Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انضمام جنود إلى تظاهرات مدغشقر بعد رفض أوامر إطلاق النار

أفادت وسائل الإعلام المحلية بسقوط قتيل واحد في الأقل

جنود من مدغشقر انضموا إلى آلاف المتظاهرين في العاصمة (أ ف ب)

ملخص

انسحبت الشرطة بعد التحاق عسكريين بصفوف المتظاهرين، مما سمح للحشد بمواصلة مسيرته إلى ساحة 13 مايو أمام مقر البلدية في العاصمة.

انضم جنود إلى آلاف المتظاهرين في عاصمة مدغشقر اليوم السبت، بعدما دعت وحدة عسكرية بإحدى القواعد الرئيسة قرب أنتاناناريفو إلى العصيان و"رفض أوامر إطلاق النار" على المتظاهرين، مطالبة الجيش والشرطة والدرك بالوقوف "صفاً واحداً" في وجه السلطات.

وشهدت أنتاناناريفو اليوم تظاهرات حاشدة ضد السلطة، هي الأكبر منذ أسابيع، استخدمت خلالها قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفريق المحتجين الذين يخرجون إلى الشوارع منذ الـ25 من سبتمبر (أيلول) الماضي، احتجاجاً على انقطاع المياه والكهرباء قبل أن تتحول التحركات دعوات إلى إسقاط النظام.

والتحق جنود بالمتظاهرين في وقت لاحق وسط هتافات شكر من الحشود، بحسب مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية.

وانسحبت الشرطة بعد انضمام عسكريين إلى صفوف المتظاهرين، مما سمح للحشد بمواصلة مسيرته إلى ساحة 13 مايو أمام مقر البلدية في العاصمة.

وخلال تصريحات إلى وكالة الصحافة الفرنسية، قال الكولونيل ميكاييل راندريانيرينا من وحدة "كابسات" (فيلق الأفراد والخدمات الإدارية والتقنية) التي كانت دعت إلى العصيان في وقت سابق اليوم إن السلطات أطلقت الرصاص على رجاله، وجرحت عسكرياً وصحافياً وإن "الجندي قضى متأثراً بإصابته".

وأضاف "لا بد من أن يغادر كل هؤلاء الذين أرسلوا الدرك إلى هنا مناصبهم، بدءاً بقائد الدرك ورئيس الوزراء والرئيس".

وأفادت وسائل الإعلام المحلية بسقوط قتيل واحد في الأقل اليوم، وأظهرت مقاطع مصورة على شبكات التواصل الاجتماعي رجلاً بزيّ مدني وسط بركة من الدماء قرب الساحة.

وسمع مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية دوي طلقات نارية خلال التظاهرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي تسجيل مصور بث على مواقع التواصل في وقت سابق اليوم من قاعدة منطقة سوانييرانا الكبيرة في ضواحي أنتاناناريفو، دعت وحدة "كابسات" إلى أن "نوحد قواتنا، جنوداً وشرطة ودركاً، ونرفض أن يدفع لنا المال مقابل إطلاق النار على أصدقائنا وإخوتنا وأخواتنا".

وأردفت أنه "يصعب على الشباب إيجاد فرص عمل، فيما يتزايد الفساد ونهب الثروات بطرق مختلفة وتقوم قوات الأمن باضطهاد مواطنينا وإلحاق الإصابات بهم وسجنهم وإطلاق الرصاص عليهم".

ودعا المتحدثون العسكريين المنتشرين أمام القصرين الرئاسيين في إيافولوها وأمبوهيتسوروهيترا إلى مغادرة مواقعهم ورفاقهم في مطار إيفاتو الدولي إلى "منع أية طائرة من الإقلاع".

ويذكّر هذا النداء بتمرد القاعدة نفسها عام 2009 خلال الانتفاضة الشعبية التي أوصلت الرئيس الحالي أندري راجولينا إلى السلطة.

عدم طاعة الأوامر

وطالبت الوحدة في ندائها "بإغلاق البوابات وانتظار توجيهاتنا وعدم الامتثال للأوامر الصادرة من القادة"، قائلة "صوّبوا أسلحتكم نحو من يأمركم بإطلاق النار على إخوتكم في السلاح لأنهم ليسوا من سيهتمون بعائلاتنا عندما نموت".

وليس عدد العسكر الذين لبّوا هذا النداء معروفاً بعد، غير أن مركبات تحمل جنوداً مسلحين انضمت خلال فترة بعد الظهر إلى آلاف المتظاهرين المحتشدين في منطقة بحيرة أنوزي جنوب العاصمة، حيث كانت الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع في مسعى لفض الاحتجاج، بحسب ما أظهر مقطع فيديو لوكالة الصحافة الفرنسية، وهتف المحتجون "شكراً" للعسكريين الذين كان بعضهم يحمل علم البلاد.

وقالت لوسي (24 سنة) "لا نحمل أسلحة ونحاول الدفاع عن أنفسنا بالحجارة من الغاز المسيل للدموع الذي يطلقونه علينا. وبتنا الآن نشعر بفخر كبير".

ودعا وزير الدفاع الجديد الجنرال ديراماسينجاكا مانانتسوا راكوتواريفيلو خلال مؤتمر صحافي الجيش إلى الهدوء.

وقال "ندعو إخوتنا الذين لا يوافقوننا الرأي إلى الحوار"، مشدداً على أن "الجيش الملغاشي يبقى وسيطاً ويشكل آخر خط دفاع للأمة".

وكان المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك دعا سلطات مدغشقر أمس الجمعة إلى "التوقف عن اللجوء إلى القوة غير المفيدة"، غداة تظاهرة في أنتاناناريفو جرح خلالها عدد من المشاركين.

وانتشرت تسجيلات مصورة تظهر عنف الشرطة في حق المتظاهرين على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، وبدا ضمن أحد التسجيلات رجل ترك فاقداً للوعي على الأرض بعدما لاحقته قوات الأمن وأبرحته ضرباً، وتمكن مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية في الموقع من معاينة هذه الواقعة.

وبحسب الأمم المتحدة، قتل 22 شخصاً في الأقل وجرح أكثر من 100 منذ بدء الاحتجاجات في الـ25 من سبتمبر الماضي، فيما تحدث الرئيس راجولينا عن 12 قتيلاً فقط قال إنهم "مخربون ولصوص".

وفي بادئ الأمر، اعتمد أندريه راجولينا نبرة هادئة إزاء التظاهرات وأقال الحكومة في محاولة لتهدئة الشارع، غير أنه سرعان ما صعد من نبرته، وعيّن عسكرياً رئيساً للوزراء، وسمى ثلاثة وزراء فقط حتى الآن، جميعهم في الوزارات الأمنية.

وشهدت مدغشقر التي تعد من أفقر بلدان العالم منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960 انتفاضات شعبية متعددة، أبرزها عام 2009 عندما أطيح بالرئيس مارك رافالومانانا وعيّن الجيش محله أندريه راجولينا لولاية أولى.

وأعيد انتخاب راجولينا في 2018 و2023 خلال انتخابات شهدت معارضة ومقاطعة واسعتين.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار