Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مهرجان "بيروت كتب" يعيد السجال حول عودة المعرض

انطلق من العاصمة وتوزع على المناطق وجمع بين الكتاب الفرنسيين والجمهور

حركة الكتاب الفرنسي في بيروت (خدمة المركز)

ملخص

بعد غيابه العام الماضي، يعود اللقاء الفرنكوفوني الأبرز للكتاب "بيروت كتب" في هذا العام بنسخة جديدة احتفاء بالكلمة والثقافة. أقيم المهرجان بتنظيم من المركز الثقافي الفرنسي بالشراكة مع المعهد العالي للأعمال ESA فأعاد إلى بيروت نبضها الذي خفت بفعل الأزمات المتكررة.

 لا تشبه النسخة الثالثة من "بيروت كتب" سابقتيها، بل تميزت بانتشار أوسع في المناطق اللبنانية، فتحولت البلاد إلى ملتقى ثقافي شارك فيه أكثر من 80 كاتباً وكاتبة ورسامة ورساماً وشاعراً من 10 دول، في 20 موقعاً ثقافياً في بيروت وغيرها من المناطق، فكان هواة المطالعة والكتب على الموعد في حدث يوقظ في نفوسهم هذا الشغف في كل مرة.

عودة بعد غياب

كثر من المثقفين ومن عشاق اللغة الفرنسية خصوصاً، كانوا يتلهفون لهذه العودة المرتقبة للحدث الأبرز المخصص للأدب الفرنكوفوني بعد غيابه العام الماضي بسبب ظروف الحرب. ففي العام الماضي، وعلى رغم جهوزية نسخة عام 2024 من النواحي كافة، تعذرت إقامتها بسبب الحرب. وها هو مهرجان "بيروت كتاب" يعود بتحديثات أسهمت بإغنائه أكثر فاكثر. صحيح أن الأصداء المحيطة بالحدث بدت خجولة إلى حد ما، خصوصاً في ظل الجدل القائم حول أنشطته، بين من يجدون فيها وسيلة لنشر هذا الحدث على نطاق أوسع فيحقق أهدافه الثقافية في مساحات كبرى في لبنان وفي مناطق متعددة، ومن يجدون فيها شيئاً من التشتت الذي يمنع استقطاب أعداد من المواطنين كما كان يفعل حدث "معرض الكتاب الفرنكوفوني" بنسخاته السابقة في موقع واحد قبل أن يغيب منذ عام 2018، فكان يجذب الكبار والصغار على حد السواء، من عشاق الكتاب والثقافة. لكن هذا التبدل لم يمنع كون مهرجان "بيروت كتب" من الأحداث الثقافية المنتظرة بكل ما فيه من غنى ثقافي، ومن لقاءات وأمسيات أدبية أتت لتعيد إحياء الساحة الثقافية في مرحلة دقيقة من تاريخ لبنان الذي يبدو بأمس الحاجة إلى أحداث مماثلة، تعيد إليه صورته الثقافية ووجه الحضاري.

تجدد وانتشار

في نسخته الثالثة، توسع المهرجان بأنشطته ليشمل مزيداً من المناطق اللبنانية التي أقيمت فيها الأنشطة، فتوزعت بين العاصمة والجبل وشمال لبنان وجنوبه وبقاعه. وخلال خمسة أيام متتالية، استضاف المهرجان شخصيات بارزة من الساحة الأدبية الفرونكوفونية أمثال مايليس دو كيارانغال، ولوران غودي، ونيكولا ماتيو، وهيملي بوم، وكوثر عديمي ولمياء زياده، وشريف مجدلاني،، ويارا الغضبان، وجورجيا مخلوف، وريم بطال، وهلا مغنية وغيرهم. في هذه النسخة الجديدة، عاد اللقاء الكبير بالأدب الفرنكوفوني المنتظر، فجمع أبرز الأدباء مع مواهب جديدة في عالم الكتابة، إضافة إلى مزيج رائع من الكتاب، والموسيقيين والرسامين والممثلين.

أقيمت نشاطات "بيروت كتب" في مختلف أنحاء بيروت، وفي بقية المناطق. أما الأنشطة الأخرى في اليومين الأخيرين، فقد احتضنها المعهد العالي للأعمال، وشكلت فضاء لقاء لعشاق الثقافة عامة، ولمحبي اللغة الفرنسية خصوصاً. وكان لافتاً إلى أن الحدث خص جيل الشباب بمساحات هدفها تحفيزه على المطالعة وجذبه إلى عالم الثقافة.

تميزت الحدث ببرنامجه الغني الذي انطلق في الـ21 من أكتوبر (تشرين الأول) مع "ربع الساعة الوطني للقراءة". فكانت انطلاقة مميزة وبارزة بمبادرة من المركز الوطني للكتاب الفرنسي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي. وكانت هذه المبادرة دعوة إلى اللبنانيين لتعليق أنشطتهم في تمام الساعة الحادية عشرة والربع من ذاك اليوم، للغوص في عالم الكتاب والاستمتاع بالمطالعة. وتلا الانطلاقة المميزة عرض فيلم "أبناؤهم من بعدهم" المقتبس عن رواية الكاتب نيكولا ماتيو الحائز جائزة غونكور لعام 2018، وهو أيضاً أحد ضيوف المهرجان، وقد أقيمت العرض في مركز المعهد الفرنسي. ومن ضمن البرنامج أيضاً كانت لقاءات أدبية ومناظرات وورش عمل ثقافية ممتعة وعروض أفلام وقراءات وجلسات توقيع عديدة.

جيل الشباب

وعلى رغم أن المهرجان يحمل اسم "بيروت كتب"، منذ نسخته الأولى التي أقيمت في 2022، فهو أخذ على عاتقه مهمة نشر الثقافة خارج إطار العاصمة باتجاه مختلف المناطق اللبنانية، وصولاً إلى بعلبك التي استضافت لقاء مشوقاً جمع جوال أشقر بالشباب. وكانت ورش الرسم من أبرز الأنشطة التي جذبت جيل الشباب والأطفال في مختلف المناطق ومنها زحلة وصيدا وجونية. فبمشاركة شبكة فروع المركز الفرنسي في لبنان في هذه الدورة، نظمت أمسيات أدبية في المناطق اللبنانية بحضور عدد من الكتاب الضيوف بدءاً من المتحف الوطني الذي استضاف لقاء مع توما بورشيه ورافاييل روفييه -فوسول حول الرواية المصورة "الاقتصاد لـ99 في المئة". وفي مكتبة مركز باسل فليحان المالي الاقتصادي أقيم مؤتمر "لبنان من خلال أرشيفه" بحضور السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو بالشراكة مع جامعة القديس يوسف. وفي اليوم نفسه أقيمت جولة أدبية شملت جلسات توقيع متعددة في مقاهٍ ومطاعم في شارع مار مخايل في بيروت. فكانت لحظات مميزة نشرت نفحات ثقافية مميزة في المنطقة، ودعت محبي الثقافة لتمضية أجمل الأوقات. وتخلل البرنامج في اليوم نفسه جلسة مميزة تفاعلية من الرسم الحي حملت عنوان" إدمون دوماس دانتي، قصة مدهشة عن الكونت دي مونت كريستو" مع ألفريد وفريكس نيشفيه. وضمن المهرجان أيضاً تم تقديم كتاب "نحلم لبنان" الذي يدعو الشباب إلى تخيل لبنان والتعبير عن ذاك التصور على طريقتهم الخاصة في كتاب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان للأطفال حصة أيضاً في المهرجان، ومن النشاطات المميزة الهادفة إلى تحفيزهم، ورشة رسم خاصة بالأطفال مع مارك يونافان في المكتبة الوطنية، وأيضاً ورشة عمل كبرى مع مؤلف سلسلة "ماكس وليلي" سيرج بلوخ. هذا، إضافة إلى لقاء مميز بعنوان "بيروت المدينة" ، جمع أربعة كتاب رووا المدينة بكلمات وأصوات على طريقتهم الخاصة تلتها حفلة رسم حي مع موسيقى لمختلف الفئات العمرية.

أما المعارض، فشكلت مساحة خاصة بما حملته من تنوع وبالمواضيع التي أضاءت عليها، ما بين معرض "الدبلوماسية والقصص المصورة" في المركز الثقافي الفرنسي الذي تناول فرنسا والعالم من عام 1945، وأيضاً معرض "مؤلفون وأعمال أدبية تحت الضوء" بعدسة فاروجان سيتيان في جامعة القديس يوسف. أما معرض "الكتابة باللغة الفرنسية" في المعهد العالي للأعمال، فقدم أعمال أكثر من 100 كاتب وكاتبة هم من بلاد لا تربطها علاقة مباشرة باللغة الفرنسية، لكنهم اختاروا التعبير من خلالها. واستطاع زوار معرض "بيروت 1958"، أن يقوموا بجولة على بيروت القديمة من خلال رسوم بريشة رسام الكاريكاتير زاربو.

وبدا آخر أيام المهرجان غنياً بالأنشطة المشوقة مع لقاءات ومحاضرات هدفها نشر شغف المطالعة على نطاق أوسع خصوصاً لدى جيل الشباب، مع نقاشات تفاعلية هدفها نقل هواجسهم.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة