Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ناجون يروون مشاهد الرعب: هذا ما فعله "الدعم السريع" في الفاشر

"ناس ميتون في الشوارع" والجثث "تحولت إلى عظم" وبعضهم يتعرف إلى أقربائه الضحايا من مقاطع الفيديو

سعد أحمد، سوداني مصاب فر من مدينة الفاشر بعد أن قتلت قوات الدعم السريع مئات الأشخاص في منطقة دارفور بغرب البلاد، 30 أكتوبر 2025 (أ ف ب)

ملخص

فر أكثر من 36 ألف مدني من مدينة الفاشر الأحد الماضي عندما سيطرت قوات "الدعم السريع" على آخر معاقل الجيش في منطقة دارفور، مما استدعى تحذيرات من الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية من احتمال وقوع عمليات قتل جماعي وتطهير عرقي.

تنتشر الجثث في شوارع الفاشر حيث قتل عدد كبير من الأطفال أمام ذويهم، بحسب ما روى فارون من المدينة الواقعة غرب السودان لوكالة الصحافة الفرنسية، بعدما سيطرت عليها قوات "الدعم السريع" الأحد الماضي عقب حصارها لأكثر من عام.

وفر أكثر من 36 ألف مدني من المدينة الأحد الماضي عندما سيطرت قوات "الدعم السريع" على آخر معاقل الجيش في منطقة دارفور، مما استدعى تحذيرات من الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية من احتمال وقوع عمليات قتل جماعي وتطهير عرقي.

ولجأ بعضهم إلى مدينة طويلة الواقعة على بعد نحو 70 كيلومتراً من الفاشر والتي تؤوي نحو 650 ألف نازح أصلاً.

ووصف ثلاثة ناجين وصلوا إلى طويلة لوكالة الصحافة الفرنسية مشاهد الرعب أثناء فرارهم من المدينة التي تحاصرها قوات "الدعم السريع" منذ 18 شهراً وقطعت عنها الإمدادات الأساسية من غذاء ودواء.

وتذكر شهاداتهم بالماضي المظلم لدارفور مطلع العقد الأول من القرن الـ21، عندما قامت ميليشيات "الجنجويد"، القوات المتهمة بالإبادة الجماعية التي ارتكبت في الإقليم والتي شكلت في ما بعد نواة قوات "الدعم السريع"، بإحراق قرى وقتل نحو 300 ألف شخص ونزوح 2.7 مليون آخرين.

وروت امتثال محمود، إحدى الناجيات من عمليات القتل السابقة في دارفور والمقيمة الآن في الولايات المتحدة، لحظة مروعة عندما تعرفت إلى جثة قريبتها عبر مقطع فيديو نشر على حسابات مرتبطة بقوات "الدعم السريع".

وحجبت الأسماء الكاملة للناجين الآخرين الذين تحدثوا إلى وكالة الصحافة الفرنسية حفاظاً على سلامتهم.

"قتلوا ولدي البالغ 16 سنة"

قالت حياة، وهي أم لخمسة أبناء، "يوم السبت الساعة السادسة صباحاً، كان القصف شديداً. دخلت مع أبنائي الخندق. ومنذ ستة أشهر لا نعرف شيئاً عن زوجي".

وأضافت "بعد ساعة دخل سبعة مقاتلين من قوات ’الدعم السريع‘ علينا في البيت. أخذوا هاتفي وفتشوا حتى ملابسي الداخلية وقتلوا ولدي وعمره 16 سنة".

 

وتابعت "هربنا مع كثير من الناس. وفي الطريق بين الفاشر وقرني (وهي قرية تقع شمال غربي المدينة)، رأينا أشخاصاً ميتين على الأرض وجرحى متروكين، إذ لم يتمكن أهلهم من حملهم. وفي الطريق، نهبونا مرة ثانية وأوقف الشباب الذين كانوا برفقتنا. لا نعرف ما حصل لهم".

"ناس ميتون في الشوارع"

وروى حسين، وهو من سكان الفاشر مصاب بكسر في رجله نتيجة سقوط قذيفة على منزله، "غادرنا الفاشر صباح السبت. تعبنا كثيراً في الطريق بسبب الجوع والعطش والتوقف المتكرر عند نقاط التفتيش. قبل قرني أوقفوني ثلاث ساعات وقالوا إنني مصاب لأنني كنت أقاتل في الفاشر. ولولا أسرة عندها ’كارو‘ (عربة خشب يجرها حمار) لما وصلت إلى قرني".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأردف أن "الوضع في الفاشر صعب جداً. ناس ميتون في الشوارع ليس هناك أحد ليدفنهم. نحن الحمد لله وصلنا إلى هنا ولو بالملابس التي كنا ننام فيها. هنا نشعر بالأمان".

الجثث "تحولت إلى عظم"

وقال محمد، أب لأربع بنات الذي غادر الفاشر الأحد الماضي ووصل إلى طويلة أول من أمس الثلاثاء "كنت أسكن في مخيم زمزم. عندما دخلت قوات ’الدعم السريع‘ المعسكر نزحت إلى الفاشر وبقيت في حي أبو شوك. كان القصف السبت شديداً للغاية، أمضينا اليوم أنا وبناتي الأربع ووالدتهن في خندق حتى فجر الأحد".

وأضاف "غادرنا قبل طلوع الضوء واتجهنا نحو قرني. في الطريق نهبوا أموالي وأوقفوا الشباب وأخذوهم. رأيت أناساً ميتين بعضهم أصبح عظاماً".

 

وروى "لقد ضربوني بالعصا على ظهري، وكانت هناك شظايا برجلي أصلاً نتيجة قذيفة سقطت قرب بيتي في زمزم".

وقال "وصلنا إلى طويلة عند المغرب أول من أمس. الآن ليس لدينا مكان لنبقى فيه. أنا وبناتي ووالدتهن ننام في الخلاء من دون أغطية"، مشيراً إلى أن عاملين في منظمات إنسانية قدموا إليهم الطعام، لكن "ليست هناك خيم ولا أغطية"، وختم "نريد فقط أن تنتهي الحرب ونعود لبيوتنا".

"تعرفت إلى قريبتي من مقطع فيديو"

وقالت امتثال محمود المقيمة في الولايات المتحدة "من شبه المستحيل وصف الشعور الذي يخالجنا الآن، نحن أبناء دارفور. ما زال كثر من أفراد عائلتنا عالقين في المدينة. لا نعرف من مات منهم ومن بقي على قيد الحياة".

وأضافت أن "هناك مقاطع فيديو وتقارير عن قتل أشخاص. إنه أمر مروع، إذ نتعرف في مقاطع الفيديو التي تنشرها قوات ’الدعم السريع‘ التي تتباهى بارتكابها إبادة جماعية منذ مطلع العقد الأول من القرن الـ21، إلى أقارب وأصدقاء. لقد علمنا أخيراً بمقتل قريبتنا من خلال مقطع فيديو كان يجري تداوله".

وروت "في الفيديو الذي نشره قاتلوها، أفراد من قوات ’الدعم السريع‘، يمكن رؤية جثتها ملقاة على الأرض. ويمكن سماع عنصر من القوات يقول ’قومي إذا كان يمكنك ذلك‘. كانوا يسخرون من جثتها، وهذا نوع آخر من أنواع التعذيب".

المزيد من تقارير