ملخص
يظهر مانشستر يونايتد شخصية جديدة تحت قيادة روبن أموريم، إذ يتعلم من العثرات بقدر ما يتعلم من الانتصارات، ويحول مباراة كانت ستنتهي بالخسارة الموسم الماضي إلى تعادل مثير بفضل إصرار لاعبيه وتألق أماد ديالو خلال اللحظات الأخيرة.
هناك عدد لا حصر له من الطرق لقياس مدى تقدم مانشستر يونايتد، إذ يمكن لروبن أموريم أن يتعلم من النقطة التي حصدها في ملعب "سيتي غراوند" بقدر ما كان سيتعلمه من أي من انتصاراته الثلاثة المتتالية السابقة.
كيف تغيرت عقلية مانشستر يونايتد؟
ببساطة كان يونايتد سيخسر هذه المباراة خلال الموسم الماضي. فقد سيطر على الشوط الأول، لكنه - وللمرة ليست الأولى تحت إشراف أموريم - تسبب في سقوطه بنفسه خلال لحظات خاطفة.
كان غياب رد الفعل أمام الشدائد سمة بارزة خلال الـ12 شهراً من عهد أموريم. فقد كان ملعب "سيتي غراوند" يغلي بالحماسة حين أكمل فريقهم عودة مذهلة مطلع الشوط الثاني. وكان يونايتد مطروحاً على أرضية الحلبة، وكأنه ينتظر من أموريم أن يلقي بالمنشفة، لكن هذا الفريق مختلف تماماً عن مانشستر يونايتد الذي ورثه أموريم قبل عام مضى.
وقال أموريم موضحاً ذلك ببراعة "في الماضي، عندما كنا نمر بخمس دقائق سيئة كهذه ونتلقى هدفين، لم نكن نستطيع التعافي. اليوم الشعور مختلف. يمكنك أن تستشعر أننا قد لا نفوز بهذه المباراة، لكننا أيضاً لن نخسرها. وهذا الإحساس يجب أن يتحلى به الفريق الكبير أحياناً".
وأضاف "خلال الموسم الماضي كنا سنخسر هذه المباراة، وبفارق أكبر من الأهداف".
ديالو يقتنص التعادل ويؤكد التغيير
ولا شك أن امتلاك نجوم واعدين قادرين على فعل ما فعله أماد ديالو قبل تسع دقائق من النهاية، حين خطف نقطة بتسديدة مذهلة لم يكن ليونايتد أن يقترب منها خلال الموسم الماضي قبل أن تهز تلك الكرة الشباك، يساعد كثيراً.
في الواقع، كان يونايتد في تحسن مستمر منذ لحظة انطلاق الكرة الأولى هذا الموسم. وعلى رغم أن النتائج لم تأت بسهولة في البداية، فإن من الواضح منذ الوهلة الأولى أن الموسم الماضي كان مجرد استثناء لن يرغب في الحديث عنه مجدداً.
أرقام تعيد الذاكرة إلى عهد مورينيو
يجب أن نعود إلى موسم (2017 - 2018) حين حصد مانشستر يونايتد للمرة الأخيرة أكثر من 16 نقطة بعد تسع مباريات، إذ جمع 20 نقطة تحت قيادة جوزيه مورينيو.
وعلى الورق، بدا ملعب "سيتي غراوند" المكان المثالي ليواصل الفريق صحوته وصعوده في جدول الترتيب. فمع المدرب الجديد شون ديتش على رأس القيادة، دخل نوتنغهام فورست مواجهة أمس السبت وهو يجر وراءه سلسلة من أربع هزائم متتالية، جميعها من دون تسجيل أي هدف.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بدأ الضيوف المباراة كفريق يعيش حال صعود. فقد كان على بينجامين سيسكو أن يتعامل بصورة أفضل مع تمريرة عرضية من بريان مبيومو خلال وقت مبكر، قبل أن يطلق السلوفيني تسديدة أخرى جانبت المرمى.
هدف كاسيميرو وإثارة جماهير فورست
واشتعل غضب جماهير أصحاب الأرض بسبب قرار احتساب الركنية التي جاء منها الهدف الافتتاحي ليونايتد، إذ بدا أن نيكولو سافونا بالكاد أبقى الكرة داخل الملعب. وتعالت صافرات الاستهجان من جميع أرجاء ملعب "سيتي غراوند" بينما كان كاسيميرو يودع الكرة برأسه في الشباك مسجلاً هدفه الثالث هذا الموسم، وهو العدد ذاته الذي سجله أي لاعب وسط آخر في الدوري الممتاز.
أهدر أماد فرصة ذهبية لمضاعفة تقدم يونايتد في أواخر الشوط الأول، حين سدد الكرة عالياً من موقع ممتاز، وهي رعونة كلفت فريقه غالياً، إذ سرعان ما عاش جمهور الضيوف لحظات من "ديجافو" (وهم سبق الرؤية) المألوفة.
انهيار دفاعي سريع ورد فعل قوي
عجز أماد عن مجاراة غيبس وايت، الذي ارتقى ليضع الكرة برأسه في شباك سيني لامنس، مسجلاً أول أهداف فورست في الدوري منذ الـ20 من سبتمبر (أيلول) الماضي.
ومع اشتعال المدرجات، وبعد 101 ثانية فحسب، اكتمل الانقلاب. فقد فشل يونايتد في التعامل مع كرة طويلة أخرى داخل منطقة الجزاء، لتسقط أمام سافونا الذي عوض خطأه السابق بتسديدة من مسافة قريبة أسكنت الشباك.
أصبحت الانهيارات بهذه الصورة مألوفة جداً حول "أولد ترافورد"، حتى إن هذا التحول في مجريات المباراة لم يفاجئ أحداً. لكن المفاجأة كانت في الطريقة التي رد بها يونايتد.
وأوضح أموريم بعد المباراة أنه لم يجر أية تغييرات هجومية من على مقاعد البدلاء، إذ أبقى كوبي ماينو وجوشوا زيركزي خارج القائمة حفاظاً على الانسجام داخل الفريق.
خيارات المدرب وإصرار اللاعبين
وخلال تلك المواجهة المثيرة، بدا من غير المنطقي إلى حد ما إبقاء ماتيوس كونيا وسيسكو في الملعب على رغم الإرهاق الواضح عليهما، لكن كليهما سنحت له فرصتان ذهبيتان للتعديل. فهل كان ماينو أو زيركزي - وهما لاعبان موهوبان كل بطريقته - سيقدمان التأثير ذاته لو شاركا؟
واصل أماد معاناته دفاعياً أيضاً، لكن هذه هي ضريبة إشراك مهاجم في موقع يغلب عليه الطابع الدفاعي. أما المكسب المقابل فقد كان يخطف الأنفاس.
لم يكن الهدف نسخة طبق الأصل من أهداف بول سكولز الشهيرة في "فيلا بارك" أو "فالي براد"، لكنه لم يبتعد كثيراً عنها. وكان ذلك أقل مما يستحقه يونايتد وعقليته التي تزداد نضجاً وتحسناً يوماً بعد يوم.
© The Independent