ملخص
توقع استطلاع حديث للرأي أجرته صحيفة "ديلي ميل" أن يحصل حزب "ريفورم" اليميني على أكثرية نيابية لم يعرفها البرلمان البريطاني في تاريخه الحديث، أما أسباب تحول الدعم إلى نايجل فاراج وحزبه فكان أولها الوضع الاقتصادي السيئ في البلاد ثم أزمة الهجرة التي فشلت الحكومة في معالجتها حتى الآن.
استيقظ البريطانيون اليوم الأربعاء على حقيقة فجة مفادها بأن الشعبوية استشرت في البلاد، إذ توقع استطلاع حديث للرأي أن يفوز حزب "ريفورم" بقيادة السياسي اليميني المتشدد نايجل فاراج بأكثرية نيابية لم يعرفها البرلمان البريطاني في تاريخه الحديث، منذ قبضت الأحزاب على السلطة وباتت تدير بنفسها الدستورية الملكية.
الاستطلاع أجرته صحيفة "ديلي ميل" بين الـ10 والـ18 من سبتمبر (أيلول) الماضي، وشمل نحو 7500 ناخب في المملكة المتحدة، جمعت إجابتهم حول الحزب الذي سيصوتون له إذا ما أجريت الانتخابات العامة يوم غد، أما النتائج فأثارت دهشة الشارع وأشعلت القلق داخل الأحزاب البرلمانية بخاصة الكبيرة منها.
ووفق الأرقام يمكن أن يحصل فاراج وحزبه على 445 مقعداً من أصل 650 يشكلون مجلس العموم، وهذه النتيجة لم يعرفها البرلمان البريطاني في تاريخه الحديث، أما المرتبة الثانية وفق نتائج الاستبيان فستذهب إلى "العمال" الحاكم بواقع 73 نائباً مقابل 411 له في البرلمان حالياً، ثم حزب الليبراليين الديمقراطيين بـ 42 نائباً.
وحل الحزب القومي الاسكتلندي في المرتبة الرابعة ضمن استطلاع "ديلي ميل" بعدد 41 مقعداً، وبعده "حزبك" الذي يؤسسه النائب المستقل وزعيم "العمال" سابقاً جيريمي كوربين بـ13، ثم حل حزب المحافظين، أقدم الأحزاب البريطانية وثانيها في الحجم، فحصد سبعة نواب فقط بعدما كان الأكثر استحواذاً على السلطة خلال قرن كامل.
وبعد "المحافظين" يجمع "الخضر" ستة نواب و"شين فين" خمسة، أما الطامة الأخرى في الاستحقاق الافتراضي فهي أن غالبية أعضاء الحكومة سيفقدون مقاعدهم باستثناء رئيس الوزراء كير ستارمر وأربعة وزراء هم وزير العدل ديفيد لامي و"الإسكان" ستيف ريد و"النقل" هايدي ألكسندر و"التجارة" بيتر كايل و"البيئة" إيما رينولدز.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
خريطة النتائج تقول إن حزب "ريفورم" سيسيطر بصورة شبه مطلقة على الدوائر الانتخابية في إنجلترا تحديداً، أما قائمة الأسباب التي ستدفع الناس نحو التصويت له فهي تشمل خمسة دوافع رئيسة، أولها الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد وكلفة المعيشة المرتفعة بالنسبة إلى 59 في المئة من الذين شملهم استطلاع الصحيفة البريطانية.
وحلت أزمة الهجرة والسيطرة على الحدود ثانية ضمن قائمة أسباب التحول نحو الشعبوية بالنسبة إلى 47 في المئة من الناخبين، تلاها تراجع خدمات مؤسسة الصحة الوطنية المعروفة اختصاراً بـ "NHS" بالنسبة إلى 44 في المئة، ثم انتشار الجريمة في المملكة المتحدة وفقدان الإحساس بالأمان من وجهة نظر 22 في المئة من المستطلعة آراؤهم.
وكان من الأسباب أيضاً تراجع خدمات الرعاية الاجتماعية برأي 16 في المئة، ثم تعثر خطط إنقاذ البلاد بيئياً لـ13 في المئة، والضرائب المفروضة لـ 13 في المئة، ومشكلات التعليم لـ9 في المئة، والصحة العامة سبعة في المئة، وتراجع الإنفاق الحكومي العام لستة في المئة، فيما 12 في المئة سيصوتون لفاراج وحزبه من دون سبب.
وتلفت الصحيفة إلى أن قراءة هذه النتائج تبدو صعبة لكثير من النواب في برلمان اليوم، كما أن "المحافظين" بزعامة كيمي بادينوك سيخرجون من مقاعد الحكومة والمعارضة للمرة الأولى منذ تأسيس الحزب قبل 100 عام، كما نوهت "ديلي ميل" إلى أن تخيلية المشهد باعتبار أن الانتخابات لن تحدث قبل ثلاث سنوات لا تلغي دلالات النتائج.
المحلل المتخصص في شؤون الرأي العام مارتن باكستر يقول إن النتائج تدلل بوضوح على تغير وتقلب المشهد السياسي في بريطانيا، لافتاً إلى نقطتين ثابتتين في التصويت أياً كان وقته إذا بقيت الأوضاع على حالها في الأسباب التي ذكرها الناخبون، الأولى هي أن الناس يمكن أن تصوت لأي شخص ينتمي لحزب "ريفورم"، والثانية تشتت الأصوات بين الأحزاب لدرجة إما أن تجلب الأكثرية لليمين المتطرف أو تجلب إلى البرلمان أقليات سياسية تعجز عن تشكيل حكومة ذات أكثرية ونفوذ يمكنها من العمل لمدة خمسة أعوام.