سهم "فاست ريتيلينغ" المالكة للعلامة التجارية "يونيكلو" اثنين في المئة، وارتفع سهم "نيتوري القابضة" المتخصصة في بيع الأثاث والسلع المنزلية 2.3 في المئة.
الذهب يلمع
ارتفعت أسعار الذهب اليوم وسط إقبال على الشراء بعد أن هبط المعدن الأصفر إلى أدنى مستوى في أسبوع تقريباً في الجلسة السابقة، بينما انصب التركيز أيضاً على بيانات أميركية خاصة عن الوظائف بحثاً على إشارات في شأن خفض أسعار الفائدة في المستقبل.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.8 في المئة إلى 3961.85 دولار للأوقية (الأونصة)، بعدما تراجع بأكثر من 1.5 في المئة أمس الثلاثاء، مسجلاً أدنى مستوياته منذ 30 أكتوبر الماضي.
وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر (كانون الأول) 0.2 في المئة إلى 3970.10 دولار للأوقية، واستقر الدولار قرب أعلى مستوياته في ثلاثة أشهر التي لامسها في الجلسة السابقة.
وقال كبير محللي العملات لدى "ريلاينس سكيوريتيز" جيجار تريفيدي "إنها مجرد عمليات شراء لاقتناص الصفقات الرابحة مع عزوف عن المخاطرة على نطاق أوسع في الأسواق المالية مما يدعم الطلب على الذهب باعتباره ملاذاً آمناً".
وشهدت الأسهم الآسيوية في التعاملات المبكرة عمليات بيع مكثفة على غرار "وول ستريت"، إذ أدت مخاوف المستثمرين بشأن التقييمات المبالغ فيها للأسهم إلى تراجع الثقة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال تريفيدي "يتعرض الذهب لضغوط بسبب تراجع توقعات خفض أسعار الفائدة مجدداً هذا العام، وقد يشهد المزيد من الضغوط ليصل إلى 3900 دولار".
وخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة الأسبوع الماضي وأشار رئيسه جيروم باول إلى أنه قد يكون آخر تخفيض في كلفة الاقتراض لهذا العام.
وبحسب أداة "فيد ووتش"، يتوقع المشاركون في السوق الآن فرصة بنسبة 69 في المئة لخفض أسعار الفائدة في ديسمبر المقبل، بعد أن كانت أكثر من 90 في المئة قبل تصريحات باول.
ومع استمرار الإغلاق الحكومي الأميركي، مما يوقف إصدار البيانات الرسمية، يركز المستثمرون على التقارير الاقتصادية غير الرسمية مثل تقرير التوظيف من مؤسسة "إي دي بي" المقرر صدوره في وقت لاحق من اليوم.
ويميل الذهب الذي لا يدر عائداً إلى الانتعاش في ظل أسعار الفائدة المنخفضة وخلال أوقات عدم اليقين الاقتصادي، وسجل المعدن الأصفر مستوى قياسياً مرتفعاً بلغ 4381.21 دولار في 20 أكتوبر الماضي، ولكنه انخفض بنحو 10 في المئة منذ ذلك الحين.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 1.2 في المئة إلى 47.68 دولار للأوقية، وزاد البلاتين 0.1 في المئة إلى 1537.10 دولار، وصعد البلاديوم 0.2 في المئة إلى 1394.75 دولار .
الدولار والين
حظي الين الياباني والدولار بإقبال كبير اليوم باعتبارهما ملاذين آمنين في ظل عمليات بيع مكثفة للأسهم، بخاصة تلك المرتبطة بالتكنولوجيا في "وول ستريت" والتي امتدت إلى آسيا.
وظل الدولار الأسترالي، شديد التأثر بالأخطار، ضعيفاً بعد تراجعه 0.8 في المئة مقابل العملة الأميركية أمس، في حين سجل الدولار النيوزيلندي أداء أسوأ، إذ ظل يحوم عند أدنى مستوى في نحو سبعة أشهر بعد ارتفاع معدل البطالة إلى أعلى مستوى منذ عام 2016.
ومقابل الدولار الأسترالي، تراجعت العملة النيوزيلندية إلى أدنى مستوياتها في 12 عاماً، وتحرك الجنيه الاسترليني بالقرب من أدنى مستوى في سبعة أشهر بعد أن ألمحت وزيرة الخزانة البريطانية ريتشل ريفز إلى زيادات ضريبية واسعة النطاق في الموازنة التي ستطرحها في وقت لاحق من الشهر الجاري.
وقال رئيس أبحاث الصرف الأجنبي بالأسواق في "أن إي بي" راي أتريل، "انتشر العزوف عن المخاطرة في الأسواق خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية"، مما أدى إلى "ارتفاع الدولار مقابل جميع العملات باستثناء الين الياباني وتسجيل العملات شديدة التأثر بالأخطار أو النمو أسوأ أداء بين العملات الرئيسة... هذا إلى جانب الجنيه الاسترليني، الذي وصلته رسالة التشديد المالي القادم من الوزيرة البريطانية ريفز بوضوح".
وتلقى الدولار دعماً أيضاً من الانقسامات الحادة بين أعضاء مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) حول المسار الصحيح للسياسة النقدية، مما يشير إلى تراجع احتمالات خفض الفائدة في الاجتماع المقبل في ديسمبر.
واضطرت الأسواق أيضاً إلى التعامل مع الإغلاق الحكومي المستمر، والذي أدى إلى توقف تدفق بيانات الاقتصاد الكلي.
وارتفع الين بنحو 0.2 في المئة ليصل إلى 153.42 للدولار، مواصلاً مكاسبه التي حققها أمس وبلغت 0.7 في المئة، وفي الوقت نفسه، استقر الدولار عند 1.1483 مقابل اليورو بعد ارتفاعه 0.3 في المئة في الجلسة السابقة ليصل إلى أعلى مستوى في سبعة أشهر.
واستقر الجنيه الاسترليني عند 1.3016 دولار بعد انخفاضه أمس 0.9 في المئة، وتراجع الدولار النيوزيلندي 0.1 في المئة إلى 0.5635 دولار أميركي بعد أن انخفض 1.2 في المئة أمس ولامس أدنى مستوى في سبعة أشهر. وهبط إلى 1.1512 مقابل الدولار الأسترالي بعد بيانات عن سوق العمل، وهو مستوى لم يشهده منذ أكتوبر 2013، وانخفض الدولار الأسترالي 0.2 في المئة إلى 0.6476 دولار أميركي.
ولم يطرأ تغير يذكر على عملة "بيتكوين" المشفرة التي سجلت في أحدث تعاملات نحو 100317 دولاراً بعد انخفاضها 6.1 في المئة أمس إلى أدنى مستوى منذ 22 يونيو (حزيران) الماضي.