Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الفرح الترند" غاية والأرباح قيمة مضافة والسوشيال ميديا أرض المعركة

"ما تطلبه الجماهير في المحتوى الإعلامي لم يعد وربما لم يكن يوماً مقتصراً على القيمة والفائدة الموثوقية والتفرد والصدقية والصراحة"

حفل زفاف شعبي في مصر (أ ف ب)

ملخص

"الفرح الترند" يفرض نفسه فرضاً كما لم يفعل فرح من قبل، في خضم أحداث غزة الضروس، وتطورات "خطة السلام" حديث الكوكب، وأوضاع اقتصادية تصفها القاعدة العريضة بـ"بالغة الصعوبة"، وانتخابات نيابية تدق الأبواب، وقوانين مصيرية تسن أو جارٍ سنها، يجد المصريون أنفسهم غارقين "حتى شوشتهم" في هذا الفرح.

قلب حفل الزفاف الموازين، القاصي والداني أدلى بدلوه في التفاصيل، ملايين المواطنين نصبوا أنفسهم محكمين ومثمنين وقضاة وأعضاء لجان تحكيم لتقييم الأزياء والديكور و"بوفيه" الطعام وباقة ورد العروس ورد فعل العريس وأداء الأهل وتصرفات الأصدقاء، ومنهم من وجد في نفسه طاقات ليكون طبيباً أو محللاً نفسياً قادراً على تحليل الحالة النفسية للمدعوين، والاعتلالات النفسية للعروسين، والمشكلات العصبية لدى الأهل والأصدقاء.
على مدى ما يزيد على 10 أيام ظلت مئات المقاطع المصورة من حفل زفاف تغزو منصات الـ"سوشيال ميديا"، فارضة نفسها فرضاً على أنشطة الـScrollاليومية لملايين المستخدمين. حفل زفاف "إنفلونسر" (مؤثرة) مصرية اشتهرت وذووها بإثارة الجدل الثقافي والاجتماعي والأخلاقي على مدى الأعوام القليلة الماضية تحول إلى مئات المقاطع التي تطارد المستخدمين أينما تجولوا، لا مهرب أينما ذهبوا، "فيسبوك" إنستغرام" وغيرهما، حتى القلة التي تهرب من غزو المقاطع على السوشيال ميديا إلى رحاب المواقع الخبرية التقليدية، تفاجأت بتحليل للمقاطع، ولقاءات مع أهل العروس، وحوارات مع أهل العريس، وكأن العالم أصبح يتمحور حول "الفرح الترند".

حاضر المصريين

أصبح "الفرح الترند" مكوناً من حاضر المصريين، وهو ما يعني أنه يؤثر – شاؤوا أو أبوا - في تشكيل وعيهم، ويحدد – بوعي أو من دونه - توجهاتهم وأولوياتهم ومعارفهم وتصوراتهم عن الآخرين من حولهم.
لم يعد الاطلاع على ما يدور في الأفراح مقتصراً على "المعازيم" أو المدعوين الذين توجه لهم بطاقة دعوة لحضور حفل زفاف فلان وفلانة، بل صارت المعرفة، أو فلنقل ما يريده الآخرون أن نعرفه متاحاً على الأثير.


الأثير الذي يتصور البعض أنه متخم بالأخبار والتحليلات وصور من مشارق الأرض ومغاربها وفيديوهات ترفيهية وعلمية وشخصية ووطنية وحتى إباحية، فيه متسع لـ"الفرح الترند". إنه "الفرح" أو حفل الزفاف الذي يفرض نفسه على مسمع ومرأى الملايين ممن لا يعرفون العريس أو العروس أو ذويهم، يوماً أو يومين، وإن كان يحمل مقومات الترند طويل العمر، فربما أسبوعاً أو أسبوعين على أفضل تقدير.

العمر الافتراضي 48 ساعة

في هذا النوع الأخير – وعمره الافتراضي 48 ساعة - تتوافر له مقومات تتمثل في القدرة على جذب أو سرقة اهتمام قطاعات وفئات مختلفة من الناس، مع إلمام أصحاب المناسبة أو القائمين عليها أو المنتفعين منها بمفاتيح صناعة الترند وإشعاله والإبقاء عليه ساخناً عبر إحماء نيرانه كلما خفتت، إضافة بالطبع إلى وجود حد أدنى من عوامل الجذب، سواء من ناحية الغرابة أو الروعة أو الغموض أو ما شابه.
"الفرح الترند" الحالي يفرض نفسه فرضاً كما لم يفعل فرح من قبل، في خضم أحداث غزة الضروس، وتطورات "خطة السلام" حديث الكوكب، وأوضاع اقتصادية تصفها القاعدة العريضة بـ"بالغة الصعوبة"، وانتخابات نيابية تدق الأبواب، وقوانين مصيرية تسن أو جارٍ سنها، يجد المصريون أنفسهم غارقين "حتى شوشتهم" في هذا الفرح.
عروس شخصها جانب من المحللين بأنها مصابة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. عريس نبهه متخصصو العلاقات الأسرية والتنمية البشرية بأن هدوءه ورباطة جأشه أمام فرط حركة العروس واختلال تصرفاتها يعني أن الطلاق واقع لا محالة، اختصاصيو الولائم والمآدب قالوا كلمتهم، "كعكة" الفرح المكونة من الدجاج المقلي والمحلاة بالكاتشب والمسطردة (الخردل) والمايونيز كارثة غذائية بلغة المطبخ، مصيبة اجتماعية بلغة الصالونات، فجيعة مظهرية بلغة الطبقات، متخصصو الموضة والأزياء قالوا كلمتهم، فستان العروس يراوح بين الأناقة غير المناسبة لقوامها والقبح المناسب لبشاعة الاحتفال، المعالجون النفسيون طالبوا والد العروس بضرورة إخضاع الأسرة للعلاج النفسي، في حين نصحوا والد العريس بمقاطعة ابنهم والإصرار على عدم عودة الصلة إلا بعد وقوع الطلاق إن شاء الله.

ليس شططاً بل ملخص

ما سبق ليس شططاً أو خيالاً أو جنوحاً، بل ملخص سريع لما يدور على أثير السوشيال ميديا على مدى الأيام القليلة الماضية، وما يدور بسبب مئات المقاطع المتناثرة التي تفرض نفسها فرضاً على المستخدمين ليس الأول من نوعه ولن يكون الأخير، فقبله وأثناءه وبعده تدور رحى مشابهة، وإن كان جميعها يقف في مراتب تالية لمرتبة "الفرح الترند" الأغرب، من ناحية الأفعال وردودها، والانتشار والإبقاء على زخمه، والاهتمام على رغم الانتقاد، وكذلك تلقف الإعلام التقليدي من شاشات تلفزيونية ومواقع إلكترونية وما تبقى من صحف ورقية الفرح وأصحابه ومدعويه، وبذل كل الجهود الممكنة وغير الممكنة لاقتطاع ولو قضمة من كعكة الترند والمتابعة والانتشار.
ومع "الفرح" المحتفظ بمكانته على رأس قائمة ترند الأفراح لوقت قياسي، إذ بلغ ما يزيد على أسبوع، وهو ما يعد إنجازاً تاريخياً بمعايير السوشيال ميديا ومقاييس الخوارزميات وقدرات المنصات، بزغت حفنة أخرى من الأفراح التي تمكنت هي الأخرى من صعود سلم الاهتمام العنبكوتي.

دينا وجوهرة وصافينار

فهذه عروس ترتدي النقاب وترقص رقصاً تشيب له "دينا" وتجمد له دماء "صافينار" وتوغر عليها صدور "جوهرة" و"مايا" و"أنستازيا" مجتمعات، وهذا عريس يصفع عروسه وقت تقطيع كعكة الزفاف لأنها صافحت ابن عمها من دون إذن منه، وهذه أم العريس تصر على تأبط ذراعه شأنها شأن العروس التي عبست وامتعضت وكشرت عن أنيابها، والقائمة مفتوحة أمام مزيد.
فيديوهات الأفراح، والتركيز إما على مظاهر يعتقد البعض أنها رائعة وجميلة، أو أحداث يجدها آخرون كارثية وقبيحة، أو فساتين جريئة تستوجب المحاسبة وغيرها تحقق مشاهدات مليونية، كذلك فيديوهات لأفراح أخرى يتم إخضاعها لعمليات تحرير وتعديل من قبل محترفين، فمنهم من يصنع منها قصة قصيرة حزينة، أو فيلماً درامياً طويلاً أو منهلاً لاستخلاص الحكم والمواعظ، أو منبراً للتحذير من غدر الدنيا وسوء المنقلب. مجموعة ثالثة من فيديوهات الأفراح الرائجة على منصات السوشيال ميديا تتحول إلى مادة خام لـ"أكل العيش" العنكبوتي، يتلقفها فريق متخصص، ويقوم بتحليلها تحليلاً استراتيجياً رهيباً، من الساخر والرصين، وفيه ما يميل إلى هوجة التنمية البشرية أو يجنح صوب الموعظة الدينية، والجميع يرفع شعار "أكل العيش يحب الخفية".

ما يطلبه المدعوون

بيزنس ترند الأفراح لا يشكل بنداً في قوائم الأعمال المدرة للدخل، أو المستحقة لسداد الضرائب، أو المستوجبة تعليماً متخصصاً أو تدريباً متقدماً، شأنه شأن أي "بيزنس تحت بئر السلم"، تمارس تفاصيله بطريقة غير رسمية وغير منظمة وغير قانونية، ولا تلتزم قواعد جودة بعينها أو معايير سلامة أو قواعد أو مواثيق أخلاقية أو مهنية، باستثناء ما يمليه أو لا يمليه عليه صاحبه، الاختلاف الوحيد هو أن هذا البيزنس بعيد جغرافياً عن "تحت بئر السلم"، وقريب تقنياً من امتلاك شاشة متصلة بالإنترنت ورؤية شعبوية لـ"ما تطلبه الجماهير"، أو في هذه الحال ما يطلبه المدعوون العنكبوتيون أو الافتراضيون.
"ما تطلبه الجماهير" لم يعد – وربما لم يكن يوماً - مقتصراً على القيمة والفائدة، الموثوقية والتفرد، الصدقية والصراحة، ربما ما سبق تطلبه الجماهير للاطلاع على أخبار الحروب وتطور الصراعات وتوقع الأزمات الاقتصادية والخلافات السياسية، لكن حين يتعلق الأمر بالترفيه والتسلية في زمن السوشيال ميديا، فإن كثيراً مما خفتت قيمته وثقلت إثارته تطلبه الجماهير بصورة لافتة، وإن لم تطلبه بإرادتها، فرضته الحيل العنكبوتية والتطويعات الخوارزمية.

هدف الفيروسية الأسمى

متخصصو السوشيال ميديا يجمعون على أن السمة الرئيسة التي تكسب محتوى ما على السوشيال ميديا صفة "الفيروسية الأسمى"، التي تسعى من أجلها جموع المؤثرين، ويتخصص في إنتاجها متخصصو التلقيح العنكبوتي الصناعي، أو استراتيجيو السوشيال ميديا.

في محتوى كـ"ترند الأفراح" تبقى الكلمة العليا للتأثير العاطفي سلباً أو إيجاباً، والرغبة في التلصص على خصوصيات الآخرين سواء بدافع إصدار الأحكام أو من منطلق حب الاستطلاع أو استنساخ الأفكار، وإلى حد ما للوعظ الديني والإرشاد الأخلاقي لا سيما في الأعوام القليلة الماضية، إذ تتزايد أعداد من يأخذون على عاتقهم مهمة إصلاح المجتمع أخلاقياً والوعظ فيه دينياً، بدافع اكتناز الحسنات وربما الأرباح.
أرباح أفراح الترند كثيرة ولكنها صعبة التحقيق، بعضها يتحقق لأن العريس أو العروس أو كليهما من المؤثرين أصلاً، وهو ما يعني مجهوداً أقل في التمثيل والخروج بأفكار خارج صندوق الأفراح التقليدي، وذلك لأسباب عدة، المؤثر المعروف له متابعون، هؤلاء المتابعون يكونون أول المدعوين عنكبوتياً، وهذا يعني ضمان عدد مشاهدات مرتفع، مما يعني ضمان توليد الربح بحسب شروط كل منصة سوشيال ميديا، إضافة إلى ضمان دعم الرعاة أو الشركات المعلنة التي ترتبط مع المؤثر بعلاقة عمل سابقة، سواء كانت محل حلويات محلياً، أو شركة مستحضرات تجميل عالمية، أو مصنع إنتاج سيارات، كذلك فإن العريس المؤثر أو العروس المؤثرة، وحبذا لو كلاهما مؤثر، ينقلان خبراتهما التسويقية والترويجية إلى مقاطع حفلهما من دون شرط اللجوء إلى شركة متخصصة أو صانع محتوى أفراح على السوشيال ميديا، وهي المهنة أو الحرفة الحديثة نسبياً في كل من العالم العنكبوتي و"بيزنس" الأفراح.

أفراح المؤثرين

ويشار هنا إلى أن العريس المؤثر أو العروس المؤثرة كثيراً ما ينظران إلى فيديوهات حفل الزفاف باعتبارها فرصة "بيزنس" مربحة، وترتفع أسهمهما في تحويل رباطهما المقدس إلى "فيروس" يسري من دون هوادة على الأثير مما يعني الخير الوفير، وأداة سهلة للاستثمار في المستقبل باعتباره مزيداً من التسويق والترويج لعملهما الأصلي كـ"مؤثر" و"مؤثرة".
أما العرائس والعرسان من غير المؤثرين ففرصهما الفيروسية 50/50، بمعنى آخر، إما تصيب الفيديوهات فتحقق المشاهدات المليونية المرجوة، أو تخيب ولا تحظى إلا بدقة "لايك" من قريب وتعليق سخيف من غريب.


ويبقى "ترند الأفراح" بيزنس "تحت بئر السلم" حتى لو كان الحفل منعقداً في أرقى الفنادق أو أغلى المنتجعات، وهنا يجب الإشارة إلى أن افتراض إقبال البعض على إنتاج "ترند" من حفل زفافه يعود إلى أسباب تتعلق بالفقر وضيق ذات اليد، وأنه حكر على طبقات اقتصادية متواضعة، خاطئ ومجتزأ، صحيح أن البعض يأمل في أن يكون تداول مقاطع من حفل زفافه مصدراً لجني قدر من المال، يعينه على شراء تلفزيون تعذر اقتناؤه بسبب موجة الغلاء الشديد، أو يمكنه من حجز الرحلة المقبلة إلى نيس وباريس وكان، إلا أن الفقر وحده لا يفسر الظاهرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الطريق إلى التلصص

في عصور ما قبل الإنترنت والعصر الرقمي كان الانغماس في تفاصيل حفلات زفاف الآخرين تتطلب إما سباق معرفة، وتلقي بطاقة دعوة، واستثمار قدر من المال في بدلة أو فستان وربما حلاق أو كوافير، مع البقاء جالساً (أو راقصاً) في حفل يستغرق ساعات.

وكان البديل الآخر هو شراء مجلة من المجلات المتخصصة في النميمة أو الأخبار الفنية والاجتماعية والتمعن في الصور. اختفت المجلات أو اندثرت، ولم يتبق سوى ما تيسر من زوايا نميمة في مواقع خبرية، إلى أن تفجرت قدرات وإمكانات العصر الرقمي، وقدمت السوشيال ميديا نفسها باعتبارها قادرة على كل شيء، بما في ذلك توليد الأرباح وإرضاء الرغبات، بما في ذلك التلصص على الآخرين من دون تأنيب الضمير.

ويشار في هذا الصدد إلى أن حتى مبدأ "التلصص" وما ينطوي عليه من شبهة عدم أخلاقية أو حرمانية قد انتفى في العصر الرقمي، إذ الجانب الأكبر من فيديوهات حفلات الزفاف التي يتم تحميلها على الأثير يعني ضمنياً أنه لا غبار على المشاهدة، وذلك باستثناء تلك المقاطع التي يلتقطها البعض خلسة، ويجري تحميلها من دون إذن ورغبة أصحابها.

نعم نشاهد

"اندبندنت عربية" سألت عدداً من المستخدمين من فئات عمرية واجتماعية مختلفة عما إذا كانوا يشاهدون مقاطع الأفراح التي تصادفهم على السوشيال ميديا، ولماذا؟ غالب الردود جاءت بالإيجاب: "نعم نشاهد"، وإن اختلفت المسببات، بين باحث منقب عنها، وآخر متفاجئ بها على صفحته أو حسابه على منصة السوشيال ميديا. ينقر مرة على فيديو "عريس طلق عروسه أثناء الزفاف"، فيجد نفسه محاطاً بالعشرات من مقاطع من أفراح "عريس يهرب قبل تقطيع التورتة"، و"عريس يشرح درس بلاغة للمدعوين"، و"عريس يدفع العروس في المسبح بفستان الزفاف"، و"والد العريس يوزع أكياس لحوم على المدعوين" ولا مهرب أو مفر من غزو مقاطع الأفراح.
اللافت أن الإعلام التقليدي، وضمن محاولات بعضه لتحقيق بعض المكاسب أو نيل ولو جزء بسيط مما تناله السوشيال ميديا من أرباح أو مشاهدات، يقبل على هذه الفيديوهات وكأنها خبر يغطي تفاصيله أو واقعة تحتاج إلى تحليل المتخصصين وشرح المتخصصين.
الأغرب أن عناوين مثل "المعازيم كسروا القاعة والعريس قلع الحزام ونزل ضرب في أهل العروس"، و"العريس سحل العروس في قاعة الأفراح والعروس تدافع عنه وتقول: مسه جن"، و"العروس تحمل بوكيه سمك في ليلة الزفاف" تحفل بها مواقع خبرية في محاولة لتنال من حظ السوشيال ميديا جانباً.
من جهة أخرى تصعد أسهم مهنة "صانع محتوى الأفراح على السوشيال ميديا في مصر بصورة واضحة، صحيح أنها ما زالت حكراً على فئات اجتماعية واقتصادية محدودة، حيث تتم الاستعانة بهذا الصانع من أجل توثيق الحفل على منصات السوشيال ميديا أثناء حدوثها، بين صور وفيديوهات وتغريدات وغيرها، لكنها مرشحة للانتشار، لا سيما أن مواهب صناعة المحتوى على السوشيال ميديا ليست حكراً على فئة دون أخرى.

المشاهدة هواية

بعيداً من رغبة محمومة تعتري البعض بحثاً عن الشهرة أو المال، وحبذا لو كلاهما، تدفعهما إلى عرض تفاصيل شخصية وأسرية بحتة في ليلة العمل على ملء الشبكة العنكبوتية، وبعيداً أيضاً عن شبهة التلصص على حياة الآخرين، أو رغبة البعض في أن يكون واعظاً أو مرشداً يصدر أحكامه على محتوى الأفراح من وجهة نظر دينية أو أخلاقية، أو إشباعاً لعلة أو خلل يدفعه إلى التنمر والسخرية من الآخرين، تستمتع فئة من المستخدمين – بحسب ما وجدت "اندبندنت عربية" – بمجرد مشاهدة وقائع حفل مبهج، وذلك بنقرة واحدة، هذه الفئة تهوى مشاهدة فيديوهات الأفراح العادية من دون سبب أو هدف معين، هي هواية سلمية حسنة النية لا تهدف إلى السخرية أو التنمر أو إحداث ثورة أخلاقية، يسرتها الثورة الرقمية، وأفسدها "الفرح الترند"، ووصمها "شاهد قبل الحذف".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات