تراجع أسهم أوروبا والذهب يقلص خسائره مع توقف صعود الدولار

انخفضت الأسهم الأوروبية اليوم الثلاثاء إلى أدنى مستوى لها في أكثر من أسبوعين، وهو ما يعكس حالاً من العزوف عن المخاطرة في الأسواق العالمية، إذ يقيم المستثمرون مجموعة متباينة من تقارير الأرباح.

وانخفض مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 1.2 في المئة، مع تراجع جميع البورصات الرئيسة في المنطقة.

وبدأت الأسهم الأوروبية هذا الشهر بأداء فاتر بعد تحقيق مكاسب أربعة أشهر متتالية، وسط تقييم المستثمرين لمجموعة من الأخطار القائمة.

وأدى غياب البيانات الرسمية الأميركية بسبب استمرار الإغلاق الحكومي إلى غموض التوقعات في شأن تخفيضات مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) لأسعار الفائدة، في حين يشعر المتعاملون بقلق متزايد في شأن الصفقات المتعددة التي أبرمتها الشركات الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي.

ففي أوروبا، تتواصل إعلانات نتائج أعمال الشركات للربع الثالث من العام، وانخفض سهم شركة "إدنريد" 8.5 في المئة، بعدما توقعت الشركة الفرنسية المتخصصة في بطاقات المزايا والقسائم أن يتباطأ نمو أرباحها الأساسية السنوية في 2026.

وارتفع سهم "جيبريت" السويسرية 2.2 في المئة، بعدما رفعت الشركة المصنعة للأدوات الصحية توقعات مبيعاتها للعام بأكمله.

وفي المملكة المتحدة، أعلنت شركة "بي بي" عن انخفاض أقل من المتوقع في الأرباح الأساسية للربع الثالث من العام الحالي، فيما لم تشهد أسهمها تغيراً يذكر في التداولات.

إجراءات تركية صارمة

في غضون ذلك، وفي أوروبا أيضاً، قال وزير المالية التركي محمد شيمشك اليوم الثلاثاء إن أنقرة ستتخذ إجراءات صارمة ضد التلاعب في السوق من جانب صناديق استثمار "معينة"، بما في ذلك فرض عقوبات أكثر صرامة وقواعد تنظيمية جديدة، في تحذير صارخ للقطاع المالي في البلاد.

وأضاف شيمشك في كلمة أمام مجموعة من المصرفيين والمستثمرين في إسطنبول "نعلم أن مثل هذا التلاعب يمارس خصوصاً عبر بعض الصناديق، ونعلم أن هناك قصوراً تنظيمياً بهذا الشأن، وسنعمل على معالجته".

ولم يحدد الوزير أسماء الصناديق التي قصدها في الكلمة أمام مؤتمر أسواق رأس المال بتركيا، قائلاً

"في مواجهة التلاعب سنكثف جهودنا لتشديد العقوبات وتعزيز الإطار التنظيمي".

وعززت السلطات على مدى عام حتى الآن إجراءات الرقابة على ممارسات التلاعب في السوق، واعتقلت عشرات المشتبه فيهم في التسبب بتقلبات في أحجام التداول وأسعار أسهم أدوات سوق رأس المال.

"نيكاي" الياباني يغلق منخفضاً بنحو اثنين في المئة

 أما في شرق آسيا فانخفض مؤشر "نيكاي" الياباني اثنين في المئة تقريباً عند الإغلاق اليوم الثلاثاء، إذ باع المستثمرون سهمي "أدفانتست" ومجموعة "سوفت بنك" بعد الارتفاعات الحادة التي شهدها السهمان في الآونة الأخيرة.

ونزل "نيكاي" 1.74 في المئة ليغلق عند 51497.2 نقطة، في وقت تراجع فيه مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 0.65 في المئة إلى 3310.14 نقطة.

وانخفض سهم "أدفانتست" المصنعة لمعدات اختبار الرقائق الإلكترونية بنسبة 5.86 في المئة ونزل سهم مجموعة "سوفت بنك" المستثمرة في مجال التكنولوجيا 7.04 في المئة، ليكون لهما أكبر تأثير في تراجع المؤشر.

وعن ذلك، قال كبير مديري الصناديق في شركة "شينكين" لإدارة الأصول ناوكي فوجيوارا "باع المستثمرون هذه الأسهم بعد ارتفاعها الحاد في الجلسات الماضية"، مضيفاً "على وجه الخصوص، ارتفع سهم (أدفانتست) إلى أعلى مستوى الأسبوع الماضي على خلفية توقعات قوية، بينما لا تتوقع السوق أي أخبار من الشركة نفسها فترة من الوقت".

وصعد سهم "طوكيو إلكترون" 1.78 في المئة، بعدما رفعت شركة تصنيع معدات صناعة الرقائق الجمعة توقعاتها لأرباحها التشغيلية 2.8 في المئة للسنة التي تنتهي في مارس (آذار) 2026.

الذهب يقلص الخسائر

على صعيد أسواق المعادن النفيسة، قلصت أسعار الذهب خسائر جلسة اليوم الثلاثاء مدعومة بتوقف ارتفاع الدولار وانخفاض عوائد سندات الخزانة الأميركية، بينما يترقب المستثمرون بيانات اقتصادية أميركية من المقرر صدورها هذا الأسبوع للحصول على مزيد من الإشارات في شأن مسار أسعار الفائدة.

وانخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.2 في المئة إلى 3993.19 دولار للأوقية، بعد انخفاضه 0.9 في المئة في وقت سابق، ونزلت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر (كانون الأول) المقبل 0.3 في المئة إلى 4003.40 دولار للأوقية.

وقال المحلل لدى مجموعة "سويسكوت" المصرفية كارلو ألبرتو دي كاسا "الذهب يتماسك في محيط 4 آلاف دولار وستكون الأسابيع القليلة المقبلة حاسمة لتوضيح ما إذا كان هناك مجال لمزيد من الارتفاع أو أننا نشهد تصحيحاً". وأضاف "نشهد قوة الدولار وتراجع توقعات خفض الفائدة في ديسمبر، كما أن العوائد ترتفع وهذا يؤثر في الذهب".

وانخفض مؤشر الدولار بعدما وصل إلى أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر مقابل العملات المنافسة مما يجعل الذهب أقل كلفة لحائزي العملات الأخرى، وتراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 أعوام من أعلى مستوى لها في ثلاثة أسابيع أمس الإثنين.

وخفض البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة الأسبوع الماضي للمرة الثانية هذا العام، لكن رئيسه جيروم باول قال إن خفضاً آخر هذا العام "ليس أمراً مؤكداً".

ووفقاً لأداة "فيد ووتش" التابعة لـ"سي أم إي"، تتوقع السوق الآن بنسبة 65 في المئة خفضاً آخر لأسعار الفائدة في الشهر المقبل، انخفاضاً من نسبة تجاوزت 90 في المئة قبل تصريحات باول.

وينتعش الذهب الذي لا يدر عائداً في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة وفي أوقات عدم اليقين الاقتصادي.

وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى فقد انخفضت الفضة في المعاملات الفورية 0.6 في المئة إلى 47.78 دولار للأوقية، وتراجع البلاتين 0.6 في المئة إلى 1556.50 دولار، ونزل البلاديوم 2.5 في المئة إلى 1408.86 دولار.