ملخص
يعاني مانشستر سيتي اعتماداً مفرطاً على إيرلينغ هالاند في تسجيل الأهداف، وسط غياب مساهمات تهديفية فعالة من بقية اللاعبين، مما يثير قلق غوارديولا ويهدد توازن الفريق.
بالنسبة إلى ثاني هدافي مانشستر سيتي هذا الموسم، جاء انتصار السبت الماضي بنتيجة (2 - 0) ليستمتع به، وهذا ليس انتصاراً لسيتي، بطبيعة الحال، لأن النادي لن يتفاخر بكون هذا اللاعب أقرب المنافسين لإيرلينغ هالاند، لكن وبعد مرور أكثر من شهرين على انطلاق الموسم، لم يسجل أي لاعب في مانشستر سيتي عدد أهداف أكثر من ماكسيم إيستيف، باستثناء النرويجي.
إيستيف، وبدلاً من المشاركة في فوز سيتي على إيفرتون، ساعد بيرنلي في الحفاظ على شباكه نظيفة خلال فوزهم على ليدز.
إيستيف... ثاني هدافي مانشستر سيتي من دون حمل قميصه
وفي جميع المسابقات، سجل فيل فودين هدفين أيضاً مع سيتي. أما في الدوري الإنجليزي، فلم يفعل ذلك أحد. أما هدفي إيستيف فجاءا في مرمى فريقه خلال خسارة بيرنلي بنتيجة (1 - 5) أمام مانشستر سيتي في ملعب "الاتحاد".
ومنذ الهدف العكسي الثاني للمدافع الفرنسي، سجل سيتي سبعة أهداف. ومن هم المسجلون؟ هالاند وهالاند وهالاند وهالاند وهالاند وهالاند وهالاند.
لا عجب إذاً أن بيب غوارديولا شخص حالة "الاعتماد على هالاند" الحادة، قائلاً "علينا أن نفهم كفريق أننا لا نستطيع الاعتماد عليه بصورة كاملة. هو دائماً موجود، لكننا نحتاج إلى الآخرين، الأجنحة ولاعبي الوسط الهجومي. عليهم تسجيل الأهداف، وإلا فلن نحقق ما نحاول الوصول إليه".
كيف كانت منظومة سيتي التهديفية سابقاً؟
وإذا كانت منظومة غوارديولا قبل وصول هالاند تبدو وكأنها تجسد نموذج توزيع الأهداف على جميع أفراد الفريق، فإن الخطر الآن يكمن في أنهم مالوا بعيداً جداً في الاتجاه المعاكس، نحو وجود هداف وحيد، إذ سجل هالاند 65 في المئة من أهدافهم في الدوري، و73 في المئة من تلك التي سجلها لاعبو سيتي بأنفسهم.
في الموسم الماضي، سجل هالاند أكثر من ثلاثة أضعاف عدد أهداف أي لاعب آخر في الدوري لصالح الفريق، إذ أحرز 22 هدفاً، مقارنة بسبعة أهداف لأقرب زملائه. وفي جميع المسابقات، كان من اللافت أن فيل فودين وحده هو من انضم إليه في خانة الأرقام الثنائية. أما في موسم (2023 - 2024)، حين وصل فودين إلى أفضل حصيلة تهديفية في مسيرته بـ27 هدفاً، فقد كان هناك مجموعة من أربعة لاعبين. وفي موسم الثلاثية (2022 - 2023)، كان هالاند هو نجم العناوين بـ52 هدفاً، لكن كان هناك ستة لاعبين آخرين سجل كل منهم 10 أهداف في الأقل. أما في موسمي (2021 - 2022) الذي جاء بين رحيل سيرخيو أغويرو ووصول هالاند، و(2020 - 2021) وهو الموسم الأخير للمهاجم الأرجنتيني، فقد كان عدد اللاعبين الذين بلغوا حاجز 10 أهداف هو سبعة.
غوارديولا يطالب مهاجميه بتسجيل الأهداف
لكن الآن، باستثناء هالاند وفيل فودين وبرناردو سيلفا، فإن جميع من سجل 10 أهداف في الأقل في موسم واحد مع مانشستر سيتي خلال العقد الحالي قد رحلوا مثل كيفين دي بروين وإلكاي غوندوغان جوليان ألفاريز ورياض محرز ورحيم سترلينغ وغابرييل جيسوس وفيران توريس.
لقد أعاد غوارديولا ضبط تكتيكاته حول قلب هجوم ضخم وغزير التهديف، لكنه في الوقت نفسه أعاد بناء تشكيلته، بمجموعة مختلفة من لاعبي الوسط الهجومي والأجنحة. وتشمل مسؤوليات هؤلاء اللاعبين التسجيل، لا مجرد تزويد هالاند بالتمريرات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال "كثيراً ما تحدثنا عن هذا الأمر، إنهم جيدون. رأيت في التدريبات أنهم يتقنون اللمسة الأخيرة، لذا عليهم أن يفعلوا ذلك. وليس لدي شك، عندما يتحررون، سيبدأ هؤلاء اللاعبون في التسجيل. عمر مرموش هداف ممتاز، وسافيو (سافينيو) ستأتي لحظته، وكذلك أوسكار (بوب)، وتيجي (تيجاني رايندرز) وفيل، جميعهم يجيدون تسجيل الأهداف. لا يمكننا إنكار مدى جودة فيل في هذه المراكز، وتيجاني كذلك".
ماذا قدمت الصفقات الهجومية في سيتي؟
اللاعبون الخمسة الذين ذكرهم غوارديولا سددوا 39 كرة في الدوري الإنجليزي هذا الموسم، ولم يسجلوا سوى هدفين فيما بينهم.
إنها حصيلة غير كافية، لكن ضمن هذه المجموعة، إلى جانب جيريمي دوكو وريان شرقي وسيلفا، هناك قصص مختلفة، لكن أيضاً إمكان لتسجيل مزيد من الأهداف.
لقد كان أداء فودين مشجعاً، بل رائعاً في بعض الأحيان. ولا يقلل عدد أهدافه من شأنه، وقد قدم تمريرات حاسمة في بناء الهجمتين اللتين سجل منهما هالاند ثنائيته السبت الماضي. أما القائد برناردو سيلفا، فلم يكن يوماً هدافاً غزير الإنتاج، ومع تراجع قوته البدنية مقارنة بالماضي، فقد سدد كرة واحدة فقط في الدوري هذا الموسم، لذا من الصعب تصوره يصل إلى الأرقام الثنائية.
كان دوكو رائعاً، وأضاف مزيداً من الإنتاجية واتخاذ القرارات الأفضل، وإن كان هذا التحسين ينعكس حتى الآن على صعيد التمريرات الحاسمة أكثر من الأهداف، وقد أهدر فرصة ممتازة ضد إيفرتون بتسديدة ضعيفة. أما بوب وسافينيو، فلا يملكان سجلاً تهديفياً يذكر مع سيتي، إذ سجل النرويجي ثلاثة أهداف في 41 مباراة مع الفريق، على رغم أن 13 منها فقط كانت كأساسي، فيما سجل البرازيلي أربعة أهداف في 56 مباراة، والمقارنات مع محرز تكون في غير محلها تماماً عندما يتعلق الأمر بالإنتاج التهديفي.
لكن رايندرز لاعب يحب التسديد، ويملك الدافع واللياقة التي تمكنه من التوغل إلى منطقة الجزاء، وقد سجل 15 هدفاً مع ميلان الموسم الماضي. أما الإصابة، فقد حدت من مشاركة شرقي ومرموش إلى 71 و150 دقيقة في الدوري الإنجليزي على التوالي، غير أن الفرنسي سجل هدفاً في مرمى ولفرهامبتون، والمصري أحرز سبعة أهداف في النصف الثاني من الموسم الماضي.
سجل شرقي 12 هدفاً في موسمه الأخير مع ليون، فيما أحرز مرموش 20 هدفاً في آخر أشهره مع آينتراخت فرانكفورت الألماني. ومن غير المؤكد ما إذا كان لأي منهما مكان في التشكيلة الأقوى، خصوصاً مع عودة فودين للتألق وتطور أداء دوكو، لكن التعاقدات الثلاثة في عام 2025 - ومن ضمنهم رايندرز - تشير إلى أن غوارديولا يبحث عن أهداف من لاعبين غير هالاند. قد يكون تبسيطاً مفرطاً، لكنه ربما يريد من رايندرز أن يكرر ما كان يقدمه غوندوغان من ناحية التسجيل، ومن شرقي أن يقدم جزءاً من إسهامات دي بروين، ومن مرموش أن يمنح الفريق شيئاً مما كان يقدمه ستيرلينغ.
وربما يرى أيضاً أن وجود لاعب وسط إضافي قد يخفف من الاعتماد المفرط على مهاجم فتاك، لولا أن رودري ليس في جاهزية بدنية تسمح له باللعب بصورة متواصلة. ومع ذلك، فإن سيتي يبدو - على الورق - مجهزاً بلاعبين عدة قادرين على التسجيل. لكن في الوقت الحالي، لا يوجد سوى هداف فعلي واحد، وغوارديولا يدرك تماماً أن هذا الأمر لا بد أن يتغير.
© The Independent