Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجيش الأميركي قد ينشر قوات في نيجيريا أو ينفذ ضربات جوية

أبوجا تؤكد أن مساعدة واشنطن في مواجهة المسلحين الإسلاميين يجب أن تحترم سيادتها

ترمب يلوح بيده أثناء صعوده على متن طائرة الرئاسة في مطار بالم بيتش الدولي (أ ف ب)

ملخص

أثار المتشددون مثل "بوكو حرام" وتنظيم "داعش" (ولاية غرب أفريقيا) فوضى عارمة في البلاد لأكثر من 15 عاماً، مما أسفر عن مقتل آلاف الأشخاص، لكن هجماتهم اقتصرت إلى حد كبير على شمال شرقي البلاد، ذي الأغلبية المسلمة. ويقول محللون إنه رغم سقوط قتلى مسيحيين، فإن الغالبية العظمى من الضحايا كانوا من المسلمين.

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس الأحد، إن الجيش الأميركي قد ينشر قوات في نيجيريا أو ينفذ ضربات جوية لوقف ما وصفه بمقتل أعداد كبيرة من المسيحيين في الدولة الأفريقية.

وعندما سئل عما إذا كان يفكر في نشر قوات برية أو‭ ‬تنفيذ ضربات جوية في نيجيريا، قال ترمب "قد يكون ذلك. أقصد ربما أشياء أخرى أيضاً. أتصور كثيراً من الأمور. إنهم يقتلون أعداداً قياسية من المسيحيين في نيجيريا... إنهم يقتلون المسيحيين بأعداد كبيرة جداً. لن نسمح بحدوث ذلك".

من جانبها، قالت نيجيريا، أمس الأحد، إنها سترحب بالمساعدة الأميركية في مكافحة المسلحين الإسلاميين شريطة احترام سلامة أراضيها، وذلك رداً على تهديدات ترمب بالتدخل العسكري.

وكان ترمب قد صرح، أول من أمس السبت، بأنه طلب من وزارة الدفاع الاستعداد لعمل عسكري "سريع" محتمل في نيجيريا إذا لم تتخذ أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان إجراءات حاسمة لوقف قتل المسيحيين.

وقال دانيال بوالا، مستشار الرئيس النيجيري بولا تينوبو لـ"رويترز"، "نرحب بالمساعدة الأميركية طالما أنها تحترم سلامة أراضينا".

وسعى بوالا إلى التخفيف من حدة التوتر بين الدولتين، على رغم وصف ترمب لنيجيريا بأنها بلد يعتريه "الخزي". وقال "نحن لا نأخذ ما يقال حرفياً لأننا نعلم أن دونالد ترمب يحسن الظن بنيجيريا".

وأضاف، "أنا متأكد من أنه بحلول الوقت الذي يجتمع فيه هذان الزعيمان ويجلسان فيه، ستكون هناك نتائج أفضل في عزمنا المشترك على مكافحة الإرهاب".

فوضى عارمة

نيجيريا، الدولة التي يزيد عدد سكانها على 200 مليون نسمة وتضم نحو 200 مجموعة عرقية، مقسمة بين شمال ذي أغلبية مسلمة وجنوب ذي أغلبية مسيحية.

وأثار المتشددون، مثل "بوكو حرام" وتنظيم "داعش" (ولاية غرب أفريقيا)، فوضى عارمة في البلاد لأكثر من 15 عاماً، مما أسفر عن مقتل آلاف الأشخاص، لكن هجماتهم اقتصرت إلى حد كبير على شمال شرقي البلاد، ذي الأغلبية المسلمة.

ويقول محللون، إنه رغم سقوط قتلى مسيحيين، فإن الغالبية العظمى من الضحايا كانوا من المسلمين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي وسط نيجيريا، اندلعت اشتباكات متكررة بين رعاة يغلب عليهم المسلمون ومزارعين معظمهم من المسيحيين جراء نزاعات على المياه والمراعي، في حين يغير مسلحون في شمال غربي البلاد على قرى بشكل متكرر، ويخطفون أفراداً منها طلباً لفدى.

وقال بوالا، إن نيجيريا "لا تمارس التمييز ضد أي قبيلة أو دين في جهود مكافحة انعدام الأمن... لا توجد إبادة جماعية للمسيحيين".

العنف "يدمر مجتمعات بأكملها"

قال لاد سيروات كبير محللي الشؤون الأفريقية في مشروع بيانات مواقع وأحداث الصراعات المسلحة "أي.سي.أل.أي.دي"، "غالباً ما تصور الجماعات المتمردة، مثل "بوكو حرام" وتنظيم "داعش" في غرب أفريقيا، حملاتها على أنها معادية للمسيحية، لكن في الواقع، عنفها عشوائي ويدمر مجتمعات بأكملها".

وأضاف، "العنف من الإسلاميين جزء من ديناميكيات الصراع المعقدة والمتداخلة في البلاد حول السلطة السياسية والنزاعات على الأراضي والانتماء العرقي والانتماء الطائفي وقطع الطرق".

وتظهر أبحاث مشروع بيانات مواقع وأحداث الصراعات المسلحة أنه من بين 1923 هجوماً على مدنيين في نيجيريا حتى الآن هذا العام، بلغ عدد الهجمات التي استهدفت مسيحيين بسبب دينهم 50 هجوماً. وقال سروات، إن الادعاءات الأحدث المتداولة بين بعض الدوائر اليمينية الأميركية بأن ما يصل إلى 100 ألف مسيحي قتلوا في نيجيريا منذ عام 2009 لا تدعمها البيانات المتاحة.

نيجيريا ترفض اتهامات التعصب الديني

جاء تهديد ترمب بالتدخل العسكري بعد يوم من إعادة إدارته نيجيريا إلى قائمة "الدول المثيرة للقلق بشكل خاص" التي تقول الولايات المتحدة إنها تنتهك الحريات الدينية. وتشمل الدول الأخرى المدرجة على القائمة الصين وميانمار وكوريا الشمالية وروسيا وباكستان.

ورد الرئيس النيجيري تينوبو، وهو مسلم من جنوب نيجيريا ومتزوج من مسيحية، السبت على اتهامات التعصب الديني ودافع عن جهود بلاده لحماية الحريات الدينية.

فعند إجراء التعيينات الحكومية والعسكرية الرئيسة سعى تينوبو، مثل أسلافه، إلى تحقيق توازن يضمن تمثيل المسلمين والمسيحيين على قدم المساواة. وفي الأسبوع الماضي، غير تينوبو القيادة العسكرية للبلاد وعين مسيحياً قائداً جديداً للدفاع.

وفي العاصمة أبوجا، قال بعض المسيحيين الذين حضروا قداس الأحد إنهم سيرحبون بتدخل عسكري أميركي لحماية مجتمعهم.

وقال خبراء أمنيون، إن أي ضربات جوية أميركية ستستهدف على الأرجح مجموعات صغيرة تتناثر عبر مساحة شاسعة من الأراضي وهي مهمة قد تصبح أكثر صعوبة بالنظر إلى سحب الولايات المتحدة قواتها العام الماضي من النيجر الواقعة على الحدود الشمالية لنيجيريا.

وتتنقل الجماعات المسلحة بين البلدان المجاورة الكاميرون وتشاد والنيجر، وقال الخبراء إن الولايات المتحدة قد تحتاج إلى مساعدة من الجيش والحكومة النيجيريين، اللذين هدد ترمب بقطع المساعدات عنهما.

المزيد من الأخبار