ملخص
في ما يتعلق بمساعي القاهرة لاسترداد آثارها المهربة أو المسروقة في الخارج، أوضح فتحي أن بلاده "لن تتوقف عن المطالبة بها، وبخاصة تلك التي خرجت من مصر بطريقة مشكوك في صحتها" على حد تعبيره، مشدداً على أن "القاهرة تستخدم أكثر من وسيلة وأن الموضوع بأبعاده المتعددة والمتداخلة بين ما هو قانوني وأثري، يشهد جهوداً مكثفة وتعاوناً من قبل كافة مؤسسات الدولة"
قال وزير السياحة المصري شريف فتحي إن القاهرة تراهن بصورة كبيرة على متحفها الجديد الذي دشنته رسمياً اليوم السبت لتعزيز موقعها بقوة على خريطة السياحة الدولية، متوقعاً تجاوز عدد السياح المترددين على المتحف الـ5 ملايين زائر سنوياً مستقبلاً.
وذكر فتحي في حديث إلى "اندبندنت عربية" على هامش الافتتاح الرسمي للمتحف الذي يحضره قادة وزعماء ورؤساء حكومات ووفود أجنبية من 79 دولة حول العالم أن "عدد زوار المتحف في افتتاحه التجريبي في الأسابيع الماضية بلغ نحو 5 آلاف زائر يومياً، ومن المفترض أن يصل هذا العدد لنحو 15 ألفاً في الأيام المقبلة، لنصل في النهاية لنحو 5 ملايين سائح يترددون على المتحف سنوياً"، مشيراً إلى أن التقديرات لم تظهر بعض "نسبة السياح الجدد والقدامى الذين سيضيفون المتحف على جدول زياراتهم للقاهرة في الفترة المقبلة".
ما بعد زخم الافتتاح
وبحسب فتحي فإنه "في جميع الأحوال سينعكس الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير في زيادة عدد الليالي السياحية في مصر وعدد السائحين المترددين على مزاراتها"، موضحاً في شأن استراتيجية بلاده المقبلة للبناء على زخم الافتتاح الرسمي لمتحفها الكبير، بالقول "استراتيجيتنا ورؤيتنا واضحة في هذا الشأن، مصر الدولة الأولى في العالم في التنوع السياحي وتنوع الأنماط السياحية، ونسعى إلى الوصول لهذه المكانة بالفعل خلال الأعوام الثلاثة أو الأربعة المقبلة".
وتابع فتحي "ما يجب علينا فعله في الفترة المقبلة، هو زيادة منتجاتنا السياحية، مثل المتحف المصري الكبير، إضافة إلى ما نبذله من جهد كبير في إكمال مسار العائلة المقدسة (مواقع الزيارة الخاصة بالعائلة المقدسة) وزيادة عدد المراكب النيلية وغيرها"، مضيفاً "هناك عمل كبير يتم تنفيذه لتنويع الأنماط السياحية في مصر، وعلى سبيل المثال بدأنا نرى زيادة مطردة في أعداد السياح الألمان القاصدين الأقصر وأسوان في جنوب البلاد، وذلك بعكس ما كان في السابق، إذ اقتصرت السياحة الألمانية على البحر الأحمر، إلى جانب ذلك هناك التسويق المركز من طريق الذكاء الاصطناعي وهو أفضل كثيراً"، ومضى في القول "النتائج بالنسبة إلى مستقبل السياحة المصرية ورواجها مبشرة جداً، ومن المتوقع أن نتجاوز عدد الـ18 مليون سائح سنوياً آخر العام الحالي".
وأوضح فتحي أن الترويج للمتحف المصري في الخارج لم يقتصر على الفترة الأخيرة، قائلاً "كان هناك ترويج كبير للمتحف انطلق منذ أعوام، إذ تم ذلك في كافة اللقاءات والمعارض الدولية التي أقامتها مصر لآثارها في الخارج خلال الأعوام الماضية، مما جعل افتتاح المتحف ليس حدثاً عرضياً في العالم بل حالة استثنائية انعكست في زخم الحضور الدولي والعالمي في افتتاحه الرسمي"، على حد تعبيره.
"لن نتوقف عن المطالبة بآثارنا في الخارج"
وفي ما يتعلق بمساعي القاهرة لاسترداد آثارها المهربة أو المسروقة في الخارج، أوضح فتحي أن بلاده "لن تتوقف عن المطالبة بآثارها الموجودة في الخارج، وبخاصة تلك التي خرجت من مصر بطريقة مشكوك في صحتها" على حد تعبيره، مشدداً على أن "القاهرة تستخدم أكثر من تكنيك في هذا الطريق وأن الأمر ليس مجرد كلام أو تصريحات صحافية، بل إن الموضوع بأبعاده المتعددة والمتداخلة بين ما هو قانوني وأثري، يشهد جهوداً مكثفة وتعاوناً من قبل كافة مؤسسات الدولة سواء على صعيد وزارة الخارجية أو السياحة والآثار بهدف استرداد كافة الآثار المصرية في الخارج"، مؤكداً "لن نتوقف عن المطالبة ولكن بالطريقة الصحيحة".
ويشهد العالم مساء اليوم افتتاح المتحف المصري الكبير، بحضور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ووفود من 79 دولة حول العالم، وذلك في احتفالات كبيرة تهدف إلى إعادة تثبيت الحضور المصري على الخريطة السياحية العالمية.
ويعد المتحف بتصميمه المعماري الفريد المطل على أهرام الجيزة، جسراً حضارياً يعيد إحياء أقدم حضارة عرفتها الإنسانية في إطار معاصر يجمع بين الأصالة والحداثة.
واستغرق بناء المتحف الذي يغطي مساحة تقارب نصف مليون متر مربع أكثر من 20 عاماً، وبلغت كلفته أكثر من مليار دولار.
ويمتد المتحف على مساحة تبلغ نحو 500 ألف متر مربع، مما يجعله الأكبر من نوعه في العالم، ويضم ما يعرف بـ"الدرج العظيم" الذي تصطف على جانبيه تماثيل ضخمة لملوك مصر، بارتفاع يصل إلى ستة طوابق.
يضم المتحف المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون التي تعرض للمرة الأولى في مكان واحد، وتضم ما يزيد على 5 آلاف قطعة من كنوز الملك الشاب، إلى جانب آلاف القطع الأثرية الأخرى التي تروي تاريخ مصر عبر العصور.
وبحسب بيانات رسمية نشرها القائمون على الافتتاح في شأن القطع الأثرية المنقولة للعرض في المتحف، فقد جرى نقل 51.472 قطعة أثرية، بينما بلغ عدد القطع التي خضعت لعمليات ترميم 50.466 قطعة أثرية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كذلك بلغ عدد القطع التي جرى ترميمها من مركب خوفو الثانية 1.240 قطعة من أصل 1.272 قطعة جرى استخراجها من موقع الاكتشاف، ونقل عدد 1.006 قطع إلى المتحف المصري الكبير، فيما بلغ عدد القطع التي وضعت على "الدرج العظيم" 42 قطعة من أصل 72 قطعة بالتصميم النهائي للدرج العظيم.
وسيكون كنز المتحف الأكبر المجموعة الكاملة للفرعون توت عنخ آمون التي اكتشفت عام 1922 في مقبرة بوادي الملوك في صعيد مصر، وكانت هذه المجموعة التي تضم نحو 5 آلاف قطعة جنائزية مشتتة بين متاحف عدة في مصر أو تجوب العالم أو في مخازن، وستكون مجموعة في قاعة واحدة في المتحف.
وفي المجموع، يضم المتحف المصري الكبير أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، نصفها سيكون معروضاً، مما يجعل منها أكبر مجموعة في العالم مخصصة لحضارة واحدة، شهدت مرور 30 سلالة على مدى 5 آلاف عام.
ويستقبل الزوار في بهو واسع يتوسطه تمثال ضخم للفرعون رمسيس الثاني الذي حكم مصر لمدة 66 عاماً منذ أكثر من 3 آلاف عام، ويبلغ وزن التمثال 83 طناً من الغرانيت بينما يصل ارتفاعه إلى 11 متراً.