ملخص
تنفي روسيا استهدافها المتعمد للمدنيين في أوكرانيا على رغم أن قواتها قتلت الآلاف منهم منذ بدء هجومها الشامل قبل ثلاث سنوات ونصف السنة، كما قصفت أوكرانيا أهدافاً للبنية التحتية المدنية في روسيا وفي المناطق الأوكرانية الخاضعة لسيطرة موسكو، وإن كان على نطاق أضيق بكثير.
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن كييف تحتاج إلى دعم مالي أوروبي لمواصلة القتال ضد القوات الروسية لعامين آخرين أو ثلاثة أعوام. وقال زيلينسكي في تصريحات نشرت اليوم الثلاثاء "أكدت ذلك مجدداً لجميع القادة الأوروبيين. أبلغتهم بأننا لن نقاتل لعقود، لكن عليكم أن تظهروا أن بإمكانكم تقديم دعم مالي مستقر لأوكرانيا لبعض الوقت"، وأضاف "لذا، لديهم هذا البرنامج في بالهم، عامان إلى ثلاثة أعوام"، في إشارة إلى مقترح للمفوضية الأوروبية للإفراج تدريجاً عن أصول روسية مجمّدة لتمويل أوكرانيا. وتابع زيلينسكي "إذا انتهت الحرب في غضون شهر، فسننفق هذه الأموال على التعافي. ما لم تنتهِ في غضون شهر، بل بعد بعض الوقت، فسننفقها على الأسلحة. بكل بساطة، لا يوجد خيار آخر لدينا".
الضغط على الرئيس الصيني
وطلب الرئيس الأوكراني من الرئيس الأميركي دونالد ترمب الضغط على الرئيس الصيني شي جينبينغ لخفض دعمه لروسيا، عندما يلتقيان خلال هذا الأسبوع. وقال زيلينسكي للصحافيين اليوم الثلاثاء، "أعتقد أن ذلك سيكون من الخطوات القوية (لترمب)، خصوصاً إذا كانت الصين، بعد هذه الخطوة العقابية الحاسمة، مستعدة لخفض وارداتها" من روسيا.
في الأثناء، خلص تحقيق للأمم المتحدة إلى أن روسيا تلاحق المدنيين الذين يعيشون قرب خط المواجهة في أوكرانيا بطائرات مسيرة مما أجبر الآلاف على الفرار من مناطق بأكملها.
وتحدث تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة في شأن أوكرانيا عن مدنيين تعرضوا للمطاردة لمسافات طويلة بطائرات مسيرة مزودة بكاميرات، وفي بعض الأحيان للهجوم بقنابل حارقة أو متفجرات في أثناء بحثهم عن مأوى.
ونص التقرير المكون من 17 صفحة، والذي سيُقدم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع على أن "هذه الهجمات ارتكبت في إطار سياسة منسقة لطرد المدنيين من تلك الأراضي وتشكل جريمة ضد الإنسانية تتمثل في النقل القسري للسكان".
واستندت نتائجها إلى مقابلات مع 226 شخصاً بما في ذلك ضحايا وشهود وعمال إغاثة والسلطات المحلية، إضافة إلى مئات من المقاطع المصورة التي تسنى التحقق منها عبر الإنترنت.
ووقعت الهجمات الموصوفة في التقرير في ثلاث مناطق في جنوب أوكرانيا، قرب خط المواجهة وعلى الجانب الآخر من نهر دنيبرو، على مدى فترة تزيد على عام.
وتنفي روسيا استهدافها المتعمد للمدنيين في أوكرانيا على رغم أن قواتها قتلت الآلاف منهم منذ بدء هجومها الشامل قبل ثلاث سنوات ونصف السنة، كما قصفت أوكرانيا أهدافاً للبنية التحتية المدنية في روسيا وفي المناطق الأوكرانية الخاضعة لسيطرة موسكو، وإن كان على نطاق أضيق بكثير.
وأفاد التقرير بأن امرأة من خيرسون تعرضت للمطاردة بطائرة مسيرة في أغسطس (آب) 2024 في أثناء ركن سيارتها، ثم هاجمتها وأصابتها أثناء لجوئها إلى المرآب. وأضاف التقرير أن طائرتين مسيرتين أخريين وصلتا في اليوم نفسه واستهدفتا منزلها الذي هجرته بعد ذلك.
انخفاض حاد بعدد السكان
ذكر التقرير أن هجمات الطائرات المسيرة تسببت في انخفاض حاد في عدد السكان في بعض المناطق، ولم يبق في بعض الأماكن سوى كبار السن وذوي الإعاقات.
وقال رئيس لجنة التحقيق إريك موس لـ"رويترز"، "لا شك في أن مشغلي الطائرات المسيرة هؤلاء يتصرفون عن عمد. إنهم في الواقع يطاردون البشر، سواء في حدائقهم أو منازلهم أو في الشوارع".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال بعض الناجين الذين أجرى محققو الأمم المتحدة مقابلات معهم إنهم شعروا بأنهم "مطاردون".
وذكر التقرير أن رجال إطفاء ومسعفين وغيرهم ممن هم في طليعة جهود الاستجابة يتعرضون للقصف، مما يحرم السكان المحليين من خدمات الطوارئ التي هم في أمسّ الحاجة إليها.
وأفاد تحقيق الأمم المتحدة في مايو (أيار) بأن مثل هذه الهجمات تعد جرائم ضد الإنسانية، لكن هذا التقرير وجد أيضاً أنها وصلت إلى مستوى النقل القسري، وأنها وقعت على مساحة أوسع تتجاوز 300 كيلومتر.
ووثق التقرير كذلك قيام السلطات الروسية بترتيب إجراءات لترحيل مدنيين أو نقلهم من مناطق خاضعة لسيطرتهم في زابوريجيا، في ما وصفه التقرير بأنه يصل إلى مستوى "جرائم حرب".
تعزيز العلاقات مع كوريا الشمالية
قالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استقبل في الكرملين أمس الإثنين وزيرة خارجية كوريا الشمالية تشوي سون هوي التي نقلت له التحية "الأخوية" من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وبحثت معه تعزيز العلاقات بين البلدين.
وذكرت الوكالة أن الوزيرة أجرت أيضاً محادثات مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف. وخلال اللقاء أشادت بـ"القرب الروحي" بين بلادها وروسيا.
وتطرق لافروف إلى المشاركة الكورية الشمالية في القتال، مؤكداً أن "الروس لن ينسوا أبداً المآثر التي حققها جنود وضباط الجيش الشعبي الكوري في منطقة كورسك"، ومعتبراً أن هذه الإنجازات العسكرية ستعزز "روابط الصداقة" و"الشراكة التاريخية" بين البلدين.
وأعلن الرئيس الروسي أمس الإثنين أن العلاقات بين موسكو وبيونغ يانغ تتطور "وفق الخطة المرسومة" خلال استقباله وزيرة الخارجية الكورية الشمالية في الكرملين.
ومنذ أكثر من عام يلتقي مسؤولون كبار روس مع نظراء لهم من كوريا الشمالية بصورة منتظمة في بلديهما.