ملخص
تظهر مؤشرات التداول اليوم مزيجاً من القلق والترقب عبر الأسواق العالمية، فبينما تتراجع أوروبا تحت ضغط الأرباح الضعيفة وتوتر العلاقات التجارية، تحاول "وول ستريت" التمسك بالثقة في أرباح الشركات الكبرى.
تراجعت الأسهم الأوروبية والعالمية اليوم الأربعاء في ظل مزيج من العوامل الضاغطة تمثلت في ضعف نتائج الأعمال الفصلية وتصاعد التوترات الجيوسياسية، بينما أظهرت الأسواق الآسيوية أداء متبايناً قادته طوكيو إلى الارتفاع بدعم من خطط التحفيز الاقتصادي الجديدة.
وبينما قلصت "وول ستريت" خسائرها المبكرة وسط حذر المستثمرين من موسم أرباح هش، تزايدت مؤشرات القلق في أوروبا في شأن وتيرة تباطؤ الاقتصاد، خصوصاً مع تراجع الأسهم الصناعية والتكنولوجية أمام صعود محدود في الطاقة والدفاع.
ضبابية أرباح الشركات تضغط على أوروبا
في غضون ذلك، انخفض مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي بنحو 0.3 في المئة إلى 571.58 نقطة، في ظل نتائج متباينة لأكبر الشركات الأوروبية. وتراجع مؤشر "كاك 40" الفرنسي 0.8 في المئة، فيما هبط "داكس" الألماني 0.2 في المئة، بينما ارتفع "فاينانشال تايمز" البريطاني 0.5 في المئة بدعم من استقرار التضخم البريطاني في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وجاء التراجع الأوروبي متزامناً مع تأجيل القمة الأميركية الروسية واستمرار الغموض حول المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين، مما أعاد للأذهان هشاشة بيئة الأعمال في القارة العجوز.
وشكلت نتائج الشركات عامل ضغط إضافي، إذ هوت أسهم "لوريال" 7.1 في المئة، بعد تسجيل نمو أضعف من المتوقع، فيما فقدت "إيرميس" 4.7 في المئة على رغم تحسن الطلب في الصين.
وارتفعت أسهم الدفاع والطاقة بنحو واحد في المئة، بدعم من تصاعد المخاوف الجيوسياسية التي تزيد الطلب على تلك القطاعات.
"وول ستريت" بين أرباح الشركات وتذبذب الثقة
في المقابل، استقرت مؤشرات الأسهم الأميركية عند الافتتاح، إذ صعد مؤشر "داو جونز" 0.01 في المئة إلى 46930.88 نقطة، وارتفع "ستاندرد أند بورز 500" بنحو 0.04 في المئة، بينما تراجع "ناسداك" 0.08 في المئة.
وجاء الأداء الفاتر بعد نتائج "نتفليكس" المخيبة للآمال، التي ضغطت على ثقة المستثمرين في موسم أرباح يتوقع أن يشهد تقلبات كبيرة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويرى محللون أن "وول ستريت" تواجه اختباراً صعباً في ظل تباين مؤشرات الاقتصاد الأميركي بين بيانات تضخم مستقرة نسبياً ومخاوف من تباطؤ الطلب الاستهلاكي، في وقت تترقب الأسواق قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) المقبلة في شأن أسعار الفائدة.
اليابان تسجل أداء قياسياً بدعم التحفيز
أما في آسيا، فقد تباينت المؤشرات مع تسجيل الأسهم اليابانية أداء قياسياً جديداً بفضل التفاؤل بإجراءات تحفيزية واسعة أعلنتها الحكومة الجديدة.
فقد ارتفع مؤشر "توبكس" 0.5 في المئة إلى مستوى إغلاق غير مسبوق عند 3266.43 نقطة، بينما استقر "نيكاي" قرب مستوى 49307 نقاط بعد تقلبات حادة في الجلسة.
وأفاد تقرير لوكالة "رويترز" بأن رئيسة الوزراء الجديدة ساناي تاكايتشي تعد حزمة تحفيز اقتصادي تتجاوز 13.9 تريليون ين (92.19 مليار دولار) لمساعدة الأسر على مواجهة التضخم.
وعلى رغم عمليات جني الأرباح بعد صعود استمر يومين متتاليين، فإن السوق اليابانية تظل مدعومة بانخفاض عوائد السندات طويلة الأجل وتراجع المخاوف من اضطرابات مالية جديدة.
إلى ذلك، تظهر مؤشرات التداول اليوم مزيجاً من القلق والترقب عبر الأسواق العالمية، فبينما تتراجع أوروبا تحت ضغط الأرباح الضعيفة وتوتر العلاقات التجارية، تحاول "وول ستريت" التمسك بالثقة في أرباح الشركات الكبرى، في حين تراهن "طوكيو" على سياسة مالية توسعية لإنعاش النمو، ويبدو أن مسار الأسهم العالمي سيظل رهيناً بتوازن دقيق بين السياسة والاقتصاد.