Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عصابات الشوارع تروع سكان الخرطوم في وضح النهار

يستهدف اللصوص الحقائب النسائية والهواتف النقالة وأموال المواطنين وتزايد عمليات السلب والنهب داخل الأحياء والمحال التجارية

شهدت مناطق جنوب وشرق الخرطوم حوادث نهب لأسواق من عصابات في وضح النهار تحت تهديد السلاح (اندبندنت عربية - حسن حامد)

ملخص

باتت عصابات "تسعة طويلة" في الآونة الأخيرة مهدداً وهاجساً حقيقياً لسكان العاصمة بخاصة بعد غروب الشمس، وقد تحولت من النشل إلى التوقيف والتهديد والنهب بالإكراه تحت تهديد السلاح، والقتل أو الأذى الجسيم في حال مقاومة الضحية، وشهدت مناطق جنوب وشرق الخرطوم أكثر من 30 عملية كسر أبواب المحال التجارية والمنازل، فضلاً عن حوادث نهب لأسواق من عصابات في وضح النهار تحت تهديد السلاح بحسب لجان أحياء جنوب العاصمة.

تعيش العاصمة السودانية في مدنها الثلاث الخرطوم وأم درمان وبحري حالاً من الترويع والتوجس بفعل انتشار ظاهرة عصابات النهب المعروفة محلياً بـ "تسعة طويلة" التي تستهدف بصورة أساسية الحقائب النسائية والهواتف النقالة وأموال المواطنين في الشارع العام، وكذلك تزايد عمليات النهب والسلب التي تمارس من قبل اللصوص في وضح النهار داخل غالبية الأحياء السكنية والمحال التجارية.

وباتت هذه العصابات في الآونة الأخيرة مهدداً وهاجساً حقيقياً لسكان العاصمة بخاصة بعد غروب الشمس، وقد تحولت من النشل إلى التوقيف والتهديد والنهب بالإكراه تحت تهديد السلاح، والقتل أو الأذى الجسيم في حال مقاومة الضحية.

وشهدت مناطق جنوب وشرق الخرطوم أكثر من 30 عملية كسر أبواب المحال التجارية والمنازل، فضلاً عن حوادث نهب لأسواق من عصابات في وضح النهار تحت تهديد السلاح بحسب لجان أحياء جنوب العاصمة.

مكافحة العصابات

في سياق مساعي بسط الأمن وهيبة الدولة، شكلت لجنة تنسيق شؤون أمن محلية الخرطوم آلية خاصة لمكافحة المتفلتين المعروفين بعصابات "تسعة طويلة" التي روعت سكان الخرطوم، بمشاركة القوات الأمنية عبر ارتكازات ثابتة ودوريات متحركة.

وأكدت اللجنة استمرار جهودها في مكافحة الظواهر السلبية وتعزيز الضبط الأمني، إلى جانب تنفيذ خطة محكمة للقضاء على بؤر الجريمة.

وأوضحت اللجنة أن الخطة الأمنية الجديدة تقوم على إجراءات وقائية محكمة للقضاء على الجريمة، إلى جانب استمرار عمل الطوف الأمني المشترك لمكافحة التفلتات في مختلف دوائر الاختصاص.

مهددات وهواجس

أحمد حسين الذي يسكن داخل منطقة الكلاكلة بالخرطوم، قال إن "جرائم السرقة طاولت مئات المنازل ولم تستثن حتى المارة في الشوارع، وشكلت هذه الأعمال الإجرامية مهدداً وهاجساً حقيقياً للسكان، تحد من حركتهم خصوصاً في الفترة المسائية وتعيد إلى الأذهان مشاهد الرعب خلال الأيام الأولى للحرب".

وأضاف المتحدث "يتنقل اللصوص والعصابات بكل حرية وفي وضح النهار، يهددون المواطنين وينهبون هواتفهم وممتلكاتهم الشخصية وأموالهم، إلى جانب، الاعتداءات على السكان بالسلاح الأبيض (السواطير والسكاكين)، والأذى الجسدي في حال مقاومة الضحية".

 

 

وأوضح حسين أن "هناك تزايداً لحالات كسر وخلع أبواب المحال التجارية والبيوت، إضافة إلى ظهور عصابات تسطو على الأسواق في وضح النهار، وقد شهدت منطقة جنوب الخرطوم حادثة خطرة، إذ هاجمت مجموعة مسلحة سوق 6 بضاحية مايو، وأثارت الرعب وسط المواطنين بعد أن قامت بتفجير قنبلة يدوية (قرنيت) لإرهاب أصحاب المحال، ونهبت عدداً كبيراً من الهواتف النقالة قبل أن يفر أفرادها".

جرائم منظمة

الصاوي مجذوب العائد إلى منطقة غرب الحارات في أم درمان قال إن "حوادث النهب والسلب استفحلت بصورة كبيرة حتى عقب تحرير العاصمة من قبضة قوات ’الدعم السريع‘، فقد أصبح المواطنون العائدون إلى ديارهم، إلى جانب العالقين لا يشعرون بالأمان داخل الأحياء بسبب انتشار المجموعات المسلحة التي ترتدي زياً عسكرياً وترتكب جرائم مروعة مثل القتل بالرصاص من أجل السرقة".

وأشار مجذوب إلى أن "اللصوص ينتحلون صفات متعددة وهم في صورة جنود ينهبون المارة خصوصاً بعد غروب الشمس، إذ يمارسون الترهيب بقوة السلاح في الأحياء والطرقات لتنفيذ عمليات نهب الهواتف والأموال".

وتابع المتحدث "الحرب أفرزت عصابات منظمة بالعاصمة، لا سيما ’تسعة طويلة‘ التي تستخدم أدوات الترهيب والتعنيف، منها السرقة والهرب بواسطة دراجات نارية في الغالب لا تحمل لوحات مرورية، ما يصعب عملية البحث والاكتشاف فور مغادرة الدراجة لمسرح الحادث واختفائها".

حملات مكثفة

من ناحيتها، شنت الشرطة حملات مكثفة مستمرة في محلية بحري، استهدفت منطقة العزبة، أسفرت عن القبض على المتورطين، وضبط 116 أجنبياً يقيمون بطرق غير شرعية، إلى جانب كمية من النحاس والخمور البلدية والمسروقات الأخرى من مواد البناء والأجهزة المنزلية، ويجري استكمال التحري مع المتهمين تمهيداً لمحاكمتهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي أحدث مداهمات قامت بها الشرطة، تمكن فريق ميداني مشترك من آلية مكافحة النهب محلية بحري من إنهاء مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في السطو والسرقة تحت تهديد السلاح الأبيض (السواطير والسكاكين) مكونة من ستة أفراد بضاحية السامراب.

جهود الشرطة

على الصعيد نفسه، أكد مدير شرطة ولاية الخرطوم الفريق سراج الدين منصور خالد، "قدرة قوات الشرطة على بسط الأمن وإنفاذ القانون وفرض هيبة الدولة، بما يحقق أعلى درجات الأمن والاستقرار، تنفيذاً لبرامج الدولة الرامية إلى تهيئة البيئة لعودة مواطني الولاية"، ونوه بأن "الأجهزة الأمنية قادرة على منع الجريمة وتقديم الخدمات الشرطية للمواطنين في مناطق الولاية كافة".

وحيا خالد مجاهدات القوات المشاركة في عمليات التفتيش الدقيق التي أسفرت عن ضبط كمية من المنهوبات "كانت مخبأة بطرق احترافية، إلى جانب إزالة العديد من الظواهر السلبية والقبض على عدد من المتهمين وفقاً للقانون".

انفلات أمني

على صعيد متصل، أوضح الناشط المجتمعي فارس أبوبكر أن "ارتفاع نسبة البطالة بسبب الصراع المسلح أسهم في بروز مؤشرات الجريمة المنظمة كمصدر للدخل، إلى جانب وجود عدد من اللصوص الذين فروا من السجون خلال الأيام الأولى للحرب واستوطنوا أطراف العاصمة بكل مشكلاتهم".

ويرجع أبوبكر ظاهرة الانفلات الأمني إلى أسباب عدة، أهمها وجود مجموعات مسلحة ترتدي زياً عسكرياً تقوم بتنفيذ عمليات السلب والنهب تحت التهديد، مما يؤدي إلى بعض التصرفات الإجرامية، إذ تم ضبط عناصر ترتدي أزياء شبه عسكرية في بعض البلاغات".

 

 

ولفت الناشط إلى أن "معظم العناصر الإجرامية توجد في أطراف المدن، حيث تغيب الخدمات ويصعب الوصول إليها، بالتالي تصبح حاضنة لنشاط العصابات".

تدابير جديدة

من ناحيته، أشار مدير المباحث الجنائية المركزية السابق في السودان الفريق عابدين الطاهر إلى أن "الشرطة تحتاج إلى تغيير في نهج عملها مع وضع استراتيجية جديدة إلى جانب تسليح أفراد الدوريات بأسلحة نوعية تتناسب مع التحديات على الأرض، خصوصاً بعد استخدام اللصوص والعصابات الإجرامية للأسلحة النارية في عمليات السلب والسرقة".

ونوه الضابط السابق بأن "الخطوة المهمة التي يجب على الشرطة السودانية القيام بها تتمثل في إنفاذ مشروع لإعادة اعتقال كل الهاربين من السجون في البلاد، وكذلك تنفيذ حملات مكثفة على المناطق والأحياء الطرفية في العاصمة الخرطوم، من أجل اعتقال المجرمين المتحصنين بتلك المناطق".

وتابع الطاهر "جرائم النهب قبل اندلاع الحرب كان يستخدم فيها السلاح الأبيض (السواطير والسكاكين) إضافة إلى المسدسات الصغيرة، لكن اللصوص والعصابات الإجرامية باتت تستعين في الوقت الحالي بأسلحة تتوافر لدي الأجهزة النظامية".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير