Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روايات مرعبة من الفاشر: "الدعم السريع" توزع الموت على الجميع

شهود: مقتل واختفاء المئات بعد سقوط المدينة وعمليات قتل من دون محاكمة

نازحون سودانيون يتجمعون ويجلسون في خيام مؤقتة بعد فرارهم من مدينة الفاشر في دارفور، في طويلة، السودان، 29 أكتوبر 2025 (أ ف ب)

ملخص

قوات "الدعم السريع" تنفي وقوع عمليات إعدام ميدانية والسيطرة على الفاشر ترسخ انقسام السودان

جمع مقاتلون على ظهور جمال نحو 200 رجل قرب مدينة الفاشر السودانية في مطلع الأسبوع، واقتادوهم إلى خزان، وهم يرددون ألفاظاً عنصرية قبل أن يبدأوا في إطلاق النار، وذلك وفقاً لرواية رجل قال إنه كان بينهم.

أوضح الرجل، ويدعى الخير إسماعيل، في مقابلة مصورة أجراها صحافي محلي معروف لـ"رويترز" في بلدة طويلة بإقليم دارفور غرب البلاد، أن أحد الخاطفين تعرف عليه من أيام دراسته بالمدرسة وتركه يهرب.

قال إسماعيل "قال ليهم ما تقتلوه"، حتى بعدما قتلوا كل من معه بمن فيهم أصدقاء له، وأضاف أنه كان يحضر الطعام لأقاربه الذين كانوا لا يزالون في المدينة عندما سيطرت عليها قوات "الدعم السريع" الأحد الماضي، وكان، كغيره من المعتقلين، أعزل بلا سلاح.

ولم تتمكن "رويترز" بعد من التحقق من روايته وسط النزاع، لكنها تحققت من معلومات سابقة حصلت عليها من الصحافي.

كان إسماعيل واحداً من أربعة شهود، وستة من موظفي الإغاثة أجرت "رويترز" مقابلات معهم، وقالوا أيضاً إن الفارين من الفاشر جمعوا في قرى مجاورة، وفصل الرجال عن النساء، ثم تم إبعادهم،

وفي رواية سابقة، قال أحد الشهود إن دوي إطلاق نار سمع بعد ذلك.

وكثيراً ما حذر ناشطون ومحللون من عمليات قتل انتقامية على أساس عرقي من قبل قوات "الدعم السريع" شبه العسكرية إذا سيطرت على الفاشر، آخر معقل للجيش السوداني في دارفور.

ونشرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان روايات أخرى اليوم الجمعة، تشير إلى تقديرات بأن مئات المدنيين والعزل ربما يكونون قد أعدموا، وتعتبر عمليات القتل على هذا النحو جرائم حرب.

ونفت قوات "الدعم السريع"، التي يمثل انتصارها في الفاشر نقطة تحول في الحرب الأهلية السودانية المستمرة منذ عامين ونصف العام، ارتكاب هذه الانتهاكات، قائلة إن الروايات من نسج خيال أعدائها، ووجهت لهم اتهامات مضادة.

نقل الرجال للتحقيق

تحققت "رويترز" من ثلاثة مقاطع فيديو في الأقل نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر رجالاً يرتدون زي قوات "الدعم السريع" وهم يطلقون النار على أسرى عزل، ومن 12 مقطعاً آخر تظهر فيها مجموعات من الجثث بعد إطلاق نار على ما يبدو.

ووصف قائد كبير في قوات "الدعم السريع" هذه الروايات بأنها "تضخيم إعلامي" من الجيش والمقاتلين المتحالفين معه "للتغطية على هزيمتهم وفقدانهم مدينة الفاشر".

وقال إن قيادة القوات أمرت بالتحقيق في أي انتهاكات ارتكبها أفرادها الذين تم اعتقال كثير منهم، مضيفاً أن قوات "الدعم السريع" ساعدت الناس على مغادرة المدينة ودعت منظمات الإغاثة إلى مساعدة من بقوا فيها.

وذكر أن جنود الجيش السوداني والمقاتلين الذين تظاهروا بأنهم مدنيون تم "أسرهم" للتحقيق معهم، وقال رداً على طلب للتعليق "لم تكن هناك عمليات قتل كما يروج البعض".

وترسخ سيطرة قوات "الدعم السريع" على الفاشر مسألة تقسيم السودان الذي تقلصت مساحته بالفعل بعد استقلال جنوب السودان عنه في عام 2011 عقب حرب أهلية استمرت عقوداً.

ودعا قائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو (حميدتي) مقاتليه، في كلمة ألقاها مساء الأربعاء، إلى حماية المدنيين، وقال إنه ستتم محاكمة من يرتكبون انتهاكات، وبدا أنه اعترف بالتقارير التي تحدثت عن اعتقالات عندما أمر بالإفراج عن المعتقلين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وينتمي معظم المقاتلين، الذين يصدون تقدم قوات "الدعم السريع" في الفاشر، إلى قبيلة الزغاوة التي يعود تاريخ عداوتها مع مقاتلي قوات "الدعم السريع" ومعظمهم من العرب، إلى أوائل العقد الأول من القرن الـ21، واتهمت "الدعم السريع" التي كانت تعرف آنذاك باسم ميليشيات الجنجويد بارتكاب فظائع في دارفور.

وقال المتخصص في الإبادة الجماعية وفي شؤون دارفور، أليكس دي وال، إن أعمال قوات "الدعم السريع" المبلغ عنها في الفاشر تبدو "مشابهة جداً لما فعلوه في جنينة وأماكن أخرى"، في إشارة إلى مدينة أخرى في دارفور سيطرت عليها قوات "الدعم السريع" خلال المراحل الأولى من الحرب وكذلك في أوائل العقد الأول من القرن الـ21.

وقالت الولايات المتحدة إن قوات "الدعم السريع" ارتكبت إبادة جماعية في جنينة، وإن المحكمة الجنائية الدولية تحقق في الهجوم، ويتهم الجيش السوداني وآخرون الإمارات بمساعدة قوات "الدعم السريع" وهي اتهامات تنفيها الإمارات.

لا يمكننا القول إنهم أحياء

قالت مستشارة الحماية في منظمة "قوة السلام اللاعنفية"، وهي منظمة غير حكومية تعمل في الطويلة، ماري بريس، إن الواصلين "هم من النساء والأطفال وكبار السن من الرجال بشكل عام"، مضيفة أن الشاحنات التي نظمتها قوات "الدعم السريع" نقلت بعض الأشخاص من قرني إلى الطويلة بينما نقل آخرون إلى مكان آخر.

ونشرت قوات "الدعم السريع" أمس مقطع فيديو قالت إنه يظهر تقديم مساعدات غذائية وطبية للنازحين في جارني، وقال عمال الإغاثة إن القوات ربما تحاول أيضاً إبقاء الناس في البلدات التي تسيطر عليها لجذب المساعدات الأجنبية.

وكان نحو 260 ألف شخص لا يزالون في الفاشر وقت الهجوم، لكن لم يتم إحصاء سوى 62 ألف شخص في أماكن أخرى، ولم يكن هناك سوى آلاف عدة منهم في الطويلة التي تسيطر عليها قوة محايدة.

وفي شهادة أخرى حصلت عليها "رويترز" وتحققت منها، قالت تهاني حسن، وهي عاملة نظافة سابقة في مستشفى، إنها فرت إلى الطويلة في وقت مبكر من الأحد بعد مقتل زوج شقيقتها وعمها برصاص طائش، وأضافت أنه في الطريق، ألقى ثلاثة رجال يرتدون زي قوات "الدعم السريع" القبض عليها وعلى أسرتها وقاموا بتفتيشهم وضربهم وإهانتهم.

"ضربونا بشدة، ألقوا بملابسنا على الأرض، حتى أنا كامرأة تم تفتيشي"، مضيفة أن طعامهم وماءهم سكب على الأرض أيضاً.

ووصلوا في نهاية المطاف إلى جارني حيث قام المقاتلون بفصل النساء والأطفال عن الرجال، ومعظمهم لم يروا ذويهم مرة أخرى، بما في ذلك شقيقها وزوج أختها.

وذكرت تهاني "لا يمكننا أن نقول إنهم أحياء، بسبب الطريقة التي عاملونا بها، إن لم يقتلوكم فإن الجوع والعطش سيقتلكم".

المزيد من متابعات