ملخص
اجتمع وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) اليوم الأربعاء في بروكسل لبحث سبل تعزيز ردّ التحالف، في أعقاب سلسلة من الاختراقات الجوية الروسية للأجواء الأوروبية تعتبرها بروكسل اختباراً جديداً من الكرملين لقدرات الدول الحليفة.
قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأربعاء إن الجيش طرد قوات كييف من منطقتين سكنيتين في أوكرانيا.
أضافت الوزارة أن القوات الروسية سيطرت على قرية أوليكسيفكا في منطقة دنيبروبتروفسك الأوكرانية وكذلك حي نوفوبافليفكا السكني في منطقة دونيتسك.
ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق بشكل مستقل من صحة التقرير الوارد عن ساحة المعركة.
بدوره، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس في منشور على منصة "إكس" إن فريقاً تابعاً للمنظمة في أوكرانيا تعرض لهجوم أمس الثلاثاء في أثناء مهمة مع قافلة تابعة للأمم المتحدة.
وأضاف تيدروس اليوم الأربعاء أن شاحنتين تابعتين لبرنامج الأغذية العالمي تضررتا في الواقعة، مجدداً دعوته لوقف الهجمات على العاملين في المجال الإنساني.
اجتماع "الناتو"
من جهة أخرى، اجتمع وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) اليوم الأربعاء في بروكسل لبحث سبل تعزيز ردّ التحالف، في أعقاب سلسلة من الاختراقات الجوية الروسية للأجواء الأوروبية تعتبرها بروكسل اختباراً جديداً من الكرملين لقدرات الدول الحليفة.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، هذا الأسبوع في إشارة إلى رد الحلف "لقد قمنا بما تدربنا عليه، ونجحنا في ذلك، لكننا بحاجة إلى المزيد".
في سبتمبر (أيلول) الماضي، دفع تسلّل نحو 20 طائرة مسيّرة روسية إلى المجال الجوي البولندي الناتو لإسقاط ثلاث منها، في سابقة لم تحدث منذ تأسيس الحلف عام 1949، وبعد أيام قليلة، رافقت مقاتلات تابعة لـ"الناتو" ثلاث طائرات روسية من طراز "ميغ" إلى خارج الأجواء الإستونية، بعد اختراق استمر 12 دقيقة، وهي فترة قياسية.
وقد أعقب هذا الرد السريع إطلاق عملية "الحارس الشرقي"، بهدف تعزيز المراقبة على الخاصرة الشرقية لحلف "الناتو".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبحسب دبلوماسيين، ترى دول عدة أن من الضروري تعزيز الاستجابة وتوفير مزيد من الوسائل والإمكانات، ويعتزم "الناتو" تعديل قواعد الاشتباك الخاصة به من خلال منح قيادته العسكرية مزيداً من المرونة.
وأوضح هؤلاء الدبلوماسيون أن الفكرة تكمن في تبسيط القواعد التي تستند إلى أنظمة مختلفة وتحدّ أحياناً من قدرة القيادة العسكرية للحلف على اتخاذ الإجراءات اللازمة.
سيناقش الوزراء أيضاً سُبل تعزيز وسائل الدفاع والردع لمواجهة هذه الاختراقات المتكررة لطائرات مسيّرة روسية أو مجهولة المصدر، كما حدث في الدنمارك قبل قمة أوروبية.
واقترح الاتحاد الأوروبي الذي سيجتمع وزراء دفاعه مساء اليوم الأربعاء بعد اجتماع "الناتو"، إقامة "جدار" مضاد للطائرات المسيرة لمواجهة ذلك.
وأكد الأمين العام لـ"الناتو" أن الحلف يؤيد هذا الإجراء، ولكن ينبغي أن يتم من خلال التنسيق والتفاهم الجيد، وأكد دبلوماسي أن على "الناتو" أن يبقى المسؤول الرئيسي، من خلال توجيه الاتحاد الأوروبي بشأن الخطوات التي ينبغي اتخاذها.
أسلحة لأوكرانيا
سيلتقي وزراء دفاع دول الحلف أيضاً نظيرهم الأوكراني دينيس شميغال، خلال غداء عمل واجتماع لمجموعة الاتصال للدفاع المعنية بأوكرانيا، وستكون هذه المناسبة فرصة للوزير الأوكراني ليؤكد للدول الأوروبية في الحلف أهمية مبادرة أطلقتها واشنطن تتيح لكييف شراء أسلحة أميركية بتمويل أوروبي.
وقال السفير الأميركي لدى "الناتو" ماثيو ويتاكر أمس الثلاثاء "هذا البرنامج حيوي، وعلى الحلفاء تكثيف جهودهم والتحرك بهدف زيادة الضغط على موسكو للجلوس إلى طاولة المفاوضات".
تلقت كييف دفعتين من المساعدات تُقدّر بنحو ملياري دولار، بتمويل من هولندا ودول اسكندنافية أخرى، وتعهدت ألمانيا وكندا تمويل دفعتين إضافيتين، بقيمة 500 مليون دولار لكل منهما، وتأمل كييف في الانتهاء من إعداد دفعتين إضافيتين قريباً.
لا تشارك فرنسا في هذا البرنامج لكنّها تدرس سبل تقديم مزيد من الدعم لأوكرانيا، في وقت يطالب رئيسها فولوديمير زيلينسكي باريس بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ، على ما قال الأحد خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.
من جانبه، يدرس الرئيس الأميركي دونالد ترمب إمكانية تزويد أوكرانيا بعدد أكبر من صواريخ توماهوك بعيدة المدى، ومن المقرر أن يلتقي زيلينسكي الجمعة المقبل.
لا يُتوقع صدور أي إعلان بشأن هذا الموضوع اليوم الأربعاء، لكن "احتمال توجيه ضربات عميقة قد يدفع بوتين إلى إعادة حساباته"، لأن هذا "يُهدد البنية التحتية المهمة للطاقة داخل روسيا"، بحسب ويتاكر.