Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التونسيون يتوجهون إلى مراكز الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد

إقبال متوسط وحالة من الترقب ولا خروق في يوم الصمت الانتخابي

وسط إقبال متوسط، توجه التونسيون خلال الساعات الأولى من صباح الأحد 13 أكتوبر (تشرين الأول) إلى مراكز الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد من بين المرشحيْن إلى الدور الثاني قيس سعيّد ونبيل القروي، وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي وسط إجراءات أمنية مشدّدة.
وأكدت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عدم تسجيل أي خروق ليوم الصمت الانتخابي، وأشارت في بيان أن كل المواد الانتخابية وصلت إلى مراكز الاقتراع في مختلف ولايات الجمهورية.

 

الاقتراع الثالث في أقل من شهر
 

ويعود الناخبون التونسيون المقدّر عددهم بسبعة ملايين ناخب للمرة الثالثة إلى صناديق الاقتراع في أقل من شهر بعد إجراء الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية ثم الانتخابات التشريعية، واليوم الأحد الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
ويتنافس في هذا الدور كلّ من قيس سعيد (61 سنة)، أستاذ جامعي متخصّص في القانون الدستوري تقاعد من مهنة التدريس سنة 2018 ونبيل القروي (56 سنة)، رجل أعمال في مجالات التسويق الإعلامي والتجارة بعد أن حاز أكبر نسبة من أصوات التونسيين.
 


توقيت استثنائي
 

وكإجراء وقائي أمني يخص المناطق المهددة بالإرهاب، نشرت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قائمة بعدد المراكز ذات التوقيت الاستثنائي للدورة الثانية، وهي المراكز نفسها في الانتخابات التشريعية، وتقع في المناطق الحدودية الغربية مع الجزائر، وعددها 254 مركزاً موزعة على خمس ولايات، وهي الكاف والقصرين وقفصة وجندوبة وسيدي بوزيد من العاشرة صباحاً إلى الرابعة مساء.
وكانت عمليات الاقتراع انطلقت خارج تونس منذ الجمعة الماضي لتتواصل إلى اليوم الأحد.
ويُنتخب رئيسُ الجمهورية لمدة خمس سنوات انتخاباً مباشراً سرياً، ونزيهاً، ولا يجوز توليه المنصب أكثر من دورتين كاملتين متصلتين أو منفصلتين لذلك ينتظر التونسيون ما ستفرزه صناديق الاقتراع بشغف كبير.
 

ستة ملايين ونصف مليون تابعوا المناظرة
 

وما يشير إلى اهتمام التونسيين بالشأن العام، ولا سيما الرئيس، هو الرقم القياسي الذي سجلته نسبة المتابعة للمناظرة التلفزيونية التي نظمها التلفزيون التونسي بين المترشحيْن إلى الدور الثاني نبيل القروي وقيس سعيد، وتابعها أكثر من ستة ملايين ونصف مليون تونسي.
 

غياب الملاحظين
 

"اندبندنت عربية" التقت عدداً من الناخبين الذين توجهوا إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، وتباينت الآراء بين من أثنى على جهود الهيئة في تسهيل عملية الاقتراع، وبين من تذمّر من عدم وجود الملاحظين معبراً عن تخوفه من إمكان التلاعب بالنتائج.
محمد الشارني تاجر يراقب المشهد بشيء من التخوف، أمل في أن يكون رئيس الجمهورية المقبل حريصاً على تطبيق القانون ويعمل على وضع البلاد على سكة النمو والازدهار، ولا سيما من خلال العمل على إيجاد موارد الرزق لمئات الآلاف من العاطلين من العمل.


​​​​​​​خياران أحلاهما مر
 

لم يخفِ عبد الستار الفرشيشي، وهو أستاذ متخصّص في التاريخ، تخوفه من مصير البلاد، لأن الصندوق وضع الناخب التونسي أمام خيارين أحلاهما مرّ، فواحد عُرِف عنه التلاعب والتهرّب الضريبي، والآخر لا يفقه كثيراً في السياسية، ولم يسبق له أن مارسها طيلة تجربته المهنية، وبالتالي يبدو المستقبل غامضاً داعياً الرئيس الجديد إلى أن يرسل إشارات إيجابية إلى الخارج من أجل ضمان موقع لتونس في الخريطة الاستثمارية الدولية، ومن أجل أن تبقى تونس بلد استقطاب للمستثمر الأجنبي لا بلداً طارداً للمستمرين.
 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الاستثمار في الذكاء
 

عائدة الهمّامي، أدت واجبها الانتخابي تحدثت إلى "اندبندنت عربية"، وهي تمسح آثار الحبر الانتخابي من إصبعها بشيء من الريبة متمنية أن تواصل تونس نهج الانفتاح والحداثة، وتتجاوز المعارك الوهمية التي لا تخدم التونسي في شيء، بل هي فقط مضيعة للوقت، فتونس اليوم لا بدّ من أن تراهن على الذكاء البشري وتستقطب خبراتها في الخارج.
 

مخاض عسير
 

أياً سيكون الرئيس المقبل لتونس، وهو السابع في تاريخ البلاد (الحبيب بورقيبة، زين العابدين بن علي، فواد المبزع، محمد منصف المرزوقي، الباجي قائد السبسي، ومحمد الناصر) فإن مهام رئيس الدولة محدّدة بالدستور، ولا تمس جوهر الخيارات الكبرى للتنمية والاقتصاد لأنها من صلاحيات رئيس الحكومة، ورئيس الدولة يجب أن يكون جامعاً لكل التونسيين متناغماً مع برامج الحكومة، وهو ما يبدو للأسف غير متوافر إلى الآن، لأن تشتت العائلات السياسية الذي أفرزه الصندوق في الانتخابات التشريعية، ومخاض تشكيل الحكومة المقبلة قد يؤثران في رسم تونس سياسات واضحة في التنمية والتشغيل والقدرة الشرائية، وهي أولويات لطالما يؤكدها التونسيون الذين يعيشون ظروفاً عصيبة خلال هذه الفترة .

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي