ملخص
قال محلل الطاقة لدى "دي بي أس" سوفرو ساركار "يعود انخفاض الأسعار الأسبوع الماضي بصورة كبيرة إلى وقف إطلاق النار في غزة"
أبقت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" اليوم الإثنين على توقعاتها المرتفعة نسبياً لنمو الطلب العالمي على النفط لهذا العام والعام المقبل، وأشارت إلى أن سوق النفط ستشهد عجزاً أقل بكثير في الإمدادات عام 2026 مع مضي تحالف "أوبك+" الأوسع في زيادات الإنتاج.
ويواصل "أوبك+" ضخ مزيد من النفط الخام في السوق بعدما قررت دول من "أوبك" وروسيا وحلفاء آخرون تقليص بعض تخفيضات الإنتاج بوتيرة أسرع مما كان مقرراً في السابق، وأثارت هذه الإمدادات الإضافية مخاوف من وجود فائض وأثرت في أسعار النفط هذا العام.
وفي تقريرها الشهري الصادر اليوم قالت "أوبك" إن الاقتصاد العالمي يحافظ على اتجاه نمو قوي.
وفي وقت ينظر فيه إلى الطلب على أنه يشهد استقراراً، قالت "أوبك" إن تحالف "أوبك+" رفع إنتاج النفط الخام في سبتمبر (أيلول) الماضي بمقدار 630 ألف برميل يومياً ليصل إلى 43.05 مليون برميل يومياً، بما يعكس القرارات السابقة بزيادة حصص الإنتاج.
ويعني الطلب المتوقع على خام "أوبك+"، الذي يقدر بنحو 43.1 مليون برميل يومياً في المتوسط، أن السوق العالمية ستشهد عجزاً قدره 50 ألف برميل يومياً إذا استمر التحالف الأوسع في الضخ بمعدل سبتمبر، وفقاً لحسابات "رويترز" المستندة إلى التقرير.
وتوقعت "أوبك" في تقرير الشهر الماضي عجزاً قدره 700 ألف برميل يومياً عام 2026 إذا استمر تحالف "أوبك+" في الضخ بمعدل أغسطس (آب) الماضي.
النفط يعوض بعض الخسائر
سجلت أسعار النفط بعض المكاسب اليوم الإثنين بعدما وصلت إلى أدنى مستوياتها في خمسة أشهر في الجلسة السابقة، إذ يأمل المستثمرون في أن تؤدي محادثات محتملة بين رئيسي الولايات المتحدة والصين إلى تخفيف التوتر التجاري بين أكبر اقتصادين ومستهلكين للنفط في العالم.
ارتفعت العقود الآجلة لخام "برنت" 92 سنتاً أو 1.47 في المئة إلى 63.65 دولار للبرميل بعدما انخفضت عند التسوية 3.82 في المئة الجمعة الماضي إلى أدنى مستوياتها منذ السابع من مايو (أيار) الماضي.
وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 89 سنتاً أو 1.51 في المئة إلى 59.79 دولار للبرميل، بعدما نزل 4.24 في المئة ليصل إلى أدنى مستوياته منذ السابع من مايو.
وستكون أسعار التسوية التالية لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي غداً الثلاثاء لأن اليوم يصادف عطلة رسمية في مناطق من الولايات المتحدة.
النتيجة النهائية لمحادثات التجارة
وقال محلل الطاقة لدى "دي بي أس" سوفرو ساركار "يعود انخفاض الأسعار الأسبوع الماضي بصورة كبيرة لوقف إطلاق النار في غزة". وأضاف أن عمليات البيع في الأسواق تبدو الآن محدودة بالنظر لرغبة الطرفين الأميركي والصيني في التفاوض، مشيراً إلى أن التوقعات على المدى القريب تتوقف على النتيجة النهائية لمحادثات التجارة.
وتصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين الأسبوع الماضي بعدما وسعت الصين قيودها على صادراتها من المواد الأرضية النادرة، مما دفع الرئيس الأميركي دونالد ترمب للرد الجمعة بفرض رسوم جمركية بنسبة 100 في المئة على صادرات الصين المتجهة إلى الولايات المتحدة، إلى جانب فرض ضوابط جديدة على تصدير "أي وجميع البرمجيات المهمة" بحلول الأول من نوفمبر (تشرين الثاني).
ومع ذلك قال ترمب أمس الأحد على منصة "تروث سوشيال"، "لا تقلقوا في شأن الصين، كل شيء سيكون على ما يرام!".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتأتي هذه التحركات قبل اجتماع محتمل بين ترمب ونظيره الصيني شي جينبينغ على هامش منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في كوريا الجنوبية، والذي قال الممثل التجاري الأميركي جيمسون جرير إنه لا يزال من الممكن أن يحدث في وقت لاحق من هذا الشهر.
وقف تصعيد الرسوم الجمركية
وقال محللو "غولدمان ساكس" في مذكرة "يبدو أن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو تراجع الجانبين عن سياساتهما الأكثر تشدداً، وأن تؤدي المحادثات إلى تمديد إضافي لوقف تصعيد الرسوم الجمركية الذي توصل إليه في مايو، ربما إلى أجل غير مسمى". وأضافوا أن مع ذلك لا يزال هناك احتمال لتصاعد التوترات التجارية الذي ربما يؤدي إلى زيادة الرسوم الجمركية أو فرض قيود أشد على الصادرات في الأقل موقتاً.
وتراجعت أسعار النفط في مارس (آذار) وأبريل (نيسان) خلال ذروة التوترات التجارية بين البلدين.
وأظهرت بيانات الجمارك أن واردات الصين من النفط الخام في سبتمبر (أيلول) ارتفعت 3.9 في المئة مقارنة بالعام السابق إلى 11.5 مليون برميل يومياً، إذ عملت المصافي بأعلى معدلات تشغيل لها حتى الآن هذا العام تزامناً مع استمرار جهود التخزين.
وفي الشرق الأوسط أعلن مسؤول مشارك في عملية تبادل الأسرى أن "حماس" أطلقت سراح الرهائن الإسرائيليين أحياء اليوم في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسط فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بهدف إنهاء الحرب في غزة.