ملخص
وخلال التوقيت ذاته من تعاملات اليوم، تداول خام "برنت" فوق مستوى 62 دولاراً للبرميل بعدما هبط بنسبة 2.2 في المئة خلال الجلستين السابقتين،
ارتفعت أسعار النفط من أدنى مستوياتها في خمسة أشهر خلال تعاملات اليوم الخميس بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن توقف الهند عن شراء خام روسيا، وتحذير سعودي من نقص عالمي، وتحذير رئيس شركة "أرامكو" أمين الناصر من نقص عالمي بالبترول إذا لم تضخ الاستثمارات.
وخلال التوقيت ذاته من تعاملات اليوم، تداول خام "برنت" فوق مستوى 62 دولاراً للبرميل بعدما هبط بنسبة 2.2 في المئة خلال الجلستين السابقتين، في حين استقر خام "غرب تكساس" الوسيط قرب 59 دولاراً للبرميل.
وأتي صعود النفط اليوم بعدما قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تعهد بوقف مشتريات بلاده من نفط روسيا.
النفط الروسي
ولم يقدم ترمب جدولاً زمنياً محدداً لتوقف الهند عن شراء النفط الروسي، ولم يصدر أي تأكيد رسمي من نيودلهي حتى الآن.
وتعد الهند، إلى جانب جارتها الصين، من أكثر الدول استفادة من الخصومات الكبيرة على النفط الروسي المتاح ضمن آلية سقف الأسعار التي وضعتها مجموعة السبع، بهدف إبقاء الإمدادات مستمرة مع تقييد وصول موسكو إلى الأموال الممولة لحربها في أوكرانيا.
لكن مسؤولين أميركيين كباراً اتهموا شركات هندية بتحقيق أرباح مفرطة من تلك المشتريات، وهو ما شكل نقطة خلاف رئيسة في المحادثات التجارية التي تسعى نيودلهي إلى تسريعها مع واشنطن. وصرح وزير التجارة الهندي أمس الأربعاء، بأن بلاده قادرة على شراء نفط إضافي بقيمة 15 مليار دولار من الولايات المتحدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في موازاة ذلك، فرضت المملكة المتحدة عقوبات على أكبر منتجي النفط في روسيا، وعلى شركتين صينيتين للطاقة، إضافة إلى شركة التكرير الهندية "نايارا إنرجي"، بسبب تعاملها مع الوقود الروسي.
وتأتي هذه الخطوة في إطار تشديد الغرب الخناق على قطاع الطاقة الروسي بهدف الحد من تدفق عائدات النفط إلى الكرملين، وتقويض قدرة الرئيس فلاديمير بوتين على تمويل الحرب في أوكرانيا.
رئيس "أرامكو" يحذر
على ذات الصعيد، حذر الرئيس التنفيذي لشركة "أرامكو السعودية"، أمين الناصر من نقص وشيك في إمدادات النفط العالمية، محملاً مسؤولية ذلك لعقد كامل "أدارت فيه صناعة الطاقة ظهرها" للاستثمار في التنقيب عن حقول جديدة.
ودعا الناصر ضمن تصريحات لصحيفة "فايننشال تايمز" إلى العودة الفورية لضخ الاستثمارات في مشروعات الاستكشاف والإنتاج مع استمرار نمو الطلب العالمي على النفط، واصفاً مستوى الاستثمار الحالي بأنه "منخفض للغاية". وأوضح أن الإحجام عن التنقيب على مدى عقد كامل "سيكون له تأثير"، محذراً بوضوح "إذا لم يحدث ذلك، فستكون هناك أزمة في الإمدادات".
وحذر الناصر أيضاً من أن طفرة النفط الصخري الأميركي، التي أغرقت العالم بالنفط على مدى عقد ونصف العقد، من غير المرجح أن تتكرر.
وقال "بين 80 و90 في المئة من النمو جاء من النفط الصخري"، لكنه أضاف "إذا نظرنا إلى الأعوام الـ15 المقبلة، فمن المرجح أن يصل إنتاج النفط الصخري إلى مرحلة الثبات ثم التراجع. من أين ستأتي بالبراميل الإضافية لتلبية الطلب؟"
التوترات التجارية
كانت أسعار الخام تراجعت هذا الشهر مع تزايد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما أثار مخاوف في شأن الطلب في أكبر مستهلكين للنفط في العالم، ومع إعلان شركات تجارة عالمية أن الفائض المتوقع منذ فترة طويلة بدأ فعلاً بالظهور.
وقال ترمب إنه يعد أن الولايات المتحدة تخوض حرباً تجارية مع الصين، حتى مع سعي وزير الخزانة سكوت بيسنت إلى تمديد فترة التريث في فرض الرسوم الجمركية المرتفعة على السلع الصينية، من أجل تسوية الخلاف المتعلق بالمعادن الحيوية.
في الأثناء، أظهر تقرير صناعي أن مخزونات النفط الأميركية ارتفعت بمقدار 7.4 مليون برميل الأسبوع الماضي، في ما قد يكون أكبر زيادة منذ يوليو (تموز) الماضي إذا أكدتها البيانات الرسمية المنتظر صدورها خلال وقت لاحق اليوم.
النفط الصخري و"أوبك"
على صعيد متصل فانه من المتوقع انخفاض الإمدادات أو أن تستقر أو تنخفض إمدادات النفط من خارج "أوبك"، ولا سيما النفط الصخري الأميركي، إذا ظلت الأسعار عند أو أقل من نطاق ما بين 60–65 دولاراً للبرميل، مما سيمكن "أوبك" من استعادة السيطرة على السوق بحلول منتصف العام المقبل. كما أن التحدي الاستراتيجي يكمن في توفير ما يكفي من النفط التقليدي لتلبية الطلب المستقبلي مع بلوغ الإمدادات غير التقليدية ذروتها.
تخمة المعروض قصيرة الأجل
إلى ذلك فان وجود تخمة معروض وشيكة في المدى القصير مدفوعة بارتفاع الإمدادات من الشرق الأوسط والأميركتين، والتي تتجاوز حالياً نمو الطلب، وقد حذرت وكالة الطاقة الدولية "IEA" من أن هذا الفائض قد يصل إلى مستويات قياسية.
التفاؤل طويل الأجل
إن متانة سوق النفط على المديين المتوسط والطويل بسبب الطلب المتنامي ويتوقع بأن تؤدي الأسعار المنخفضة الحالية في النهاية إلى إعادة توازن العرض والطلب.