Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

باحثون يحذرون من إفراط الأطباء في فحوصات سرطان البروستاتا

لا يزال اختبار مستضد البروستاتا مثيراً للجدل، لأنه قد يؤدي إلى تشخيص وعلاج رجال أصحاء من دون حاجة حقيقية

يصيب سرطان البروستاتا أكثر من 55 ألف رجل سنوياً في المملكة المتحدة (غيتي/ آي ستوك)

ملخص

الإفراط في إجراء اختبارات الكشف عن سرطان البروستاتا في بريطانيا أدى إلى تشخيص رجال أصحاء بأورام غير خطيرة ومعالجتهم دون داعٍ، في ظل غياب إرشادات واضحة تنظم استخدام اختبار PSA. دراسة ضخمة من جامعة أكسفورد دعت إلى تحديث الإرشادات الوطنية وتوجيه الفحوص نحو الفئات الأكثر عرضة، للحد من الأعباء الطبية والتكاليف غير الضرورية.

حذر باحثون من أن الأطباء يفرطون في إجراء فحوص الكشف عن سرطان البروستاتا، من دون أن يوجهوها نحو "الرجال الأكثر احتمالاً للاستفادة منها".

هذا ويُعد سرطان البروستاتا أكثر أنواع السرطان شيوعاً في المملكة المتحدة، إذ يشخص به نحو 55300 رجل سنوياً، لكن اختبار مستضد البروستاتا النوعي (PSA) لا ينصح بإجرائه بشكل روتيني إلا للرجال الذين تظهر عليهم أعراض محددة.

ووفقاً لـ"مؤسسة سرطان البروستاتا البريطانية" Prostate Cancer UK، لا يزال هذا النوع من الفحوص مثيراً للجدل لأنه تسبب في تشخيص ومعالجة أعداد متزايدة من الرجال الأصحاء من دون داعٍ من أورام حميدة لا تشكل أي خطر، الأمر الذي قد يؤدي إلى ضعف الانتصاب أو سلس البول.

وسعى باحثون من جامعة أكسفورد، من خلال دراسة شملت أكثر من 10 ملايين رجل في إنجلترا، إلى معرفة كيفية استخدام اختبارات PSA.

وتُبرز الدراسة، التي نشرتها "المجلة الطبية البريطانية" BMJ، أن هناك غياباً في الإرشادات الموحدة، وأن كثيراً من المرضى يخضعون للفحص بوتيرة تفوق التوصيات، بمن فيهم أولئك الذين لا تظهر لديهم أعراض مسجلة.

وقالت الدراسة إن القلق الأكبر هو أن إجراء اختبارات PSA من دون ضوابط واضحة سيؤدي إلى تكاليف مرتفعة وأضرار صحية، كذلك سيزيد من عدد حالات سرطان البروستاتا التي قد تبقى غير مكتشفة، في حين أنه لن يحقق سوى فائدة محدودة في اكتشاف الأنواع التي يُرجّح أن تسبب أعراضاً أو تؤدي إلى الوفاة.

وأشارت مؤلفة الدراسة الدكتورة خوان فرانكو وزملاؤها إلى أن "الارتفاعات المفاجئة في معدلات الاختبار، والإفراط في الفحوص، والتكاليف المصاحبة لها" قد تتزايد نتيجة إقدام بعض المشاهير على إعلان إصابتهم بالسرطان ودعوتهم إلى الفحص المبكر.

تأتي هذه الدراسة بينما تنتظر الحكومة البريطانية توصيات في شأن إطلاق برنامج وطني للكشف المبكر عن سرطان البروستاتا، وذلك بعد دعوة البطل الأولمبي السير كريس هوي لإجراء فحوص أوسع للرجال، عقب كشفه في فبراير (شباط) 2024 عن إصابته بالمرحلة الرابعة من المرض.

استخدم الباحثون بيانات 10235805 رجال تبلغ أعمارهم 18 سنة فما فوق، مسجلين في 1442 عيادة عامة في مختلف أنحاء إنجلترا بين عامي 2000 و2018، ولم يكن أيّ منهم قد شُخّص سابقاً بسرطان البروستاتا قبل انضمامهم إلى الدراسة.

وقورنت البيانات مع السجل الوطني للسرطان، وإحصاءات الدخول إلى المستشفيات، ومكتب الإحصاءات الوطنية، كذلك حُللت النتائج بحسب المنطقة، ومستوى الفوارق الاجتماعية والاقتصادية، والعمر، والعرق، والتاريخ العائلي للإصابة بالمرض، والأعراض، وقيم PSA.

وخضع 1521116 رجلاً في الأقل لاختبار واحد خلال فترة الدراسة، ليصل العدد الإجمالي للفحوص إلى 3835440 اختباراً.

وارتفعت معدلات الفحص خمسة أضعاف خلال فترة الدراسة، خصوصاً بين الرجال من دون أعراض أو ممن كانت قيم PSA لديهم أقل من الحدود الموصى بها.

وسُجلت أعلى معدلات الاختبار بين الرجال الذين تجاوزوا الـ70، وهم الأقل استفادة من تكرار الفحص، فيما أجري عدد كبير من الفحوص لرجال أصغر من الفئة العمرية الموصى بها بعقود.

وكانت معدلات الفحص الأعلى بين المرضى البيض المقيمين في المناطق الأقل حرماناً.

وخضع نحو نصف الرجال (735750) لإعادة الفحص، ولم تُسجّل أعراض لدى أكثر من 75 في المئة منهم، في حين أن 73 في المئة لم تتجاوز لديهم قيم PSA مطلقاً الحد الموصى به.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبلغ متوسط الفاصل بين الفحوص أكثر بقليل من عام، وارتفع إلى 17 شهراً لدى المرضى الذين لم تتجاوز قيمهم الحد الموصى به مطلقاً - وهي مدة لا تزال أقصر مما تنص عليه الإرشادات.

وقد يشكل الإفراط في الفحوص مشكلة، إذ إن نحو ربع الرجال الذين يُشخّصون بسرطان البروستاتا يعانون نوعاً بطيء النمو من المرض لا يُرجّح أن يتطور أو يُسبب ضرراً، ومن ثم لا يحتاج إلى علاج.

حالياً، يوصي "المعهد الوطني للصحة والرعاية المتميزة" NICE باعتماد المراقبة النشطة كخيار مفضل للرجال المصابين بالأنواع الأقل خطورة من السرطان، لكن هذه الإرشادات لم تُحدّث منذ عام 2021، على رغم تحسّن أدوات الفحص منذ ذلك الحين.

ويخلص الباحثون إلى أن هناك "حاجة إلى إرشادات أدق من المعهد الوطني، لا سيما للرجال خارج الفئات العمرية الموصى بها، أو الذين يعانون أعراضاً في الجهاز البولي السفلي، أو ضعف الانتصاب، أو حالات أخرى غير مرتبطة بسرطان البروستاتا".

وقال متحدث باسم المعهد الوطني للصحة والرعاية المتميزة: "نحن ملتزمون ضمان أن تعكس إرشاداتنا أحدث الأدلة المتاحة وتمنح المرضى أفضل النتائج الممكنة. تُطوَّر هذه الإرشادات من قبل لجنة مستقلة تضم متخصصين من ’هيئة الخدمات الصحية الوطنية’ NHS، وتخضع لمراجعة دورية لضمان بقائها محدثة".

وأضاف: "سنقوم بتحديث إرشاداتنا الخاصة بسرطان البروستاتا، بما يشمل مراجعة توصيات المراقبة النشطة، كذلك سنقيّم ما إذا كانت إرشاداتنا الخاصة باشتباه السرطان في ما يتعلق بحدود العمر لاختبارات PSA في الرعاية الأولية تحتاج إلى تعديل".

© The Independent

المزيد من صحة