ملخص
كشفت روسيا عن وثائق خاصة متعلقة باغتيال الرئيس الأميركي السابق جون كينيدي، في حين أعلنت الولايات المتحدة إتاحتها كاملة للرأي العام.
أثارت وثيقة روسية مؤلفة من 350 صفحة تتعلق باغتيال الرئيس الأميركي السابق جون أف كينيدي اهتماماً واسعاً، ليس بسبب ما ورد ضمنها عن حادثة الاغتيال عام 1963 وحسب، بل بسبب تضمنها خريطة لجسر كان من المخطط أن يربط بين روسيا والولايات المتحدة.
وسلمت الوثائق إلى النائبة الجمهورية عن ولاية فلوريدا آنا بولينا لونا من قبل السفير الروسي لدى واشنطن ألكسندر دارشييف، وقالت في منشور على منصة "إكس" إنها متاحة للجمهور الأميركي "من دون تحرير أو تعديل".
ونشرت لونا رابط استعراض الوثائق، مضيفة أنها "لم تحرر أو تعدّل، بل تظهر بنسختها الأصلية، كما سلمت إليّ، وبينما يجري الخبراء تحقيقاً مكثفاً في شأن شرعية هذه الوثائق، يعتقد حالياً بأنها أصلية" وأردفت أن الشعب الأميركي يتمتع بحرية كاملة وغير مقيدة ليقرر بنفسه.
وكانت لونا ذكرت في وقت سابق أنها ستتلقى تقريراً روسياً يتعلق باغتيال كينيدي، موضحة أنها "تسلمت الوثيقة المكونة من 350 صفحة من سفير روسيا لدى الولايات المتحدة".
The following report ref the JFK assassination was delivered to me by the Ambassador from Russia and is now made accessible to the American public at the link below. These documents have not been edited, redacted or tampered with but appear in their original form as delivered to…
— Rep. Anna Paulina Luna (@RepLuna) October 16, 2025
وكتبت على منصة "إكس" أن "فريقاً من الخبراء في طريقه إلى مكتبي في الصباح لبدء الترجمة ومراجعة الوثائق بالكامل، وسنقوم بتحميلها في أقرب وقت ممكن"، مؤكدة أنها سترفع الملفات كما أعطيت لها، من دون أي تعديلات.
بدروها ذكرت السفارة الروسية لدى واشنطن أنها سلمت الأرشيف بالفعل، مشيرة إلى أن المجموعة الكاملة من الوثائق ستنشر في موسكو في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
ووصفت وكالة "سبوتنيك" الروسية الوثيقة بأنها "النتائج الرسمية للكرملين في شأن اغتيال كينيدي"، ومن الممكن أن تقدم هذه الملفات تفاصيل حول ما كانت تعرفه وكالة الاستخبارات السوفياتية (كي جي بي) عن مقتل كينيدي.
"جسر السلام"
كما تتضمن إحدى الوثائق خريطة تعود لحقبة الحرب الباردة تظهر خطة مقترحة لبناء جسر بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي (روسيا الاتحادية حالياً).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتظهر الخرائط أن خصمَي الحرب الباردة خططا لبناء جسر بين ألاسكا وسيبيريا يمتد فوق مضيق بيرينغ، ليربط بين البلدين.
يذكر أنه عند أقرب نقطة، لا يفصل بين الدولتين الكبيرتين سوى 3.8 كيلومتر فقط بين جزيرتي "ديوميد الصغرى" و"ديوميد الكبرى"، وأطلق على المشروع اسم "جسر السلام العالمي كينيدي- خروتشوف".
From the Soviet JFK docs released by @RepLuna: Kennedy–Khrushchev World Peace Bridge “could and should be built between Alaska and Russia at once.”
— Kirill Dmitriev (@kadmitriev) October 16, 2025
With modern @boringcompany technology this can become a Putin-Trump tunnel connecting the Eurasia and Americas for < $8 billion pic.twitter.com/c84VK75rh5
نفق بوتين - ترمب
وأعادت هذه الخريطة إحياء النقاش في موسكو حول إمكان إحياء المشروع، إذ نشر كيريل دميترييف المبعوث الاقتصادي الدولي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على منصة "إكس"، تصوراً لمشروع "جسر سلام" بين روسيا وألاسكا، وهي ولاية تقع شمال غربي الولايات المتحدة، يعود لحقبة الحرب الباردة، داعياً إلى إعادة النظر في المشروع.
وكتب دميترييف على المنصة التي يملكها إيلون ماسك، "بفضل التكنولوجيا الحديثة لشركة 'بورينغ' (تتولى أعمال الحفر) يمكن أن يصبح ذلك نفق بوتين - ترمب" تحت مضيق بيرينغ".
و"بورينغ" شركة يملكها أيضاً ماسك يهدف من خلالها إلى إحداث ثورة في النقل الحضري باستخدام الأنفاق.
وفي منشور آخر، قال دميترييف "يعكس حلم الربط بين الولايات المتحدة وروسيا عبر مضيق بيرينغ رؤية راسخة، من السكة الحديد بين سيبيريا وألاسكا عام 1904 إلى خطة روسيا لعام 2007. ودرس صندوق الاستثمار المباشر الروسي المقترحات القائمة، بما في ذلك خط للسكك الحديد بين الولايات المتحدة وكندا وروسيا والصين، وسيدعم أكثرها قابلية للتطبيق". وأضاف "تخيلوا أن نفق بوتين - ترمب سيربط بين الولايات المتحدة وروسيا وبين الأميركتين وأفرو - أوراسيا (كتلة أفريقيا وأوروبا وآسيا)، وهو نفق بطول 70 ميلاً يرمز إلى الوحدة. تبلغ الكلفة التقليدية للمشروع أكثر من 65 مليار دولار، ولكن تكنولوجيا 'ذا بورينغ كومباني' يمكن أن تقلل الكلفة إلى ما دون 8 مليارات دولار. فلنبنِ مستقبلاً معاً".
في المقابل، رحب بعضهم بنشر هذه الوثائق، بينما شكك آخرون في الدوافع وراء هذه الخطوة.
اغتيال كينيدي
يذكر أن الرئيس الأميركي السابق جون أف كينيدي اغتيل في الـ22 من نوفمبر (تشرين الثاني) 1963 أثناء تجوله في موكب مكشوف في مدينة دالاس بولاية تكساس، قبل أن يعتقل شخص يدعى لي هارفي أوزوالد بتهمة القتل. وقُتل الأخير على يد شخص يدعى جاك روبي قبل بدء محاكمته، فيما خلصت "لجنة وارن" عام 1964 إلى أن أوزوالد تصرف بمفرده.
وكان أوزوالد عاش في الاتحاد السوفياتي لمدة ثلاثة أعوام تقريباً، وحاول قبل أسابيع من حادثة الاغتيال الحصول على تأشيرة من البعثة السوفياتية في مكسيكو سيتي. وكانت وكالة الاستخبارات السوفياتية (كي جي بي) تتابعه عن كثب خلال أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات.
وفي تسعينيات القرن الـ20، سعى الكونغرس الأميركي إلى الوصول للملفات السوفياتية المتعلقة بمقتل كينيدي، لكنه لم يتلقَّ سوى ملخصات خلال إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون، وفق ما نقلت صحيفة "نيويورك بوست".