ملخص
سجل فيكتور غيوكيريس ثنائية "قبيحة" أمام أتلتيكو مدريد تنهي صيامه التهديفي وتعيد الجدل حول قيمته في أرسنال، بين أرقام مبهرة وأداء يثير الانقسام، بينما تبقى الأهداف هي الحكم.
أغلقوا باب مسابقة "هدف الموسم" في أرسنال الآن، فقد أصبح لديهم فائز إذا كانت الجائزة تمنح لأكثر الأهداف فوضوية.
مشجعو "المدفعجية" من جيلٍ معين سيتذكرون الهاتريك (ثلاثة أهداف) الفني والجمالي الذي سجله دينيس بيركامب ضد ليستر في 1997، إذ كان من أكثر الثلاثيات روعة على الإطلاق.
أما الجيل الأصغر فقد يجد متعة من نوعٍ مختلف في الثنائية القبيحة التي سجلها فيكتور غيوكيريس في مرمى أتلتيكو مدريد، ولكن لأسباب مختلفة تماماً.
كسر الصيام التهديفي
الكليشيه (فكرة) الشائع يقول إن المهاجم الذي يعاني صياماً تهديفياً يحتاج إلى هدفٍ يأتي بعد أن تصطدم الكرة بجزء ما من جسده، وقد سجل غيوكيريس هدفاً بعدما ارتطمت الكرة بكعب ديفيد هانكو، وآخر بعدما ارتدت الكرة من فخذه، وبعد 624 دقيقة بلا أي هدف، سجل هدفين في ثلاث دقائق تقريباً، ومن مسافة لا تتجاوز ستة ياردات مجتمعة.
لكن في النهاية، كل الأهداف تحتسب، ويمكن الحكم على غيوكيريس بالأرقام أكثر من غيره، فمن دون أرقامه، تحديداً 97 هدفاً في 102 مباراة مع سبورتنغ لشبونة البرتغالي، لما كان يقود هجوم أرسنال الآن.
لقد سجل خمسة أهداف في 12 مباراة مع ناديه الجديد، وهي أهداف قد لا تبدو مذهلة، لكنها بالتأكيد أفضل كثيراً من ثلاثة أهداف في 11 مباراة، أو صفر في آخر سبع مباريات قبل صافرة البداية، أما سلسلة الصيام الأطول في مسيرته منذ أيامه مع كوفنتري، فهي تذكير بأنه، قبل عامين ونصف فقط، كان لاعباً في كوفنتري.
من التشامبيونشيب إلى قمة البريميرليغ
لاعب في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي (تشامبيونشيب) في سن الـ24، ومهاجم في دوري الأبطال في الـ27، وربما بطل دوري إنجليزي قبل بلوغه الـ28، وهذه قصة صعود جاءت متأخرة مقارنة بغيره، لكنه كان صعوداً لافتاً.
لقد أضفى ذلك بعض الغموض على بداية مشواره، والتي بدت، في الأقل لمن هم خارج غرفة ملابس أرسنال، باهتة إلى حد ما، فقد نفدت القمصان التي تحمل الرقم 14 من متجر النادي في الصيف، حيث علق مشجعو أرسنال آمالهم عليه، إذ كان ذلك رقم تييري هنري، لكنه في الحقيقة ليس خليفته، لا من حيث الروح ولا من حيث الأسلوب، فهما نوعان مختلفان تماماً من المهاجمين.
قد يبدو غيوكيريس بالنسبة إلى البعض مجرد أمل مبالغ فيه لأولئك الذين طالما تطلعوا لمهاجم، فلم يسدد أي كرة على المرمى أمام مانشستر يونايتد وليفربول ومانشستر سيتي، وكانت أهدافه الوحيدة حتى الآن ضد ليدز الذي صعد أخيراً من (التشامبيونشيب) ونوتنغهام فورست المهدد بالعودة إلى الدرجة الأولى.
في هذا السياق، بدت الثنائية التي سجلها أمام أتلتيكو مدريد الإسباني، الحاضر الدائم في دوري الأبطال والمنافس الدائم على المراكز الأربعة الأولى في الليغا، خطوة إلى الأمام.
غيوكيريس مدمر الأندية الصغيرة
صحيح أن أهدافه الـ97 مع سبورتنغ لشبونة شملت ثلاثية في مرمى مانشستر سيتي (اثنتان منها من ركلات جزاء)، لكنها لم تتضمن كثيراً من الأهداف أمام كبار أوروبا الآخرين، فقد اعتاد اصطياد الفرق الضعيفة في الدوري البرتغالي.
لكن وعلى رغم أن مستوى المنافسة أعلى، فقد تم التعاقد معه ليقوم بالأمر نفسه في إنجلترا ليساعد أرسنال على الفوز بالمباريات القابلة للفوز.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
قد لا تكون المسألة متعلقة بكيفية التسجيل، بل بعدد الأهداف، وبخاصة إذا استطاع تسجيل 20 هدفاً في الأقل، وربما حتى 30، من دون أن يقدم أداءً ساحراً أو يرهق الكبار.
جميع أهداف غيوكيريس الخمسة حتى الآن جاءت على ملعب "الإمارات"، وإذا كان من النادر أن يستضعف أتلتيكو، فهناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن غيوكيريس قد يكون ذلك المهاجم الذي يتألق أمام الفرق المتوسطة، وهو بالضبط ما كان أرسنال بحاجة إليه.
أدوار أكثر عمقاً
الملاحظة المزعجة قد تكون أن غيوكيريس بدا أدنى مستوى من لاعب أتلتيكو جوليان ألفاريز، خلال معظم فترات الفوز بنتيجة (4 - 0) مساء أول من أمس الثلاثاء، لكن رد فعل مدربه وزملائه بعد تسجيله كان لافتاً، إذ قال ميكيل أرتيتا مؤكداً "هو يجعلنا فريقاً أفضل بكثير، أعتقد أننا أصبحنا أكثر صعوبة في التوقع، إنه قوي بدنياً للغاية، وطريقة ضغطه على الكرة واحتفاظه بها أمر مذهل".
وفي اليوم السابق أشار ميكيل ميرينو هو الآخر إلى "معدل العمل الخارق" الذي يتمتع به.
على المستوى الفردي، قد لا يكون غيوكيريس غير متوقع، لكن بقدرته على سحب خطوط الدفاع إلى الوراء، يمكنه أن يفتح المساحات أمام زملائه، وقد يكون إيبرشي إيزي من أبرز المستفيدين من ذلك.
ومع ذلك، فهناك أوقات يبدو فيها وكأنه أداة هجومية محدودة، فالسويدي يركض بحماسة، لكنه ليس سريعاً جداً، في الأقل ليس بالمقاييس السائدة في الدوري الإنجليزي، ولا يظهر سرعته الحقيقية إلا بعد أن يقطع مسافة ويدخل في انطلاقته الكاملة، ويبدو أن جزءاً من مهماته يكمن ببساطة في تشتيت انتباه المدافعين.
وقد ثبت أن هذه المهمة تتطلب تفرغاً أكثر مما كان أرتيتا يتوقع، فكثير من المراقبين كانوا مقتنعين بأن أرسنال بحاجة إلى مهاجم صريح متخصص، بينما كان مدرب الفريق يرى أنهم يحتاجون إلى مهاجم من هذا النوع فقط في بعض المباريات المعينة، ولو لم يتعرض كاي هافيرتز للإصابة لربما كان سيبدأ كثيراً من المواجهات الصعبة، أمام ليفربول ومانشستر سيتي ونيوكاسل، وربما أمام أتليتك بيلباو وأتلتيكو مدريد أيضاً.
الأرقام التهديفية أهم من كل شيء
قد يكون دمج غيوكيريس تدرجياً أمراً منطقياً، فهناك أدلة متزايدة تشير إلى أن النجاح في سبورتنغ، سواء لغيوكيريس أو ماتيوس نونيز أو روبن أموريم أو هوغو فيانا، لا يعد تحضيراً مثالياً للدوري الإنجليزي الممتاز.
وهناك أيضاً رأي يقول إن المهاجم الذي امتلك أفضل الأرقام مع ناديه السابق، قد يكون في الواقع الأقل موهبة بين الصفقات التي أبرمتها أندية الدوري الإنجليزي هذا الصيف، وهو بعمر الـ27، ربما الأقل قيمة من حيث إعادة البيع.
فهوغو إيكيتيكي يبدو أكثر موهبة بكثير، ونك فولتماده يتمتع بفرادة واضحة، وجواو بيدرو يملك إمكانات هائلة، أما بينجامين سيسكو الذي طاردته إدارة أرسنال لمدة عام، فهو في الأقل أصغر سناً، وألكسندر إيساك كلف أكثر من ضعف ما دفعه أرسنال في غيوكيريس.
لكن عند صافرة النهاية في مباراة أول من أمس، لم يكن أي من هؤلاء قد سجل أكثر من أهداف غيوكيريس الخمسة، وإذا انتهى الموسم من دون أن يتفوق عليه أحدهم تهديفياً، فقد يشعر أرسنال حينها أن المسألة لم تكن كيف يسجل، بل كم يسجل.
© The Independent