ملخص
في حال سقوطها ستكون بوكروفسك أهم مكسب إقليمي لروسيا داخل أوكرانيا منذ استيلاء موسكو على مدينة أفدييفكا المدمرة في أوائل عام 2024 بعد واحدة من أكثر المعارك دموية في الحرب.
قالت روسيا أمس الإثنين إن قواتها تقدمت في مدينة بوكروفسك بشرق أوكرانيا مركز النقل والخدمات اللوجيستية التي تحاول السيطرة عليها منذ أكثر من عام، لكن أوكرانيا قالت إن قواتها صامدة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن جنودها يدمرون ما وصفته بتشكيلات أوكرانية محاصرة بالقرب من محطة السكك الحديد والمنطقة الصناعية في بوكروفسك، ودخلوا منطقة بريجورودني في المدينة وتمركزوا فيها.
من جانبه أعلن الجيش الأوكراني أن القوات الروسية لا تسيطر سيطرة كاملة على أي منطقة في مدينة بوكروفسك.
وذكرت فرقة العمل المسؤولة عن خط الجبهة الشرقية لأوكرانيا على فيسبوك "يواصل الغزاة هجومهم في مجموعات صغيرة يصل عدد أفرادها إلى خمسة جنود، من دون استخدام مركبات مدرعة".
وقال الفيلق السابع للرد السريع الأوكراني إن القوات الأوكرانية أحبطت محاولة لقطع طريق الإمداد من رودينسكي إلى الشمال.
وكان عدد سكان بوكروفسك قبل الحرب يبلغ نحو 60 ألف شخص، لكن معظم المدنيين تركوها منذ فترة. ومن شأن الاستيلاء عليها أن يمنح موسكو منصة للتقدم نحو كراماتورسك وسلوفيانسك، أكبر مدينتين متبقيتين تحت سيطرة أوكرانيا في منطقة دونيتسك التي تريد روسيا الاستيلاء عليها بالكامل.
لكن في شمال بوكروفسك سجلت أوكرانيا أخيراً مكاسب بالقرب من دوبروبيليا. وقال قائد الجيش أولكسندر سيرسكي إن قواته كثفت الضغط هناك بهدف إجبار روسيا على تحويل تركيزها بعيداً عن بوكروفسك.
توقف محادثات السلام
في حال سقوطها ستكون بوكروفسك أهم مكسب إقليمي لروسيا داخل أوكرانيا منذ استيلاء موسكو على مدينة أفدييفكا المدمرة في أوائل عام 2024 بعد واحدة من أكثر المعارك دموية في الحرب.
فمنذ ذلك الحين حققت روسيا مكاسب ثابتة لكن بطيئة في القتال العنيف على طول خط الجبهة الممتد على امتداد ألف كيلومتر في الحرب المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات وثمانية أشهر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولم تعقد أي محادثات سلام منذ شهر يوليو (تموز) على رغم محاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للدفع باتجاه إنهاء الصراع.
الجيش الروسي حقق تقدماً ثابتاً في أوكرانيا
حقق الجيش الروسي تقدماً ثابتاً في أوكرانيا خلال أكتوبر (تشرين الأول) في وقت تركزت هجماته على منطقة دونيتسك شرقاً، وذلك بناءً على تحليل أجرته وكالة الصحافة الفرنسية لبيانات صادرة عن معهد دراسات الحرب ومقره الولايات المتحدة.
وفي الحرب المستمرة منذ نحو أربع سنوات، شهد إقليم دونيتسك المعارك الأكثر عنفاً. وتقع مدينة بوكروفسك في هذا الإقليم، وهي تعد مركزاً لوجيستيتاً مهماً للقوات الأوكرانية، وقد تسقط في الأيام المقبلة.
ووفق تحليل بيانات معهد دراسات الحرب الذي يعمل مع "كريتيكل ثريتس بروجكت" (Critical Threats Project)، فقد سيطرت روسيا على 461 كيلومتراً مربعاً في أوكرانيا خلال أكتوبر، وهو رقم أعلى بقليل من 447 كيلومتراً مربعاً من الأراضي التي استولت عليها في سبتمبر (أيلول).
ويقترب هذا الرقم من المتوسط الشهري الذي حققته موسكو خلال عام 2025، بعدما بلغ ذروته في يوليو عندما استولت على 634 كيلومتراً مربعاً.
وتستحوذ روسيا حالياً على 81 في المئة من منطقة دونيتسك، التي أعلنت ضمها وتسعى إلى تأمين السيطرة الكاملة عليها.
وطالبت روسيا بانسحاب القوات الأوكرانية من هناك، وأيضاً من مناطق لوغانسك وخيرسون وزابوريجيا، وذلك كشرط في محادثات السلام، الأمر الذي قالت كييف إنه غير مقبول.
وفي المجموع يسيطر الجيش الروسي على 19.2 في المئة من الأراضي الأوكرانية. وكان نحو سبعة في المئة منها، من بينها شبه جزيرة القرم وأجزاء من دونباس، تحت سيطرة موسكو قبل بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.
وفي الأسابيع الأخيرة، كثفت القوات الروسية ضغوطها على نقاط عدة في حوض دونباس الصناعي والتعديني. وحققت تقدماً بشكل خاص في بوكروفسك، ما يشكل خطراً على القوات الأوكرانية في المدينة وفي مدينة مينوغراد المجاورة.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الوضع في بوكروفسك "صعب"، وإن "ما بين 260 و300 روسي" يقاتلون في المدينة. وتابع الرئيس الأوكراني في إحاطة لصحافيين الإثنين إن "نحو 30 في المئة من مجمل الأعمال القتالية على الجبهة تدور في بوكروفسك".
وتقع بوكروفسك عند تقاطع عديد من الطرق الإقليمية وخطوط السكك الحديدية. ومن شأن استيلاء الجيش الروسي عليها أن يفتح الطريق إلى الغرب، حيث المواقع الأوكرانية أقل تحصيناً.
أظهرت بيانات معهد دراسات الحرب سيطرة روسيا على 150 كلم مربعاً في منطقة دنيبروبتروفسك الواقعة غرب دونيتسك في أكتوبر. وهي ليست واحدة من المناطق الأوكرانية الخمس (بما فيها شبه جزيرة القرم) التي أعلنت روسيا ضمها.
في ذروة الهجوم في مارس (آذار) 2022، سيطرت روسيا على 27.7 في المئة من أراضي أوكرانيا، لكن كييف تمكنت مذاك من إخراج القوات الروسية من مساحات شاسعة في شرق البلاد وجنوبها.