Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

معضلة ليفربول ومانشستر يونايتد وتأثيرها في مستقبل سلوت وأموريم

يسعى المدربان لإيجاد التوازن في "أنفيلد" بعد الاضطرابات التي شهدها مطلع الموسم، إذ يطمح حامل اللقب إلى كسر سلسلة من 3 هزائم متتالية وهي الأطول في المسيرة التدريبية للهولندي حتى الآن

آرني سلوت المدير الفني لفريق ليفربول ونظيره في مانشستر يونايتد روبن أموريم خلال مباراة سابقة بين الناديين (رويترز)

ملخص

قبل المواجهة المنتظرة بين ليفربول ومانشستر يونايتد في الدوري الإنجليزي تبدأ المقارنة بين المدربين آرني سلوت وروبن أموريم، على رغم تباين مساراتهما في هذه التجارب الجديدة.

إنها مواجهة بين ليفربول ومانشستر يونايتد، ومدرب يعيش فترة تاريخية من حيث السوء. وليس الحديث هنا عن روبن أموريم الذي عادل أطول سلسلة انتصارات له في الدوري الإنجليزي كمدرب ليونايتد (على رغم أنها تتكون من فوز واحد فقط). بل الحديث عن آرني سلوت الذي تكبد ثلاث هزائم متتالية للمرة الأولى، ليس فقط منذ وصوله إلى ميرسيسايد، بل في مسيرته التدريبية بأكملها.

تشابه السيرة قبل حقبة البريميرليغ

لقد كانا نقيضين ونظيرين في آن واحد، الرجلان المسؤولان عن أكبر ناديين في إنجلترا، واللذان عينا بفارق بضعة أشهر فحسب، خلال وقت كان من المحتمل أن يحصل أموريم على الوظيفة التي يشغلها سلوت حالياً، إذ كانت سجلاتهما في بلديهما متقاربة للغاية.

تولى كل منهما تدريب ناد عانى الجفاف في تحقيق البطولات خلال العقدين الماضيين، وكان ينظر إليه كقوة ثالثة في بلده، وقادا فريقيهما لتحقيق اللقب، إضافة إلى ترك بصمة واضحة في المنافسات القارية، وجعلهما ذلك نجمين صاعدين، فلفتا أنظار أندية الدوري الإنجليزي الممتاز.

فوارق الدعم والجاهزية

لكن هنا، ربما تنتهي أوجه التشابه وتبدأ المسارات في التباعد. سلوت فاز بالدوري الإنجليزي، وهي المرة الثانية فقط خلال 35 عاماً التي يتصدر فيها ليفربول الترتيب في نهاية الموسم. أما أموريم، فقد أنهى الموسم في المركز الـ15، وهو أسوأ مركز لمانشستر يونايتد منذ نصف قرن.

وعلى رغم الخسارات الأخيرة أمام كريستال بالاس وتشيلسي، لا يزال معدل نقاط سلوت في الدوري يصل إلى 2.20 نقطة في المباراة، أي أكثر من ضعف معدل أموريم البالغ 1.09. كما أن المدرب الهولندي حصد نقاطاً في أول 16 مباراة له في الدوري الإنجليزي أكثر مما جمعه المدرب البرتغالي طوال فترة توليه المهمة.

لكن بطبيعة الحال كان ميراث سلوت أكثر مدعاة للحسد بكثير. ويعود ذلك إلى عامل التوقيت – إذ تولى المهمة في الصيف، بعدما أعلن عن قدومه قبلها بشهرين، بينما ألقي بأموريم في خضم الموسم – وأيضاً إلى نوعية التشكيلة وثقافة النادي. فقد دأب سلوت على الإشادة بيورغن كلوب، أما أموريم فلا يكثر من شكر سلفه إريك تن هاغ، وليس لديه كثير ليشكره عليه.

تطوير سلوت في مواجهة ثورية أموريم

أنصار أموريم – وهم فئة آخذة في التناقص مع تزايد الأدلة التي تشير إلى أنه ليس مدرباً استثنائياً كما كان يعتقد – قد يتساءلون عما كان بمقدوره فعله لو تولى المسؤولية في "أنفيلد".

ومع ذلك، وعلى رغم تصويره كمرشح أول بعد المفاجأة التي فجرها كلوب بإعلانه الرحيل، فإن ليفربول أصر طوال الوقت على أنه لم يكن كذلك، وأنه لم يكن هناك أي مرشح أول حتى استقروا على سلوت.

وما يمكن قوله هو أن أموريم حتى عند استبعاد تشابي ألونسو – الذي أوضح سريعاً أنه يفضل البقاء في باير ليفركوزن – لم يكن حتى الخيار الثاني لليفربول، فبعد سلوت كانوا معجبين أيضاً بمدرب أتليتك بيلباو إرنستو فالفيردي. وقد تردد ليفربول جزئياً بسبب إصرار أموريم على اللعب بثلاثي دفاعي. أما مانشستر يونايتد، فلم ير في ذلك عائقاً، وربما كان يجدر به أن يراه. فقد أثبت سلوت أنه الخليفة السلس، بينما بدا أموريم كالقادم الجديد الذي فرض التغيير، لكنه جلب النوع الخاطئ منه. أحدهما كان تطورياً، والآخر ثورياً، لكن مع نهاية الموسم الماضي كانت النتيجة المبتكرة أن يونايتد أنهى الموسم بنصف عدد نقاط ليفربول.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

عدل سلوت خطة كلوب من (4 - 3 - 3) إلى (4 - 2 - 3 - 1)، وأعاد تصور أدوار بعض اللاعبين - فاستخدم لويس دياز كمهاجم في بعض الأحيان، وكودي غاكبو حصرياً على الجهة اليسرى، ورايان غرافنبيرخ كلاعب ارتكاز دفاعي - لكنه من جهة أخرى أجرى تعديلات محدودة جداً على تشكيلته، لدرجة أن أياً من صفقاته الجديدة لم يكن بدأ مباراة في الدوري عندما توج ليفربول باللقب.

أما أموريم، فقد استخدم اللاعبين في مراكز مختلفة هو الآخر، جزئياً لمحاولة توفيقهم ضمن خطته المفضلة (3 - 4 - 3)، لكن من دون تبرير واضح لخياراته. وإن كان عدد من لاعبي التشكيلة الحالية تطوروا تحت قيادة سلوت، فإن عدداً كبيراً منهم تراجع مستواهم تحت إدارة أموريم.

تأثير صفقات الصيف

وأتاح الصيف فرصة أخرى للمقارنة. فمع بدء الإنفاق، ذهب الجزء الأكبر منه نحو الهجوم. إذ أنفق أموريم 200 مليون جنيه استرليني (268.82 مليون دولار) على ثلاثة مهاجمين، وأنفق سلوت المبلغ ذاته على اثنين، إلى جانب 100 مليون (134.41 مليون دولار) أخرى على لاعب المركز "10" فلوريان فيرتز.

ومن بين هذه الصفقات الستة المكلفة، لا يمكن اعتبار سوى هوغو إيكيتيكي وبراين مبيومو ناجحين حتى الآن. أما ماتيوس كونيا وألكسندر إيساك وفلوريان فيرتز، فسيذهبون إلى "أنفيلد" وهم لا يزالون يبحثون عن هدفهم الأول في الدوري بألوان أنديتهم الجديدة.

سجل ليفربول أهدافاً متأخرة أكثر هذا الموسم، وكان له النصيب الأكبر من الانتصارات خلال اللحظات الأخيرة، لكن أموريم قد يجادل بأن مانشستر يونايتد أظهر تحسناً هجومياً أكبر. فمعدل الأهداف المتوقعة (xG) لديهم أعلى من ليفربول، كما أنهم سددوا أكثر في الدوري الإنجليزي. ومع ذلك، خرجوا من كأس الرابطة على يد غريمسبي، وقد يجدون أنفسهم متأخرين عن ليفربول بفارق ثماني نقاط مساء الأحد المقبل.

حرب تكتيكية بين سلوت وأموريم

من الناحية التكتيكية، يسلك الغريمان التقليديان مسارين مختلفين، لكنهما يواجهان معضلة واحدة هي البحث عن التوازن المناسب بين الهجوم والدفاع. فقد أهدر ليفربول التوازن هذا الموسم، على رغم إنفاقه 450 مليون جنيه استرليني (604.85 مليون دولار). أما يونايتد، فلم يتمتع به كثيراً تحت قيادة أموريم، وهو ما قد يعزى – بحسب بعض، وإن لم يكن بحسبه – إلى اعتماده على خطة (3 - 4 - 3)، وتوظيف برونو فيرنانديز في وسط الملعب، واستخدامه المتكرر لأظهرة هم في الأصل قلوب دفاع.

ومن غرائب أموريم أنه نادراً ما يمر عليه لقاء من دون أن يستبدل أحد قلوب الدفاع. أما سلوت، فمن سماته الغريبة أنه حين يسعى إلى تحقيق هدف الفوز، يخرج أحد المدافعين، ويعيد غرافنبيرخ إلى الخلف، ليلعب بفان دايك وحده كقلب دفاع متخصص.

قد يكون من أسباب مشكلات ليفربول الدفاعية هذا الموسم أن سلوت تعاقد مع ظهيري جنب ربما يناسبهما اللعب كجناحين في خط دفاع ثلاثي أكثر مما يناسبهما دور الظهير التقليدي. ولعلهما كانا سيخدمان أسلوب أموريم بصورة أفضل. لكن، وبالنظر إلى أن ستة عقود مضت منذ انتقال فيل تشيسنال مباشرة من أحد الناديين إلى الآخر، فإن تبادل جيريمي فريمبونغ مقابل ديوغو دالوت ليس خياراً مطروحاً ببساطة.

الاختبار الأكبر للطرفين

لكن مباراة الأحد المقبل تشكل اختباراً لكل منهما. أول فوز بارز لسلوت كمدرب لليفربول كان ضد مانشستر يونايتد، لكن كان ذلك أمام فريق تن هاغ، الذي فك شيفرته بسهولة واضحة. أما أموريم، فقد خسر أمام عدد من المدربين خلال فترته العصيبة مع يونايتد، لكن ليس أمام سلوت، فقد خرج فريقه بتعادل (2 - 2) من ملعب "أنفيلد" خلال يناير (كانون الثاني) الماضي، ولولا إهدار هاري ماغواير فرصة متأخرة، لكانوا خرجوا فائزين.

نتيجة مماثلة الآن قد توحي بأن يونايتد يتمتع هذا الموسم بصلابة أكبر، وستطيل من فترة تراجع ليفربول. وبما أن هذا الموسم قد يكون هو الذي يتجاوز فيه ليفربول مانشستر يونايتد ويصبح أول ناد يتوج بلقب الدوري الإنجليزي 21 مرة، فإن أموريم قد يكون له في الأقل تأثير في سباق اللقب.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة