ملخص
تراجعت السوق المالية السعودية 0.8 في المئة خاسرة نحو 96 نقطة لتغلق عند 11656 نقطة، وسط تداولات بلغت 2.13 مليار دولار، متأثرة بأنباء تأجيل قرار رفع ملكية الأجانب في الشركات المدرجة إلى العام المقبل.
أنهت السوق المالية السعودية (تاسي) تعاملات اليوم الخميس على تراجع واضح متأثرة بعوامل تنظيمية ومصرفية، إذ خسر المؤشر العام نحو 96 نقطة ليغلق عند 11656 نقطة منخفضاً 0.8 في المئة، وسط تداولات نشطة بلغت 8 مليارات ريال (2.13 مليار دولار)، في جلسة اتسمت بالحذر بعد أنباء عن تأجيل قرار رفع سقف ملكية الأجانب بالشركات المدرجة إلى 100 في المئة حتى العام المقبل، وأغلق مؤشر الأسهم السعودية الموازية (نمو) مرتفعاً 8.33 نقطة، ليصل إلى 25016.97 نقطة، وبتداولات 32 مليون ريال (8.53 مليون دولار)، وبلغت كمية الأسهم المتداولة أكثر من 3 ملايين سهم.
التأجيل يضغط على المعنويات
وأوضح مستشار الاستثمار والمتخصص في الشأن الاقتصادي خالد الدوسري، بأن تصريحات رئيس هيئة السوق المالية محمد القويز لقناة "العربية" في شأن قرار رفع ملكية الأجانب من 49 إلى 100 في المئة سيؤجل إلى العام المقبل "لضمان توافقه مع متطلبات المستثمرين الدوليين" يعتقد أنها أثرت في معنويات السوق بصورة واضحة.
وأضاف أنه على رغم أن هذا القرار يعد خطوة إستراتيجية ضمن "رؤية السعودية 2030" لتعزيز الانفتاح الاقتصادي واستقطاب رؤوس الأموال الأجنبية، فإن توقيت التأجيل أثر سلباً في معنويات المستثمرين المحليين، الذين كانوا يتوقعون تنفيذه هذا العام لدعم السيولة وتحسين تصنيف السوق في المؤشرات العالمية، مبيناً أن القرار على رغم طابعه الموقت، فإنه أعاد بعض المستثمرين إلى مناطق جني الأرباح بعد موجة ارتفاعات متتالية، خصوصاً في أسهم المصارف التي كانت المستفيد الأبرز من الزخم السابق.
خفض أسعار الفائدة
ويرى الدوسري أن تراجع (تاسي) جاء على رغم خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة بمقدار 0.25 نقطة مئوية لتستقر في نطاق 3.75 في المئة إلى 4 في المئة، في خطوة عكست قلق البنك المركزي من تباطؤ النمو وتراجع وتيرة التضخم.
وعلى رغم أن القرار كان متوقعاً إلى حد كبير، فإنه أرسل إشارات إيجابية للأسواق العالمية التي رحبت باتجاه السياسة النقدية نحو مزيد من التيسير بعد عامين من التشديد، وارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية والأوروبية فور الإعلان، مدعومة بآمال تعافي السيولة والاستثمار المؤسسي.
الاتجاه الاستراتيجي
وحول التداول، أشار الباحث في الشأن المالي ناصر المحمد، إلى أن تأجيل قرار رفع ملكية الأجانب لا يغير الاتجاه الإستراتيجي للسوق السعودية، بل يؤجل فقط أثره الإيجابي القصير الأمد، بينما تبقى الأسس الاقتصادية قوية مدعومة بارتفاع النمو غير النفطي واستمرار المشاريع الكبرى المرتبطة برؤية 2030.
ورجح أن تشهد الجلسات المقبلة محاولات ارتداد فنية إذا ما تحسنت شهية المخاطرة العالمية، بخاصة مع استقرار أسعار النفط عند مستويات متوسطة داعمة لأرباح الشركات، ومع ذلك، يبقى قطاع المصارف العامل الأكثر تأثيراً في تحديد مسار السوق خلال المدى القريب.
تصحيح فني
وأكد بأن تراجع السوق السعودية اليوم يعد تصحيحاً فنياً بعد موجة ارتفاعات سابقة، إلا أن العوامل التنظيمية المتعلقة بملكية الأجانب كانت الشرارة التي دفعت المستثمرين إلى الحذر الموقت.
ومع استمرار السيولة المرتفعة وتفاؤل المستثمرين بالمستقبل الاقتصادي للرياض، يتوقع أن يستعيد السوق توازنه تدريجاً خلال الأسبوع المقبل.
قطاع البنوك يقود التراجعات
وأضاف المحمد بأن قطاع المصارف قاد خسائر الجلسة، متأثراً بعمليات بيع مكثفة على الأسهم القيادية، إذ هبط سهم "مصرف الراجحي" 4 في المئة ليغلق عند 105.70 ريال (28.17 دولار) بتداولات 8 ملايين سهم وبقيمة تخطت 860 مليون ريال (229 مليون دولار)، فيما انخفضت أسهم "الأهلي السعودي" و"الرياض" و"الجزيرة" و"الاستثمار" و"بي أس أف" و"الإنماء" و"الأول" و"العربي" بنسب تراوحت ما بين 3 و4.5 في المئة، مشيراً إلى أن قيماً من المتعاملين يعزون هذه التراجعات إلى القلق من تأثير القرار المؤجل في تدفقات رؤوس الأموال الأجنبية إلى القطاع المالي، الذي يعد الركيزة الأساسية في مؤشرات السوق.
أسهم بارزة تحقق مكاسب
وأبان أن بعض الشركات شهدت نشاطاً إيجابياً على رغم ضغوط السوق، إذ تصدر سهم "الحفر العربية" المكاسب بنسبة 10 في المئة بعد إعلان الشركة استئناف عمل منصتين بحريتين، مما انعكس على شهية الشراء لدى المستثمرين في قطاع الخدمات النفطية.
وارتفع سهم "بوبا العربية" 8 في المئة ليغلق عند 164 ريالاً (43.7 دولار) بعد إعلان الشركة عن نتائج مالية قوية، في حين زاد سهم "أملاك العالمية" 4 في المئة إلى 13.86 ريال (3.7 دولار)، و"التعاونية للتأمين" اثنين في المئة إلى 136.20 ريال (36.3 دولار).
بورصة الكويت تغلق على ارتفاع
من جانب آخر، أغلقت بورصة الكويت تعاملاتها على ارتفاع مؤشرها العام 57.46 نقطة بلغت 0.64 في المئة ليبلغ 9031.88 نقطة وتم تداول 523.4 مليون سهم عبر 31695 صفقة نقدية بقيمة 140.8 مليون دينار (429.4 مليون دولار).
وارتفع مؤشر السوق الرئيس 130.69نقطة بنسبة 1.53 في المئة ليبلغ 8680.07 نقطة من خلال تداول 277.3 مليون سهم عبر 19527 صفقة نقدية بقيمة 54.7 مليون دينار (166.8 مليون دولار).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وارتفع مؤشر السوق الأول 42.03 نقطة، بـ0.44 في المئة ليبلغ 9565.92 نقطة من خلال تداول 246 مليون سهم عبر 12168 صفقة بقيمة 86 مليون دينار (262.3 مليون دولار).
في موازاة ذلك، ارتفع مؤشر (رئيسي 50) بنحو 22.81 نقطة بلغت 0.26 في المئة ليبلغ 8853.63 نقطة من خلال تداول 169 مليون سهم عبر 9562 صفقة نقدية بقيمة 32.3 مليون دينار (98.5 مليون دولار).
مؤشر الدوحة يرتفع 28 نقطة
وفي الدوحة، أغلق مؤشر بورصة قطر تداولاته مرتفعاً 28.55 نقطة، بنسبة 0.26 في المئة، ليصل إلى 10956.78 نقطة، وتم خلال الجلسة تداول 113.223 مليون سهم، بقيمة 365.168 مليون ريال قطري (100.3 مليون دولار)، عبر تنفيذ 25070 صفقة في جميع القطاعات.
صعود في المنامة
أما في المنامة فقد أقفل مؤشر البحرين العام عند 2062.90 مرتفعاً14.91 نقطة، وذلك عائد لارتفاع مؤشر قطاع الاتصالات وقطاع المال وقطاع المواد الأساسية، في حين أقفل مؤشر البحرين الإسلامي عند 1018.40 مرتفعاً 16.32 نقطة.
مكاسب قوية في سوق أبوظبي
إلى ذلك، ارتفع مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية 0.5 في المئة عند 10212 نقطة، وبتداولات 37.1 مليار درهم (10.1 مليار دولار).
وأقفل سهم "مجموعة الإمارات للاتصالات – أي آند" على ارتفاع 3.9 في المئة وبتداولات 6 ملايين سهم، فيما ارتفع سهم "أدنوك للإمداد والخدمات" 0.5 في المئة وبتداولات 13 مليون سهم، وارتفع سهم "مجموعة ملتيبلاي" 1.7 في المئة وبتداولات 17 مليون سهم، فيما ارتفع سهم "أدنوك للحفر" 0.2 في المئة وبتداولات 19 مليون سهم، وكان أكثر الأسهم تداولاً، سهم "أدنوك للغاز" منخفضاً 0.8 في المئة مع تداولات 30 مليون سهم.
ارتفاع في أسهم دبي
وأقفل مؤشر سوق دبي المالي مرتفعاً 0.3 في المئة عند 6105 نقاط، مع تداولات 674 مليون درهم (183.6 مليون دولار).
وأقفل سهم "إعمار العقارية" على انخفاض 0.7 في المئة وبتداولات 16 مليون سهم، فيما ارتفع سهم "ديوا" 1.4 في المئة وبتداولات 16 مليون سهم كذلك، وواصل سهم "الاتحاد العقارية" ارتفاعه، إذ صعد 1.3 في المئة وبتداولات 16 مليون سهم، بينما انخفض سهم "طلبات هولدينغ" 0.4 في المئة وبتداولات 17 مليون سهم، وواصل سهم "جي أف أتش المالية" ارتفاعه 3.3 في المئة وبتداولات 7 ملايين سهم.