Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ابن شقيقة ياسر عرفات يعود للضفة مع خطة لغزة بعد الحرب

القدوة: يجب فتح الباب أمام تحول حركة "حماس" إلى حزب سياسي

ناصر القدوة في رام الله بالضفة الغربية يوم الـ13 من أكتوبر 2025 (رويترز)

ملخص

تتزامن عودة القدوة مع تجدد الضغوط على عباس لإجراء إصلاحات طال انتظارها في السلطة الفلسطينية في وقت تسعى فيه السلطة إلى الاضطلاع بدور في قطاع غزة، الذي خسرته لصالح "حماس" في 2007، على رغم الاعتراضات الإسرائيلية وتهميشها في خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

عاد ناصر القدوة ابن شقيقة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات للضفة الغربية، بعد أربع سنوات من المنفى الاختياري، حاملاً معه خريطة طريق لضمان السلام في قطاع غزة مع تحويل حركة "حماس" إلى حزب سياسي، وأعلن استعداده للمساعدة في الحكم.

وحث القدوة، وهو أحد أبرز منتقدي القيادة الفلسطينية الحالية، على "مواجهة جادة للفساد في هذا البلد". وقال إن حركة "فتح" التي يتزعمها الرئيس محمود عباس تحتاج إلى إصلاح عميق، ويجب أن تبذل مزيداً من الجهد لمواجهة عنف المستوطنين اليهود في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.

وقال القدوة في مقابلة أجرتها معه رويترز "الواجب الأول، هو استعادة ثقة الشارع، وهو أمر فقدناه، وعلينا أن نتحلى بالشجاعة الكافية ونقول إننا لم نعد نملكها، ومن دونها لا فائدة من ذلك بصراحة".

وغادر القدوة الضفة الغربية في 2021 بعد أن طردته حركة "فتح"، التي أسسها خاله، بسبب قراره تقديم قائمته الخاصة في الانتخابات، متحدياً عباس الذي ألغى التصويت. وأعاد عباس (89 سنة) قبول القدوة في حركة "فتح" الأسبوع الماضي، بعد أن أصدر عفواً عن الأعضاء المطرودين.

الاضطلاع بدور في غزة

تتزامن عودة القدوة مع تجدد الضغوط على عباس لإجراء إصلاحات طال انتظارها في السلطة الفلسطينية في وقت تسعى فيه السلطة إلى الاضطلاع بدور في قطاع غزة، الذي خسرته لصالح "حماس" في 2007، على رغم الاعتراضات الإسرائيلية وتهميشها في خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وأصبح مستقبل الحكم في غزة موضع اهتمام مع إعلان ترمب انتهاء الحرب، ويجب أن تتناول المرحلة المقبلة المطالبات بنزع سلاح "حماس" وإنهاء حكمها في غزة التي شنت منها هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل الذي أشعل فتيل الحرب.

وعلى رغم من أن اقتراح ترمب لا يتضمن كثيراً من التفاصيل، فإنه يتضمن تصوراً لتشكيل لجنة من التكنوقراط الفلسطينيين بإشراف دولي لإدارة غزة، ونشر قوة دولية تدعم شرطة فلسطينية جديدة.

واعتماداً على كيفية تطور خطط ترمب، يقول محللون فلسطينيون إن القدوة قد يضطلع بدور، مستشهدين بعلاقاته مع الدول العربية، واتصالاته مع "حماس"، ومكانته بصفته ابن شقيقة عرفات، وأصوله التي تعود لقطاع غزة، فهو من مواليد خان يونس. وقال القدوة (72 سنة) "إذا كانت هناك حاجة إلي، فلن أتردد".

حث "حماس" على التحول السياسي

تتمحور أفكار القدوة حول مدى التزام "حماس" بإنهاء السيطرة الإدارية والأمنية على غزة، ووضع سلاحها تحت سيطرة هيئة حاكمة جديدة. وأعلنت "حماس" عدم استعدادها للاضطلاع بدور في الحكومة، لكنها رفضت نزع سلاحها.

وقال القدوة "لا بد أن تتاح الفرصة لهم للتحول السياسي نحو حزب سياسي".

وأضاف أن الأصول التي تمتلكها السلطة الفلسطينية حالياً في غزة يجب أن تستغل في تشكيل قوة شرطة جديدة، وأنه يمكن التحقق من هوية أفراد الشرطة الحاليين في القطاع والاستعانة بهم أيضاً.

لا بد من تقديم ضمانات لـ"حماس"

قال القدوة "يتعين أن تدرك ’حماس‘ أنها لا تتعرض للملاحقة، وأن بعض هؤلاء الموظفين سيحظون بفرصة أخرى، وأنهم لن يتعرضوا للاغتيال، وأن الفرصة ستتاح لهم للمشاركة في الحياة السياسية".

وأضاف أن بإمكان "مجلس مفوضين" فلسطيني إدارة غزة، وبينما يمكن لعباس تعيين رئيس لهذا المجلس، مع الحفاظ على الصلة بين الضفة الغربية وغزة، قال القدوة إنه لا يرجح "عودة السلطة (الفلسطينية) كما هي لحكم غزة".

واستطرد أن الإشراف الدولي سيكون أمراً "جيداً"، بيد أن غزة لا بد أن يديرها الفلسطينيون، وأن يتسنى لهم إجراء الانتخابات، التي أجريت آخر مرة عام 2006.

وأحجم القدوة عن الإدلاء بتفاصيل حول الفساد الذي أشار إليه، لكنه قال إنه "مندهش" من المدى الذي وصل إليه. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن السلطة الفلسطينية يعتبر الفلسطينيون على نطاق واسع أنها فاسدة.

وقال المحلل السياسي هاني المصري المقيم في رام الله عن عودة القدوة لصفوف "فتح": "ناصر القدوة قد يكون من الأسماء المرشحة للعب دور في إدارة غزة، ولكن ذلك يتطلب تغير المقاربات بين حركتي ’فتح‘ و’حماس‘. يجب أن يكون هناك في الأقل نوع من التوافق الفلسطيني".

وأضاف المصري "إذا كان هناك توافق فلسطيني نعم ممكن ناصر يلعب دور فيه، لا يمكن لشخص بمفرده من دون توافق أن يلعب دوراً ناجحاً. التحديات كبيرة، وأهمها إسرائيل التي لا تريد عودة السلطة لغزة".

المزيد من تقارير