Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تباين مصير ليفربول ومانشستر يونايتد يشكل لحظة فاصلة في حقبة أموريم

سجل هاري ماغواير هدف الفوز برأسية فيما تلقى "الريدز" الهزيمة الرابعة على التوالي في جميع المسابقات

صراع على الكرة بين مهاجم مانشستر يونايتد بريان مبيومو ومدافع ليفربول ميلوش كيركيز (أ ف ب)

ملخص

حقق مانشستر يونايتد فوزاً تاريخياً على ليفربول في "أنفيلد"، منهياً سلسلة إخفاقات طويلة تحت قيادة روبن أموريم، بينما يواجه آرني سلوت أزمة متصاعدة وأداءً دفاعياً متراجع.

سيظل ملعب "أنفيلد" محفوراً في ذاكرة روبن أموريم، ففترة تدريبه التي شهدت كثيراً من الانكسارات التاريخية، أفرزت أخيراً نتيجة بارزة من النوع المنشود، إذ حقق مانشستر يونايتد، أخيراً، انتصارين متتاليين في الدوري للمرة الأولى تحت قيادة المدرب البرتغالي، ونجحوا في الفوز على أرض ليفربول للمرة الأولى منذ ما يقارب عقداً من الزمن، وكان لويس فان خال آخر مدرب ليونايتد يظفر بالنقاط الثلاث في هذا الملعب، قد أقيل بعد ذلك بأربعة أشهر، مما يعني أن هذا الفوز لا يضمن لأموريم ثلاثة أعوام في منصبه كما يرغب السير جيم راتكليف، لكن كلاً من النتيجة وطريقة تحقيقها بدتا مبشرتين بحق.

سلوت أمام إحصاءات مؤسفة

وهكذا وجد آرني سلوت نفسه في مواجهة تراجع صادم يفوق التوقعات، وقد غرق في بحر من الإحصاءات غير المرضية، فهذا هو أول فريق لليفربول منذ 2014 يتعرض لأربع هزائم متتالية، وهو أمر لا يليق بفريق خضع لعملية إعادة بناء كلفت 450 مليون جنيه استرليني (604.38 مليون دولار)، كما خسروا على ملعب "أنفيلد" في الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الأولى منذ 13 شهراً، وقد كانت الأهداف المتأخرة سمة بارزة في موسم ليفربول، لكنها باتت اليوم مصدر ندم، إذ أصبح الفريق يستقبل أهدافاً مبكرة أيضاً.

وفي هذا اللقاء تحديداً، وقع الأمران معاً، إذ تأخروا في النتيجة منذ الثانية الـ62 بهدف بريان مبيومو، ثم حسمت المباراة بهدف هاري ماغواير في الدقيقة الـ84.

مانشستر يونايتد ونجاحات المباريات الكبرى

وهكذا، فإن ماغواير، الذي كاد يسجل هدف الفوز في "أنفيلد" في يناير (كانون الثاني) الماضي، تمكن من ذلك بعد تسعة أشهر، وقد أصبحت بطولاته المتأخرة واحدة من أكثر الجوانب الملهمة في عهد أموريم.

ومن الجوانب الأخرى الجديرة بالثناء قدرة مانشستر يونايتد على اللعب كـ"مستضعفين ملهمين" ورفع مستواهم أمام الكبار، فعلى رغم أن الفريق لم يحقق عدداً كافياً من الانتصارات تحت قيادة البرتغالي، فإنهم تغلبوا الآن على ليفربول وتشيلسي ومانشستر سيتي، وأيضاً على أرسنال (بركلات الترجيح).

أفضل انتصار في حقبة أموريم

يمكن القول إن هذا كان أفضل انتصار من بين كل ما حققه حتى الآن، وقال أموريم "أعتقد أن هذا أكبر فوز لي خلال فترة وجودي في مانشستر يونايتد"، ثم سخر من نفسه قائلاً "ليست لدي كثير من الانتصارات في مانشستر".

وربما لم تتح له في السابق كثير من الفرص التي جمع فيها بين التشكيلة الصحيحة والخطة التكتيكية المناسبة، لكنه فعل ذلك هذه المرة، فقد أعاد ماغواير للتشكيلة ومنحه لقب أفضل لاعب في المباراة.

لقد نجحت خطة أموريم ببراعة، إذ دافع يونايتد بصلابة من العمق، واعتمد على الهجمات المرتدة السريعة والدقيقة.

وتميز الفريق أيضاً بالشخصية القوية، فبعد ست دقائق فقط من استقبال هدف التعادل عبر كودي غاكبو، وفي لحظة كان من الممكن أن ينهاروا تحت ضغط هجمات ليفربول المتتالية، إذا بهم يقتنصون هدف الفوز.

وقد عبرت احتفالاتهم الحماسية عن مدى أهمية الانتصار بالنسبة إليهم، أما مشهد ماتيوس كونيا، الذي قطع مسافات طويلة، وهو ينهار على الأرض المبتلة من الإرهاق، فكان دليلاً على حجم الجهد الذي بذلوه، وأضاف أموريم "إذا امتلكت الروح يمكنك الفوز بأي مباراة". ولهذا استحق فريقه هذا الانتصار.

سلوت يبرر والسوء الدفاعي يكشف الخلل في التوازن

وعلى الجانب الآخر، فإن وجهة نظر ليفربول كانت مختلفة، إذ قال سلوت "إذا كانوا يلعبون بكتلة دفاعية منخفضة ويرسلون كثيراً من الكرات الطويلة، فإن آخر ما تريده هو أن تتأخر بهدف مقابل لا شيء"، وأضاف "لو قلت لي إننا سنصنع ثماني أو تسع أو 10 فرص، لقلت إن ذلك غير ممكن".

لقد ارتطمت تسديدات كودي غاكبو بالعارضة ثلاث مرات، وسجل هدف التعادل، وكان من المفترض أن يسجل مرة أخرى، لكنه بصورة غريبة سدد كرة رأسية خارج المرمى في الدقيقة الـ87.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن مانشستر يونايتد أظهر تماسكاً افتقر إليه ليفربول، فقد بدا الأخير مفككاً للغاية، وإذا كان هناك ما يثير الإعجاب في مشهد اندفاعهم الكامل نحو الهجوم، فإن سلوت، الذي أغرق الملعب بالمهاجمين، ربما جعل فريقه يفتقر إلى عدد كافٍ من اللاعبين ذوي النزعة الدفاعية. وهكذا، عندما أرسل برونو فيرنانديز كرة عرضية نحو القائم البعيد، استطاع ماغواير أن يقفز خلف إبراهيما كوناتيه ويحول الكرة برأسه إلى الشباك.

ماغواير يتألق كصخرة الدفاع وخطة "3 - 4 – 3" تربك ليفربول

لقد كانت لحظة رائعة للاعب كثيراً ما وجهت إليه الانتقادات، وقال أموريم "إنه مثال رائع لما مر به من صعوبات".

ويعرف ماغواير، إلى جانب أمور أخرى، بصراحته في الحديث، وقد كان رد فعله على تحقيق انتصارين متتاليين معبراً، إذ قال "هذا ليس إحصاءً يجب أن نتحدث عنه أساساً، لأنه إحصاء محرج".

وكان ماغواير في قلب المشهد بأكثر من معنى، فهو الصخرة التي ارتكز عليها خط الدفاع. وعلى رغم أن خطة أموريم (3 - 4 - 3) كانت أقرب إلى (5 - 4 - 1)، فإنها منحت مانشستر يونايتد هامشاً للهجمات المرتدة.

وقد استبعد المهاجم الصريح بينجامين سيسكو، لكن ماتيوس كونيا المتحرك تألق في دور المهاجم الوهمي داخل خط هجومي مرن، أما ديوغو دالوت، فقد شغل الجهة اليسرى من الدفاع وقدم أداءً مميزاً في مواجهة محمد صلاح، الذي - باستثناء تمريرتين رائعتين إلى غاكبو - لم يكن له تأثير يذكر. أما الخيار الجريء فكان الدفع بأماد ديالو في مركز الظهير الجناح الأيمن، وإذا كان هذا الرهان سبباً في بروز منافسه المباشر غاكبو، فإن أماد بدوره جعل الظهير الأيسر ميلوش كيركيز يعيش أمسية صعبة أخرى.

وكان أماد هو من مرر الكرة التي كاد فيرنانديز أن يضاعف بها النتيجة ليونايتد، وهو أيضاً من صنع الهدف الأول لمبيومو بعد دقيقة واحدة فقط من انطلاق المباراة، وقد منح كيركيز مساحة كبيرة لأماد. من جانبهم شعر لاعبو ليفربول بالاستياء لأن أليكسيس ماك أليستر، الذي أصيب من طريق الخطأ من زميله فيرجيل فان دايك، كان ملقى على الأرض ويحتاج إلى أربع غرز وضمادة، ومع ذلك اعترف سلوت قائلاً "هذا ليس عذراً لاستقبال الهدف".

وفي حين بدا الخط الخلفي لفريقه في حال من الفوضى، سنحت لماسون ماونت فرصتان ليتقدم يونايتد بهدفين.

غاكبو يخطف الأضواء في ليفربول

أما ليفربول فقد كان أخطر لاعبيه هو كودي غاكبو، الأقل شهرة بين مهاجمي الفريق، لكنه الأكثر تهديداً، فقد رد القائم تسديدته المقوسة، وارتطمت إحدى عرضياته بفيرنانديز ولامست العارضة، فيما اصطدمت تسديدة أخرى له بالقائم مباشرة، وعادل النتيجة من متابعة لعرضية قدمها فيدريكو كييزا، البديل المؤثر مرة أخرى.

اللاعبون الذين تم التعاقد معهم ليكونوا رموزاً حاسمة في ليفربول ظهروا بصورة باهتة، إذ جلس فلوريان فيرتز على دكة البدلاء في الساعة الأولى من المباراة، وألكسندر إيساك شارك أساسياً، وسجل أخيراً أول تسديدة له على المرمى في الدوري الإنجليزي بقميص ليفربول، لكنه لم ينجح في هز الشباك، إذ تصدى لها سيني لامنس ببراعة.

لامنس يقدم أوراق اعتماده في مانشستر يونايتد

وفي ثاني ظهور له فقط مع مانشستر يونايتد، أظهر الحارس البلجيكي حضوراً قوياً وسلطة واضحة، وقال أموريم "لقد كان مهماً جداً"، ثم أضاف "لكن تسديدتين ترتدان من القائم كانتا كفيلتين بتغيير مجريات القصة".

كانت تلك طريقته في التهوين من أهمية الانتصار وكبح جماح التوقعات، وأتم أموريم حديثه "انسَ أمر المركز الرابع أو السادس، ما نحتاج إليه الآن هو أن نحاول الفوز بثلاث مباريات متتالية"، أما هدف ليفربول فيكمن في تفادي الخسارة الخامسة على التوالي.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة