Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الخوف يسيطر على النساء العالقات في الفاشر

أنباء عن انتهاكات وجرائم مفزعة منذ سيطرة "الدعم السريع" عاصمة شمال دارفور

قالت مبادرة "لا لقهر النساء" في السودان إن "النساء في البلاد، ولا سيما في دارفور، يواجهن أبشع صور العنف والترويع والإبادة" (مواقع التواصل الاجتماعي)

ملخص

لفتت وزيرة الدولة في وزارة الموارد البشرية والرعاية الاجتماعية والعمل السودانية سليمى إسحق إلى أن "هجمات الدعم السريع على الملاجئ ومسارات النزوح عقب سيطرتها على الفاشر أدت إلى مقتل نحو 300 امرأة"، وبينت إسحق أن تلك القوات قامت بتعذيب النساء قبل قتلهن.

تعيش النساء والفتيات العالقات في مدينة الفاشر حالاً من الهلع والخوف منذ أن سيطرت قوات "الدعم السريع" على عاصمة شمال دارفور قبل خمسة أيام، خصوصاً في ظل فداحة الانتهاكات والجرائم المفزعة، إذ لا يزال الغموض يكتنف مصير آلاف منهن داخل المدينة، وسط انقطاع شبكات الاتصال. وتتزايد المخاوف من تفاقم مستويات العنف ضد النساء والفتيات داخل الفاشر، واتخاذ أبعاد مروعة لانتهاكات جسيمة، لا سيما الاعتداءات الجنسية وعمليات الخطف والإخفاء القسري، وكذلك إجبار النساء على مساعدة المسلحين بالإكراه، إضافة إلى ارتفاع معدلات الاغتصاب وظاهرة الرق والاتجار بالفتيات.

 

صدمة وذهول

روت المواطنة السودانية خديجة محجوب التي وصلت إلى منطقة طويلة (تبعد 64 كيلو متراً من الفاشر) أن "النساء تعرضن لأعلى معدلات العنف بخاصة بعد سيطرة ’الدعم السريع‘ على الفاشر، وحقيقة لا يمكن وصف مرتكبي هذه الانتهاكات إلا بالوحوش، وأضافت "لقد صدمت وذهلت بشدة من العنف القائم على النوع الاجتماعي مثل الاعتداءات الجنسية والاغتصاب الجماعي، فضلاً عن اختطاف عدد من الفتيات لا نعرف حتى الآن مكانهن وما إن كن أحياء أم أمواتاً"، وتابعت "رأيت الدعم السريع يجردون عدداً من النساء من ملابسهن، وحاولنا أن نفديهن بأنفسنا، لكنهم شهروا أسلحتهم في وجوهنا وتعرضنا للإساءة بألفاظ نابية، لذا لم تكن لدينا حيلة غير الصمت"، ولفتت النازحة السودانية إلى أن "الوضع غير مطمئن، وأصبح أكثر تعقيداً نظراً إلى عدم توفر الحماية، وباتت النساء اليوم يتعرضن للقتل والاغتصاب في المنازل والطرقات".

تجربة ضحية

وسردت إحدى السيدات، وتدعى نوال جعفر، تفاصيل الانتهاكات المروعة ضد النساء والفتيات داخل الفاشر "اضطررنا عقب دخول الدعم السريع المدينة إلى الفرار سيراً على الأقدام نحو المناطق الطرفية، وفي أثناء سيرنا اعترضتنا قوة عسكرية تابعة لتلك القوات وجمع عدد من أفرادها النساء في مكان واحد وكذلك الرجال في مكان آخر، ثم احتجزونا مدة 10 ساعات، وجرى التحقيق معنا حول كيفية خروجنا"، وتابعت "جمعوا النساء والفتيات في مكان واحد، وتعرض بعضهن للتحرش الجنسي والتعامل معهن بطريقة مستفزة، فضلاً عن الإساءة للفتيات اللاتي يرفضن الاقتراب منهن بألفاظ نابية"، وأضافت جعفر "كان يوماً عصيباً بالنسبة إلي وعشت لحظات قاسية، كثيراً ما سمعت من النساء قصص الانتهاكات التي يروينها، لكنني لم أكن أتوقع يوماً أن أكون أنا الضحية، إذ تعرضنا للضرب والإهانة قبل إطلاق سراحنا وتركنا في العراء".

 

جرائم عنف

في السياق، لفتت وزيرة الدولة في وزارة الموارد البشرية والرعاية الاجتماعية والعمل السودانية سليمى إسحق إلى أن "هجمات الدعم السريع على الملاجئ ومسارات النزوح عقب سيطرتها على الفاشر، أدت إلى مقتل نحو 300 امرأة"، وبينت إسحق أن تلك القوات قامت بتعذيب النساء قبل قتلهن، "كما ارتكبت جرائم عنف جنسي خلال اقتحام الملاجئ واستهداف الطرق المؤدية إلى خارج المدينة"، وأشارت إلى أن "وضع النساء والفتيات والأطفال داخل مدينة الفاشر يواجه أخطاراً متصاعدة في ظل وجود الدعم السريع".

حالات اغتصاب

وقالت الناشطة النسوية المهتمة بقضايا النازحات مريم الدخري "لا يزال من الصعب معرفة عدد ضحايا العنف الجنسي حتى الآن، لكن الدعم السريع خارجون عن السيطرة، ولا يكترثون لنداءات وتوجيهات قياداتهم العليا، بالتالي من المتوقع ارتكابهم انتهاكات واسعة ضد النساء والفتيات داخل الفاشر"، وتابعت "بحسب إفادات المواطنين الذين نزحوا إلى المناطق الطرفية فإن عدد من النساء والفتيات تعرضن إلى الاغتصاب، والمؤسف أنه يشمل القاصرات في عمر الطفولة نتيجة عدم وجود رادع يمنع التعدي الجنسي، وهو يندرج تحت مسمى جرائم الحرب، يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وحقوق الإنسان". وتوقعت الدخري تزايد أعمال العنف ضد النساء اللاتي لم يتمكن من الخروج حتى الآن خصوصاً في ظل الجرائم المروعة التي ترتكبها "الدعم السريع" منذ سيطرتها على عاصمة ولاية شمال دارفور. وحملت الناشطة النسوية المهتمة بقضايا النازحات هذه الجماعة المسؤولية الكاملة حال حدوث فظائع وانتهاكات ضد النساء والفتيات داخل الفاشر، "بوصفها المسيطرة وعليها تقع مسؤولية حماية المدنيين، ولا جدوى من التحجج بمتفلتين أو مندسين".

حماية وتوثيق

في الأثناء، قالت مبادرة "لا لقهر النساء" في السودان إن "النساء في البلاد، ولا سيما في دارفور، يواجهن اليوم أبشع صور العنف والترويع والإبادة، ويقتلن مع أطفالهن في بيوتهن من دون ذنب"، ولفتت إلى أن "الصمت أمام هذه الجرائم هو تواطؤ ومشاركة في استمرارها، وأن العدالة واجبة الآن قبل فوات الأوان"، وناشدت المجموعات النسوية التي تعمل من أجل وقف الحرب داخل البلاد وخارجها إلى التحرك العاجل والاستجابة الفورية لحماية النساء والمدنيات النازحات في دارفور من العنف عبر التنسيق المشترك، وتكثيف الجهود لتأمين المأوى الآمن والدعم النفسي والتوثيق المستمر لانتهاكات العنف القائم على النوع الاجتماعي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مخاوف وأخطار

مع هذا الوضع، تتنامى مخاوف المدنيين السودانيين من تزايد حالات خطف الفتيات وتعرضهن للاعتداء الجنسي أو القتل داخل الفاشر.

الناشطة في مجال حقوق المرأة رانيا جماع أفادت بأن "هناك انتهاكات تتعرض لها النساء في الفاشر وصلت إلى مرحلة الاغتصاب، وتوجد معلومات عن اختفاء فتيات، فضلاً عن اطلاعي على إفادات حول تعرض بعض السيدات لحالات تحرش جنسي وضرب مبرح"، وأضافت "توجد مشكلة كبيرة في ما يتعلق بتدابير حماية النساء والفتيات في ظل عدم تقيد الدعم السريع بقواعد القانون الدولي الإنساني، ومن المؤسف ألا تتخذ أي تدابير لمساءلة ومحاسبة الضالعين في هذه الجرائم أو لقمع هذه الانتهاكات الخطرة المستمرة"، وبينت جماع أن "مسألة الإفلات من العقاب في الجرائم الجنسية ظلت مستمرة في السودان منذ نزاع دارفور الذي استمر من عام 2003 حتى عام 2020"، وأعربت الناشطة في مجال حقوق المرأة عن قلقها إزاء تزايد حالات العنف المتزايد ضد النساء في شمال دارفور، معتبرة أن "إفادات النازحات في شأن وجود فتيات محتجزات في مناطق مختلفة تشير لتصاعد الانتهاكات ضد النساء وإقحامهن في الصراع ليصبحن ضحايا للعنف الجنسي المتصل بالنزاع المسلح".

تحذيرات أممية

على نحو متصل، أشارت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أنه "تأكد لنا انتشار الاعتداءات الجنسية ضد النساء والفتيات على يد الجماعات المسلحة أثناء الهجمات وأثناء فرارهن، إضافة إلى عمليات إعدام مروعة داخل الفاشر"، وحذر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك من أنه "بالنظر إلى الحقائق الماضية" في شمال دارفور، فإن "خطر العنف الجنسي، وخصوصاً ضد النساء والفتيات مرتفع جداً"، مشيراً بذلك إلى الفظاعات التي ارتكبتها في دارفور مطلع القرن الحالي ميليشيات "الجنجويد" التي انبثقت منها "الدعم السريع".

وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر لمجلس الأمن إن الفاشر، وهي آخر مدينة كبيرة في دارفور كانت خارج سيطرة "الدعم السريع"، "شهدت بالفعل مستويات كارثية من المعاناة الإنسانية، وقد انزلقت إلى جحيم أكثر قتامة مع تقارير موثوقة عن إعدامات جماعية" بعد دخول "الدعم السريع"، مضيفاً "لا نستطيع سماع الصراخ، ولكن بينما نجلس هنا يستمر الرعب وتغتصب نساء وفتيات، ويشوه أشخاص ويقتلون في ظل إفلات تام من العقاب".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير