Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من أين جاء ترمب بـ"التهديد الوجودي" للمسيحيين في نيجيريا؟

أدرجها على لائحة "الدول المثيرة للقلق" بعد أشهر من ضغط نواب أميركيين ومحللون يتحدثون عن "مزاعم مبالغ فيها"

تشير البيانات إلى وقوع ما لا يقل عن 389 حالة عنف استهدفت المسيحيين بين عامي 2020 و2025 (أ ف ب)

ملخص

تعاني نيجيريا مشكلات أمنية، وتنشط في شمال شرقي البلاد جماعة "بوكو حرام" التي أسفرت هجماتها عن أكثر من 40 ألف قتيل ومليوني نازح منذ عام 2009، وفق تقديرات للأمم المتحدة.

أدرج الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الجمعة، نيجيريا على لائحة "الدول المثيرة للقلق بصورة خاصة" في ما يتعلق بالحرية الدينية بسبب "التهديد الوجودي" للمسيحيين في البلاد.

واتخذ القرار بعد أشهر من ضغط مارسه أعضاء في الكونغرس يعتقدون بأن المسيحيين يواجهون "إبادة جماعية" في أكبر دولة أفريقية من ناحية عدد السكان، وهو ادعاء نفته السلطات في أبوجا.

على ماذا ترتكز الاتهامات؟

تعاني نيجيريا مشكلات أمنية، وتنشط في شمال شرقي البلاد جماعة "بوكو حرام" التي أسفرت هجماتها عن أكثر من 40 ألف قتيل ومليوني نازح منذ عام 2009، وفق تقديرات للأمم المتحدة.

ويتواصل نشاط "بوكو حرام" وتنظيم "داعش" في غرب أفريقيا المنشق عنها، على رغم تراجع قوتهما خلال الأعوام الأخيرة.

وفي وسط البلاد، تتكرر الاشتباكات الدامية بين رعاة من الفولاني، ومعظمهم مسلمون، ومزارعين هم في غالبية الأحيان مسيحيون، وكثيراً ما يجري تصويرها على أنها صراع ديني في حين أن أساسها عموماً هو التنافس على الأراضي.

أما في الشمال الغربي، فترهب عصابات إجرامية السكان من خلال مهاجمتها القرى وقتل وخطف الأشخاص للحصول على فدية، وحرق المنازل بعد نهبها.

وقال وزير الخارجية النيجيري يوسف توغار عبر منصة "إكس"، اليوم السبت "ليست هناك ولم تحدث قط إبادة جماعية في نيجيريا".

من ينشر هذه الاتهامات؟

يقف وراء ترويج هذه المعلومات سياسيون محافظون، من بينهم النائب الأميركي الجمهوري كريس سميث الذي دعا في مارس (آذار) الماضي إلى إعادة إدراج نيجيريا على لائحة "الدول المثيرة للقلق بصورة خاصة".

وفي بداية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، اتهم السيناتور تيد كروز والنائب رايلي مور الحكومة النيجيرية بغض الطرف عن "مذبحة" تجري بحق المسيحيين.

ولاقت تصريحاتهم صدى لدى سياسيين يمينيين متطرفين في أوروبا، من بينهم النائب البولندي في البرلمان الأوروبي دومينيك تارشينسكي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما تروجها منظمات دينية، منها منظمة "الأبواب المفتوحة" غير الحكومية التي نشرت تقريراً عام 2023 جاء فيه أن "89 في المئة من المسيحيين الذين استشهدوا في العالم هم من بلد واحد، نيجيريا".

ويرتكز سياسيون أميركيون على تقارير هذه المنظمة الهولندية للمطالبة بفرض عقوبات على نيجيريا.

وانفصل الفرع الأميركي لمنظمة "الأبواب المفتوحة" عام 2023 وأطلق منظمة "الإغاثة المسيحية العالمية" التي تسهم أيضاً في نشر رواية أن نيجيريا "عاصمة العالم للشهداء المسيحيين".

وكثيراً ما أكد الانفصاليون البيافريون، نسبة إلى منطقة بيافرا في جنوب نيجيريا التي شهدت بين عامي 1967 و1970 حرباً أهلية أودت بمليون مدني في الأقل، أن المسيحيين يتعرضون للاضطهاد في نيجيريا.

وقامت "حكومة جمهورية بيافرا في المنفى" بقيادة سيمون إيكبا، بتعيين جماعة ضغط في واشنطن يديرها عضو الكونغرس السابق جيم موران، للدفاع عن أهدافها الانفصالية وزيادة الوعي بـ"اضطهاد المسيحيين في نيجيريا".

ماذا تقول الأرقام وما التداعيات؟

أكد المحلل المتخصص في شؤون أفريقيا في مؤسسة "أكليد" الأميركية لاد سروات، لوكالة الصحافة الفرنسية أن عنف الجماعات الإرهابية في نيجيريا "أعمى"، مضيفاً أن مزاعم أعضاء الكونغرس الأميركيين عن مقتل 100 ألف مسيحي "مبالغ فيها".

وبحسب بيانات أرسلتها "أكليد" إلى وكالة الصحافة الفرنسية، فقد قضى 52915 مدنياً باغتيالات سياسية محددة الهدف منذ عام 2009، ويشمل الرقم المسلمين والمسيحيين.

وتشير البيانات إلى وقوع ما لا يقل عن 389 حالة عنف استهدفت المسيحيين بين عامي 2020 و2025، وأوقعت 318 قتيلاً في الأقل. وخلال الفترة نفسها، استهدف 197 هجوماً مسلمين، وأسفرت عن 418 قتيلاً في الأقل.

وقد تؤدي إعادة إدراج نيجيريا على اللائحة الأميركية للدول المثيرة للقلق إلى عقوبات اقتصادية وتجميد الأصول وحظر السفر وغيرها.

وسبق أن أدرجت نيجيريا على اللائحة عام 2020، خلال ولاية ترمب الأولى، وأزالها خلفه جو بايدن في العام التالي.

وفي يوليو (تموز) الماضي، فرضت الولايات المتحدة قيوداً على التأشيرات الممنوحة للنيجيريين في إطار سياسة إدارة ترمب المناهضة للهجرة، وحددتها بثلاثة أشهر.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير