Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نتنياهو يواصل السعي لتحقيق أهداف الحرب والجيش يعد خطة هجومية

جهود أميركية حثيثة وويتكوف يوضح للإسرائيليين خطة واشنطن لضمان إعادة جميع الجثث

نتنياهو يضع إكليلاً من الزهر خلال مشاركته في مراسم تذكارية رسمية للجنود الذين سقطوا في حرب غزة التي استمرت عامين في المقبرة العسكرية في جبل هرتزل في القدس في 16 أكتوبر 2025 (أ ف ب)

ملخص

تسود قناعة في إسرائيل بأن "حماس" لن تغادر غزة ولن تنزع سلاحها. ويرى العميد احتياط، القائد السابق لمنظومة الدفاع الجوي، تسفيكا حايموفتش، أن التحديات أمام إسرائيل كثيرة ومتزايدة، "مهما تحدثنا وصرحنا عن إنهاء الحرب في غزة، وعن القضاء على التهديد الإيراني، وعن ساحات وتهديدات أخرى، يجب أن نبقى واعين وعلى علم بأن الواقع يختلف قليلاً عن إحياء المراسم والاحتفالات والزيارات الرسمية".

لم يوفر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو منصة أو وسيلة إلا وصعد من خلالها تهديداته تجاه "حماس" وتوعد بملاحقتها حتى استكمال تحقيق أهداف الحرب وصولاً إلى "النصر" الذي يعد بتحقيقه منذ بداية الحرب.

وفي ذكرى مرور عامين على اندلاع حرب القطاع، أعلن نتنياهو أنه ماضٍ فيها لتحقيق كل الأهداف وصولاً إلى إعادة جميع جثث الأسرى.
وبحسبه الحرب لم تنته "نحن مصممون على استكمال النصر وتحقيق جميع أهداف الحرب وإعادة جميع مخطوفينا، أعداؤنا يسعون إلى إعادة التسلح لكن كل من يرفع يده ضدنا يعلم أنه سيدفع ثمناً باهظاً"، وراح نتنياهو يعدد إنجازات جيشه من غزة وصولاً إلى قمة جبل الشيخ وحتى إيران متفاخراً بجيشه "الذي يواصل الدفاع والهجوم من أجل أمن إسرائيل".

وعلى رغم التقارير التي تتحدث عن إخفاقات كثيرة وعدم القدرة على حسم المعركة خلال عامين فإن نتنياهو اعتبر أن جيشه كان مبدعاً في أساليب قتاله "التي أدهشت جيوش العالم".

وأثار حديث نتنياهو انتقادات من جهات إسرائيلية عدة حذرت من أن يعود رئيس الحكومة إلى القتال في غزة بإثارته وضعاً أمنياً خطراً، في ذروة الجهود الداخلية المبذولة لوقف محاكمته من جهة، والضغوط الأميركية واليمين الإسرائيلي للعفو عنه.

تأتي تهديدات نتنياهو في وقت أبلغ مسؤولون أميركيون تل أبيب بوجود خطة متكاملة لإخراج خطة ترمب إلى حيز التنفيذ وضمان وقف الحرب وتشكيل حكومة بديلة عن "حماس"، تضمن واقعاً جديداً لغزة، لكن احتمال خروج هذه التهديدات إلى حيز التنفيذ يثير قلقاً بالغاً، خصوصاً بعدما أعلن وزير الدفاع يسرائيل كاتس، أنه طلب من رئيس الأركان إيال زامير، إعداد خطة شاملة لسحق "حماس" تحسباً لاستئناف القتال في حال رفضت الحركة تنفيذ خطة وقف الحرب.

وهدد كاتس باستئناف القتال "إذا رفضت ’حماس‘ التزام الاتفاق، فستستأنف إسرائيل، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، القتال وستعمل على إلحاق الهزيمة الكاملة بالحركة، وتغيير الواقع في غزة، وتحقيق كل أهداف الحرب". وأتت تهديدات كاتس في وقت تكثف واشنطن جهودها للحفاظ على التهدئة واستمرار تنفيذ الاتفاق. وسعى المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى التواصل مع تل أبيب وأيضاً العائلات الإسرائيلية التي تنتظر جثث أقاربها، وأبلغها خطة الولايات المتحدة لضمان إعادة جميع الجثث، وأبلغ مسؤول أميركي آخر تل أبيب ببدء وضع اللمسات الأخيرة لدخول القوة الدولية إلى غزة، التي ستشارك فيها إندونيسيا والإمارات ومصر وقطر وأذربيجان.

وفيما تم الإعلان عن مكافآت للغزيين الذين يساعدون في الوصول إلى مكان جثث الأسرى الإسرائيليين، أعلنت "حماس" أنها لم تنجح في العثور على ما تبقى من جثث إسرائيليين، فيما أكدت تل أبيب أن 22 أميركياً في غزة يعملون على التقدم في تنفيذ خطة وقف الحرب. وبحسب مسؤول أميركي فإن العمل في القطاع معقد وديناميكي، حيث هناك 40 مساراً للعمل تتطلب تنسيقاً وعملاً دقيقاً وسريعاً خشية انهيار الاتفاق.


ضبط النفس ووضع جدول زمني

تهديدات نتنياهو وكاتس المتواصلة جعلت خطر عودة الحرب في مركز الأبحاث الإسرائيلية، وتعالت أصوات أمنيين وعسكريين داعين إلى عدم التصعيد في غزة والحفاظ على علاقة ثقة متينة مع واشنطن.
وحذر الوزير السابق لسلاح البحرية، أليعازر مروم، من تداعيات تهديدات الإسرائيليين وانهيار الاتفاق الذي اعتبر أنه يشكل مشكلة لإسرائيل لما يتضمنه في بعض بنوده، إلا أنه رأى أن الأمر الأهم اليوم هو التعامل بحذر تجاه "حماس" ومعالجة مختلف القضايا في منتهى الحذر واليقظة.
وبرأيه يمكن التوافق مع الولايات المتحدة على سلسلة خطوات على شاكلة عقوبات على "حماس" إذا لم تعد جميع جثث الأسرى.

وأشار مروم إلى أن الأميركيين توجهوا إلى المسؤولين في إسرائيل وطلبوا منهم التعاون في مختلف القضايا في غزة بما في ذلك تقديم معلومات استخباراتية، ونصح مروم متخذي القرار بالتنسيق الدائم مع واشنطن وصياغة بنود للجوانب التي تطالب بها إسرائيل في غزة على أن يتم التنفيذ وفق جدول زمني متفق عليه، "من دون ذلك لن يتم ضبط الأمور، وبتحديد جدول زمني لن يتاح إمكان التلاعب بتنفيذ خطة ترمب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

نيات "حماس" تضاعف التحديات

في المقابل تسود قناعة في إسرائيل بأن "حماس" لن تغادر غزة ولن تنزع سلاحها، ويرى العميد احتياط، القائد السابق لمنظومة الدفاع الجوي، تسفيكا حايموفتش، أن التحديات أمام إسرائيل كثيرة ومتزايدة، "مهما تحدثنا وصرحنا عن إنهاء الحرب في غزة، وعن القضاء على التهديد الإيراني، وعن ساحات وتهديدات أخرى، يجب أن نبقى واعين وعلى علم بأن الواقع يختلف قليلاً عن إحياء المراسم والاحتفالات والزيارات الرسمية".

وحايموفتش كغيره من الأمنيين والعسكريين يرى أنه "منذ إعلان وقف إطلاق النار وحتى عودة الأسرى الـ20 أحياء وبدء عودة الجثث، نرى أن ’حماس‘، المنظمة الإرهابية والحركة الحاكمة في غزة، لا تنوي فقدان سلطتها ونصيبها في إدارة قطاع غزة"، وأضاف أن "تطبيق المرحلة الثانية والمبادئ الأخرى لخطة ترمب، بما في ذلك إنشاء ونشر قوة متعددة الجنسيات في غزة، ونزع سلاح ’حماس‘ وقدراتها مثل الأنفاق، سيستغرق وقتاً طويلاً وعندها ستكون ’حماس‘ قد استعادت قوتها وسيطرتها على قطاع غزة".

ويطرح حايموفتش أسئلة عدة، لا تزال الأجوبة عنها غير متوافرة بعد، بينها:

-ما الأدوات التي تمتلكها إسرائيل لمنع انتهاك الاتفاق؟

- هل لديها القدرة على استئناف القتال ومهاجمة "حماس" أينما يكتشف انتهاك؟

- هل ستمضي إسرائيل قدماً في تضييع الوقت لنشر القوة المتعددة الجنسيات في قطاع غزة؟

- هل ستتمتع إسرائيل حينها بحرية العمل والهجوم في قطاع غزة؟
ويقول حايموفتش "يجادل البعض بأن الوضع مشابه للبنان، حيث لا تزال قوة ’يونيفيل‘ متمركزة، وتشن إسرائيل هجماتها من دون أي تدخل، لكن الواقع مختلف بعض الشيء، لأن معظم هجمات إسرائيل لا تتم على طول الحدود حيث يتمركز جنود ’يونيفيل‘، والاحتكاك أقل بكثير، علاوة على ذلك فإن جنوب لبنان لا يوجد فيه حالياً أي سكان مدنيين تقريباً، بينما الاحتكاك وحجم قطاع غزة لن يسمحا بمثل هذا التمايز".

ناصر القدوة حاكم غزة

وضمن الجهود المبذولة لتحويل خطة ترمب لوقف الحرب واقعاً على الأرض، يجري البحث في التحضير لمن سيتولى إدارة غزة، وبينما تصر إسرائيل على عدم مشاركة السلطة الفلسطينية إلا أن المقترحات المطروحة تضمن مكانة مركزية للسلطة الفلسطينية.

وفي ظل النقاش حول دور السلطة، كشف عن خطوات لتعيين ناصر القدوة، ابن شقيقة الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، حاكماً لغزة وقد عاد لتوه من فرنسا لهذا الهدف.

ونقل عن لسان القدوة أنه سيعمل لضمان إحداث تغيير كبير بما في ذلك "مكافحة الفساد وإعادة ثقة الشعب"، وتبين من تصريحاته أنه يخطط لاتخاذ خطوات تتحول فيها "حماس" إلى حزب، بينما تدير السلطة القطاع.

يذكر أن ناصر القدوة عاش في المنفى في باريس بعد خلافات بينه وبين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي طرده من حركة "فتح" وقبل أسبوع منحه عفواً مما أتاح له العودة إلى الأراضي الفلسطينية.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات