ملخص
الخامان القياسيان يتجهان لخسارة أسبوعية ثلاثة في المئة وسط توقعات بوفرة المعروض وتراجع المخاوف من تقلص الإمدادات
انخفضت أسعار النفط اليوم الجمعة متجهة إلى تسجيل خسارة أسبوعية بنحو ثلاثة في المئة، بعد أن هدأت المخاوف من اضطراب الإمدادات العالمية على خلفية الاتفاق المفاجئ بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على عقد قمة في بودابست لبحث سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وجاء هذا التطور في وقت تتزايد الضبابية حول مستقبل الطاقة العالمية مع استمرار ارتفاع المخزونات الأميركية وتوقعات وكالة الطاقة الدولية بوفرة المعروض خلال عام 2026.
وتراجعت العقود الآجلة لخام "برنت" 16 سنتاً أو 0.26 في المئة إلى 60.90 دولار للبرميل، بينما هبطت العقود الآجلة لخام "غرب تكساس" الوسيط الأميركي 15 سنتاً أو 0.26 في المئة إلى 57.31 دولار.
وجاء هذا الانخفاض امتداداً لتراجع الجلسة السابقة، إذ هبط خام "برنت" 1.37 في المئة، وخسر الخام الأميركي 1.39 في المئة ليصل إلى أدنى مستوى منذ الخامس من مايو (أيار)2025.
وتعززت موجة الهبوط مع صدور بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية التي أظهرت ارتفاع المخزونات بمقدار 3.5 مليون برميل إلى 423.8 مليون برميل الأسبوع الماضي، مقابل توقعات بزيادة 288 ألف برميل فقط، نتيجة انخفاض نشاط المصافي خلال موسم الصيانة الخريفي. وسجل إنتاج النفط في الولايات المتحدة مستوى قياسياً جديداً بلغ 13.636 مليون برميل يومياً، مما زاد الضغوط على الأسعار.
تعليقاً على ذلك، قال المحلل لدى بنك "إي إن زد" دانيال هاينز، إن "الأسواق شهدت تراجعاً في المخاوف المتعلقة بالإمدادات بعد الإعلان عن قمة ترمب وبوتين، إذ يرى المتعاملون أن الحوار السياسي قد يخفف من التوترات التي تغذي الأسعار منذ عامين".
ورادت الهند من النفط الروسي
من جهة أخرى، قال مسؤول في البيت الأبيض إن مصافي التكرير في الهند بدأت بالفعل في تقليص وارداتها من النفط الروسي بنسبة 50 في المئة، في خطوة تعد استجابة لضغوط واشنطن على نيودلهي وبكين للحد من تمويل موسكو عبر صادرات الطاقة.
غير أن مصادر هندية أشارت إلى أن أثر هذا الخفض لم يظهر بعد في أرقام الواردات، مرجحة أن ينعكس في بيانات شهري ديسمبر (كانون الأول) 2025 أو يناير (كانون الثاني) 2026.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوضح المصدر أن مصافي النفط الهندية كانت قد اشترت بالفعل شحنات للتحميل في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وهو ما يفسر تأخر الانخفاض الفعلي في حجم الواردات.
وامتنعت وزارة النفط الهندية وشركات التكرير الرئيسة عن التعليق على هذه المعلومات حتى الآن إلى وكالة "رويترز".
القمة المرتقبة
وتتجه الأنظار إلى القمة المرتقبة بين ترمب وبوتين، إذ يتوقع محللون أن تعيد ترتيب المشهد الجيوسياسي للطاقة، خصوصاً إذا أسفرت عن تفاهمات أولية لوقف الحرب الأوكرانية أو تخفيف العقوبات على النفط الروسي، ما قد ينعكس فوراً على حركة الأسعار واستقرار الأسواق العالمية.
وتظهر التطورات الأخيرة أن سوق النفط العالمية باتت شديدة الحساسية تجاه التحركات السياسية، لا سيما تلك المرتبطة بالحرب في أوكرانيا.
وإذا نجحت القمة المرتقبة في فتح مسار دبلوماسي جدي، فإن أسعار الخام قد تواجه موجة تصحيح هابطة جديدة، بخاصة في ظل تزايد المعروض الأميركي وتباطؤ الطلب الآسيوي خلال الشتاء.