Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صحافي فلسطيني يعود لزوجته وطفليه بعد إبلاغه بمقتلهم أثناء سجنه

2673 من سكان غزة محتجزون حالياً بموجب قانون "المقاتلين غير الشرعيين" الإسرائيلي

أبو سيدو مع زوجته وطفليه بعد تحريره من سجن إسرائيلي، في منزلهم في خان يونس، في 14 أكتوبر الحالي (رويترز)

ملخص

قال المصور الصحافي الفلسطيني شادي أبو سيدو إنه تعرض للضرب المبرح وتقييد يديه وعصب عينيه أثناء احتجازه، وقالت زوجته هناء بهلول إن أبو سيدو احتجز في البداية في معسكر الاعتقال العسكري الإسرائيلي "سدي تيمان"، ثم نقل إلى معسكر "عوفر" العسكري الواقع في الضفة الغربية، ومنه إلى سجن "كتسيعوت" في إسرائيل، وأوضحت أن زوجها اعتقل فقط لأنه "صحافي في مؤسسة فلسطينية".

تداعى العالم حول شادي أبو سيدو، عندما أبلغه الحراس في السجن الإسرائيلي بمقتل زوجته وطفليه، قال المصور الفلسطيني من قطاع غزة "أصابتني هستيريا".
ولم يكتشف أبو سيدو أن رفيقة حياته وفلذتي كبده على قيد الحياة، إلا بعد إطلاق سراحه يوم الإثنين الماضي بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة "حماس" وإسرائيل، بوساطة أميركية، بعد حرب استمرت سنتين.
ركضت زوجته هناء بهلول في ممر منزل العائلة بخان يونس وارتمت بين ذراعيه، ودار بها في الهواء وهما متشبثان ببعضهما بعضاً. وظل أبو سيدو يطبع القبلات على وجنتي طفليه، وهو يتمتم "حبيبي" ويحتضن ابنته وابنه، اللذين ظن أنه لن يراهما مرة أخرى.
قال أبو سيدو "سمعت صوتها فقط، سمعت صوت أولادي، فصعقت، أمر لا يوصف، هم أحياء. رأيت زوجتي وأولادي وهم أحياء، تخيل وسط الموت، أحياء". وأضاف أنه اعتقل في مستشفى الشفاء بشمال قطاع غزة في الـ18 من مارس (آذار) 2024.
وكان أبو سيدو، وهو مصور صحافي، بين 1700 فلسطيني احتجزتهم القوات الإسرائيلية خلال الحرب المدمرة في غزة.
وأفرج عنه يوم الإثنين الماضي إلى جانب 250 سجيناً مداناً أو مشتبهاً به في هجمات مميتة، في مقابل 20 رهينة إسرائيلياً كانت تحتجزهم "حماس" منذ هجومها عبر الحدود في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

قانون "المقاتلين غير الشرعيين"

وقالت الزوجة هناء بهلول إن محامي "مؤسسة الضمير"، وهي منظمة حقوقية فلسطينية، أخبرها بأن زوجها محتجز بموجب قانون "المقاتلين غير الشرعيين" الإسرائيلي، وهو شكل من أشكال الاعتقال الإداري.
وقال عمير شاتز، وهو باحث إسرائيلي في القانون الدولي في معهد الدراسات السياسية في باريس، إن القانون يسمح لإسرائيل بتقييد الوصول إلى المحامين، وسجن الأشخاص من دون اتهام أو محاكمة، واحتجاز كثير من الفلسطينيين في غزة تعسفياً.
وتقول مؤسسة الضمير إن 2673 من سكان غزة محتجزون حالياً، بموجب هذا القانون.
وفي مارس 2024، قال الجيش الإسرائيلي إنه دهم مستشفى الشفاء، متهماً "حماس" بتنفيذ عمليات منه.
ونفت الحركة الاتهامات الإسرائيلية بوجود مواقع قيادة لها، تحت مستشفى الشفاء ومستشفيات أخرى في غزة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"مقبرة الأحياء"

من جهته قال أبو سيدو إنه تعرض للضرب المبرح وتقييد يديه وعصب عينيه أثناء احتجازه، وبدا معصماه وبهما علامات خلال لقائه مع وكالة "رويترز"، إذ قال إن السبب في تلك الآثار هو الأصفاد والقيود.
وقالت هناء إن أبو سيدو احتجز في البداية في معسكر الاعتقال العسكري الإسرائيلي "سدي تيمان"، ثم نقل إلى معسكر "عوفر" العسكري الواقع في الضفة الغربية، ومنه إلى سجن "كتسيعوت" في إسرائيل.
وأوضحت أن زوجها اعتقل فقط، لأنه "صحافي في مؤسسة فلسطينية".
وقال متحدث باسم مصلحة السجون الإسرائيلية إن جميع السجناء احتجزوا وفقاً للإجراءات القانونية، وتم الحفاظ على حقوقهم. وأضاف المتحدث "لسنا على علم بالاتهامات الموصوفة، وعلى حد علمنا، لم تقع مثل هذه الحوادث تحت مسؤولية مصلحة السجون الإسرائيلية".
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي لـ"رويترز" في سبتمبر (أيلول) الماضي، إنه من بين نحو 100 تحقيق جنائي في ما يخص حرب غزة، كان معظمها يتعلق بمزاعم إساءة معاملة أو وفاة محتجزين في الحجز العسكري، أدت قضيتان إلى توجيه لوائح اتهام، وحكم على جندي واحد بالسجن 17 شهراً.
وتحدثت وكالة "رويترز" في وقت سابق مع سجناء فلسطينيين مفرج عنهم قالوا إنهم عانوا من انتهاكات في المعتقلات الإسرائيلية.
وتحدث كثير من الرهائن الإسرائيليين، الذين أفرجت عنهم "حماس"، عن تعرضهم للتعذيب والاعتداء الجنسي والإيذاء النفسي والحرمان من الطعام والرعاية الطبية.
وقالت أماني سراحنة، من "نادي الأسير الفلسطيني"، إن أوضاع السجناء الفلسطينيين تدهورت بصورة كبيرة بعد هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر 2023، مع ورود تقارير عن اعتداءات جنسية وضرب وحرمان من الدواء ونقص في الطعام، وقالت إن الظروف كانت أسوأ من ذلك بالنسبة إلى فلسطينيي غزة المحتجزين عسكرياً.
وقال أبو سيدو إن السجن كان "مقبرة الأحياء، طبعاً نزعوا مني الروح عن الجسد، ولكن لما رجعت إلى أرض غزة، سرعان ما عادت الروح للجسد. إلا أنني لما رأيت الدمار الكبير، كيف أبدأ من جديد؟ هذه قصة وحكاية".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات