ملخص
أكد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر خلال زيارة لغزة أن إدخال المساعدات الطارئة وتقديم الخدمات الأساسية في القطاع الفلسطيني الذي دمرته الحرب على مدى عامين "مهمة هائلة".
رفضت حركة "حماس" اليوم الأحد بياناً لوزارة الخارجية الأميركية، تحدث عن "تقارير موثوقة" عن أن الحركة ستنتهك على نحو وشيك اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
وجاء ضمن بيان "حماس"، "هذه الادعاءات الباطلة تتساوق بصورة كاملة مع الدعاية الإسرائيلية المضللة، وتوفر غطاء لاستمرار الاحتلال في جرائمه وعدوانه المنظم ضد شعبنا". أضاف أن "سلطات الاحتلال هي التي شكلت وسلحت ومولت عصابات إجرامية نفذت عمليات قتل وخطف، وسرقة شاحنات المساعدات، وسطو ضد المدنيين الفلسطينيين".
ودعت الحركة الإدارة الأميركية إلى "التوقف عن ترديد رواية الاحتلال المضللة، والانصراف إلى لجم انتهاكاته المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار، وفي مقدمها دعم هذه العصابات وتوفير الملاذات الآمنة لها داخل المناطق الخاضعة لسيطرته".
التعرف على جثة رهينة
أعلنت السلطات الإسرائيلية اليوم الأحد التعرف على جثة رونين إنغل، أحد الرهينتين اللذين سلمت "حماس" رُفاتهما مساء أمس السبت للصليب الأحمر بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنه "أبلغ عائلة الرهينة رونين إنغل" بتسلم رفاته، وهو ما أكده مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، معلناً مرة جديدة أن إسرائيل لن تقوم بـ"أي مساومة"، ولن تدخر جهداً "إلى أن تتم استعادة كل الرهائن الذين قُتلوا".
وقُتل رونين إنغل البالغ 54 سنة في كيبوتس نير عزو عند شن "حماس" هجومها على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ونقلت جثته إلى قطاع غزة. وأعلنت وفاته في الأول من ديسمبر (كانون الأول) عام 2023.
وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس السبت من أن الحرب في غزة لن تنتهي إلا بعد تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار مع "حماس"، والتي تشمل نزع سلاح الحركة، فيما أعلن مكتبه اليوم الأحد تسلم جثتَي رهينتين سلمتهما "حماس" للصليب الأحمر مساء السبت.
وقال نتنياهو متحدثاً للقناة الـ14 اليمينية التوجه إن "المرحلة الثانية تشمل أيضا نزع سلاح 'حماس'، أو بصورة أدق، نزع السلاح من قطاع غزة، بعد تجريد 'حماس' من أسلحتها". وأضاف، "عندما يكتمل ذلك بنجاح، ونأمل أن يتم بطريقة سهلة، وإن لم يحصل كذلك فبطريقة صعبة، عندها ستنتهي الحرب".
وأفاد مكتب رئيس الوزراء اليوم الأحد في بيان بأن "إسرائيل تسلمت عبر الصليب الأحمر جثتَي رهينتين" كانتا محتجزتين في غزة.
وكانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، أعلنت أنها ستسلم في وقت لاحق السبت جثتي رهينتين في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بعدما اشترطت إسرائيل استعادة جثث جميع الرهائن لإعادة فتح معبر رفح.
وقالت "القسام" في بيان عبر "تيليغرام" إنها "ستقوم بتسليم جثتين لأسيرين من أسرى الاحتلال تم استخراجهما اليوم في قطاع غزة".
وقبيل ذلك قال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان "أوعز رئيس الوزراء بإبقاء معبر رفح مغلقاً حتى إشعار آخر". وأضاف، "سيتم النظر في إعادة فتحه وفقاً لطريقة وفاء 'حماس' بالتزاماتها في إعادة الرهائن وجثث القتلى، وتنفيذ الشروط المتفق عليها لوقف إطلاق النار".
"مهمة هائلة"
من جهته أكد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر خلال زيارة لغزة أن إدخال المساعدات الطارئة وتقديم الخدمات الأساسية في القطاع الفلسطيني الذي دمرته الحرب على مدى عامين "مهمة هائلة".
وقال فليتشر لوكالة الصحافة الفرنسية في حي الشيخ رضوان، حيث عاين حجم الدمار، "جئت إلى هنا قبل سبعة أو ثمانية أشهر. كانت غالبية هذه المباني لا تزال قائمة. أما الآن، فمن المروع للغاية رؤية جزء كبير من المدينة وقد تحول إلى أرض خلاء". وأضاف، "لدينا الآن خطة ضخمة مدتها 60 يوماً لزيادة الإمدادات الغذائية، وتوزيع مليون وجبة يومياً، والبدء بإعادة بناء القطاع الصحي، وإقامة خيام لفصل الشتاء، وإعادة مئات الآلاف من الأطفال إلى المدارس".
وقال فليتشر الذي دخل قطاع غزة أول أمس الجمعة إن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أمامه "مهمة هائلة، لكننا مدينون بذلك للناس هنا الذين عانوا كثيراً"، مضيفاً "هناك عمل هائل يتعين القيام به".
تحديد هوية رفات رهينة
كانت السلطات الإسرائيلية أعلنت أنها حددت هوية رفات رهينة كان محتجزاً في غزة وتم تسليمه أول أمس الجمعة فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة تسلم جثامين 15 فلسطينياً.
ويعمل عناصر الإنقاذ في أنحاء غزة على انتشال جثامين الفلسطينيين من تحت الأنقاض، في حين تسعى "حماس" إلى استخراج رفات الرهائن الإسرائيليين الذين من المقرر أن تسلمهم للصليب الأحمر بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي اضطلع الرئيس الأميركي دونالد ترمب بدور رئيس في التوصل إليه ودخل حيز التنفيذ في العاشر من الشهر الجاري، كان على "حماس" إعادة جميع الرهائن الأحياء والأموات بحلول الـ13 من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.
وأكدت "حماس" أول من أمس الجمعة "التزامها بالاتفاق وحرصها على تطبيقه وعلى تسليم كل الجثامين الباقية". وأضافت أن "إعادة جثامين الأسرى الإسرائيليين قد تستغرق بعض الوقت، فبعضها دُفن في أنفاق دمرها الاحتلال، وأخرى ما زالت تحت أنقاض المباني التي قصفها وهدمها".
واشنطن: "حماس" تخطط لهجوم وشيك ضد المدنيين في غزة
قالت وزارة الخارجية الأميركية أمس السبت إن لديها "تقارير موثوقة" تفيد بأن حركة "حماس" تخطط لهجوم وشيك ضد المدنيين في غزة، في خطوة اعتبرت واشنطن أنها ستشكل "انتهاكاً لوقف إطلاق النار".
وأوضحت الوزارة في بيان أن "هذا الهجوم المخطط له ضد المدنيين الفلسطينيين سيشكل انتهاكاً مباشراً وخطراً لاتفاق وقف إطلاق النار، وسيقوض التقدم الكبير الذي أحرز من خلال جهود الوساطة". وأضافت "إذا أقدمت 'حماس' على تنفيذ هذا الهجوم، ستُتّخذ الإجراءات اللازمة لحماية سكان غزة والحفاظ على قيام وقف إطلاق النار".
ضربة إسرائيلية على حافلة
ميدانياً، أعلن الدفاع المدني في غزة أمس السبت انتشال جثث تسعة فلسطينيين، قال إنهم قُتلوا الجمعة في ضربة إسرائيلية على حافلة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه "رصد مركبة مشبوهة تتجاوز الخط الأصفر"، وإن جنوده "أطلقوا النار لإزالة التهديد"، معتبراً أن العملية تمت "وفقاً لبنود الاتفاق".
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إن الضحايا، وجميعهم من عائلة شعبان وبينهم أطفال، قُتلوا بينما كانوا "يحاولون التحقق من (حالة) منزلهم" بعد القصف الإسرائيلي خلال الحرب.
وقالت أم محمد شعبان أحد أفراد العائلة "قتلت ابنتي وأطفالها وزوجها، إضافة إلى ابني وزوجته وأولاده". وأضافت "ليس هناك هدنة"، مشيرة إلى أن الأطفال الضحايا تراوح أعمارهم بين عامين و12 عاماً.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عبر منصة "إكس" مساء الجمعة إن الجيش "بدأ ترسيم الخط الأصفر الذي يمتد على أكثر من 50 في المئة من أراضي غزة، بعلامات خاصة مستمرة لتحديد (حدوده) بوضوح".
وأسفر هجوم "حماس" على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 عن مقتل 1221 شخصاً معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدَّتها وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وفي قطاع غزة أودت الحملة العسكرية الإسرائيلية بما لا يقل عن 68116 شخصاً معظمهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة التي تديرها حركة "حماس"، وهي أرقام تعدها الأمم المتحدة موثوقة.