Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وقف إطلاق النار يتيح متنفسا لإسرائيل لإنهاء عزلتها الدولية

أعلنت دول غربية عدة اعترافها بدولة فلسطينية على رغم المعارضة الشديدة من حكومة نتنياهو

فلسطينيون يسيرون بين أنقاض المباني المدمرة وسط وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس"، في مدينة غزة، 16 أكتوبر 2025 (رويترز)

ملخص

قال مرصد عالمي لمراقبة الجوع، في أغسطس، إن مدينة غزة والمناطق المحيطة بها تعاني المجاعة، ورفضت إسرائيل هذه النتيجة. وذكرت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة، الشهر الماضي، أن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية في غزة، وهي تهمة رفضتها الحكومة الإسرائيلية مراراً قائلة إنها تحارب "حماس" وليس الشعب الفلسطيني.

أنعش وقف إطلاق النار في غزة آمال كثر في إسرائيل أن تبدأ دولتهم في ترميم صورتها على الساحة الدولية بعد أشهر من العزلة المتفاقمة جراء تداعيات الصراع الذي استمر عامين، وتغير الرأي العام في الغرب بصورة كبيرة منذ اندلاع الحرب في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023 وأسفر، وفقاً للإحصاءات الإسرائيلية عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 آخرين، وتصاعدت موجات الغضب بسبب الكلفة الإنسانية للحملة الإسرائيلية في وقت أعلنت دول غربية عدة اعترافها بدولة فلسطينية في الأشهر القليلة الماضية على رغم المعارضة الشديدة من حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأيضاً من واشنطن.

وأظهرت استطلاعات للرأي في الخارج انحسار الدعم للحملة العسكرية الإسرائيلية، حتى في الولايات المتحدة أوثق حلفاء إسرائيل، ووفقاً لمسؤولي الصحة في قطاع غزة أسفرت الحرب عن مقتل أكثر من 67 ألف فلسطيني.

تحسين صورة إسرائيل

وتحدثت "رويترز" إلى 13 متخصصاً ومسؤولاً إسرائيلياً حاليين وسابقين أقروا بأن الخسائر الإنسانية للصراع ألحقت ضرراً كبيراً بسمعة إسرائيل، وعبر عدد منهم عن الأمل أن يسهم الإفراج هذا الأسبوع عن الرهائن الإسرائيليين ومعتقلين فلسطينيين في إطار المرحلة الأولى من اتفاق غزة في تحسين صورة إسرائيل، وقال أحد المسؤولين الإسرائيليين، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، هذا الأسبوع، "قد يساعد ذلك إسرائيل على استعادة بعض التعاطف والشرعية التي فقدتها خلال الحرب"، وعلق المتحدث السابق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام الدولي بيتر ليرنر بالقول إن ذلك سيتطلب إجراءات سياسية من جانب حكومة نتنياهو، وليس مجرد تصريحات، ودعا إلى "التزام واضح وموثوق بالسلام وحماية أرواح الأبرياء واحترام القانون الدولي والاستثمار الجاد في الشراكات الإقليمية والإنسانية".

ناقوس الخطر

وخلصت دراسة نشرها مركز "بيو" للأبحاث، ومقره واشنطن، في الثالث من أكتوبر أن 39 في المئة من الأميركيين قالوا إن إسرائيل تجاوزت الحد في عمليتها العسكرية ضد "حماس"، مقارنة بنحو 31 في المئة قبل عام و27 في المئة في أواخر عام 2023.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قد دق ناقوس الخطر منذ أشهر، في اجتماعات مغلقة مع نتنياهو ووزراء آخرين حول التداعيات الدبلوماسية للحرب، وفقاً لمسؤولين اثنين حضرا الاجتماعات ومسؤول آخر مطلع على الأمر، ولم ترد وزارة الخارجية على طلبات التعليق.

وفاجأ نتنياهو كثراً من الإسرائيليين الشهر الماضي، عندما قال إن إسرائيل ستحتاج إلى أن تصبح أكثر اعتماداً على نفسها في الأعوام القادمة بسبب ردود الفعل الدولية المنددة بالحرب، وسبق أن توعد رئيس الوزراء، الذي أكد مراراً رفضه إقامة دولة فلسطينية، بمواصلة الحرب حتى تدمير "حماس" بصورة كاملة.

وقال دبلوماسي من أوروبا الغربية إن "تحسين السمعة يحتاج إلى وقت طويل من إعادة بناء الثقة"، مضيفاً أن وقف إطلاق النار كان "خطوة أولى جيدة، لكن سيتعين اتخاذ خطوات كثيرة أخرى".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

خوف من العزلة

وكشف استطلاع رأي أجراه معهد دراسات الأمن القومي، وهو مركز أبحاث في تل أبيب، في أغسطس (آب) الماضي، أن أكثر من 66 في المئة من الإسرائيليين يخشون من تعرض إسرائيل لعزلة دولية مقارنة مع 55 في المئة في يوليو (تموز) 2024.

وقال مرصد عالمي لمراقبة الجوع في أغسطس الماضي إن مدينة غزة والمناطق المحيطة بها تعاني المجاعة، ورفضت إسرائيل هذه النتيجة، وذكرت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة، الشهر الماضي، أن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية في غزة، وهي تهمة رفضتها الحكومة الإسرائيلية مراراً قائلة إنها تحارب "حماس" وليس الشعب الفلسطيني.

عزلة إسرائيل

وقال بعض المطلعين على جهود التواصل والإعلام والدبلوماسية الإسرائيلية إن إخفاق حكومة نتنياهو في التعامل دبلوماسياً مع مخاوف الغرب في شأن العواقب الإنسانية للحرب في غزة فاقم من عزلة إسرائيل.

وتحدث بعض المسؤولين السابقين عن غياب التنسيق في شأن التواصل والافتقار إلى الموارد، وقالوا إن جهود التواصل في وقت الحرب ظلت موزعة بين إدارات مختلفة، وإن مديرية الدبلوماسية العامة الوطنية، المسؤولة عن تنسيق الرسائل الإعلامية والدبلوماسية العامة بين مختلف الجهات الحكومية، تفتقر إلى الموارد أيضاً، كما يناقض بعض الوزراء اليمينيين المتطرفين علناً تصريحات مسؤولين آخرين.

ودعت بنينا شارفيت باروخ، التي تدير برنامجاً بحثياً عن إسرائيل والقوى العالمية في معهد دراسات الأمن القومي، إسرائيل إلى البناء على خطة ترمب المكونة من 20 نقطة لتعزيز الشراكات الإقليمية والاستقرار في غزة وتجديد التواصل مع الدول العربية المعتدلة، وقالت "مثل هذا المسار لن يعزز أمن المنطقة فحسب، وإنما سيساعد إسرائيل على إعادة بناء مكانتها وصدقيتها الدولية".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير