ملخص
خلال حديثه إلى الصحافيين في البيت الأبيض، عبر ترمب عن ثقته بصمود وقف إطلاق النار، قائلاً "القتال أنهك الجميع"، وأعرب عن اعتقاده بوجود "توافق" حول الخطوات المقبلة، لكنه أقر بأن بعض التفاصيل لا يزال يتعين حسمها.
صرح قيادي في حركة "حماس" لوكالة "الصحافة الفرنسية" اليوم السبت بأن الحديث عن مغادرة قادة الحركة لقطاع غزة بموجب اقتراح تضمنته خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام، هو "عبث وهراء".
وقال القيادي في المكتب السياسي للحركة الفلسطينية حسام بدران ضمن مقابلة بالدوحة "الحديث عن إخراج الفلسطيني، سواء من ’حماس‘ أو غيره، من أرضه، حديث عبث وهراء ولا يمكن أن يوافق عليه أي فلسطيني".
وأضاف بدران أن "الحركة لن تشارك في مراسم توقيع الاتفاق الهادف إلى إنهاء الحرب في غزة والمقرر في مصر. فقط الوسطاء والمسؤولون الأميركيون والإسرائيليون".
وقال القيادي في المكتب السياسي للحركة إن "المرحلة الثانية في خطة ترمب، من الواضح من خلال النقاط نفسها، أن فيها كثيراً من التعقيدات وكثيراً من الصعوبات، وهذا يتطلب تفاوضاً ربما أطول".
وأكد بدران أن الحركة سترد على "أي عدوان" إسرائيلي إذا استؤنفت الحرب في غزة.
وأكد مسؤول آخر في حركة "حماس" أن مطلب نزع سلاح الفصيل الفلسطيني الذي جاء ضمن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام في غزة "خارج النقاش".
وأفاد المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه وكالة الصحافة الفرنسية بأن "موضوع تسليم السلاح المطروح خارج النقاش وغير وارد".
وتدفق آلاف الفلسطينيين نحو شمال غزة على طول ساحل القطاع اليوم السبت عائدين سيراً على الأقدام أو على متن السيارات والعربات لمنازلهم المهجورة والمدمرة، مع صمود وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس".
وتراجعت القوات الإسرائيلية بموجب المرحلة الأولى من اتفاق تم التوصل إليه الأسبوع الماضي بوساطة أميركية لإنهاء الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف وحولت أجزاء كبيرة من القطاع إلى أنقاض.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر أمني قوله إن مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف كان في غزة صباح اليوم السبت لمراقبة إعادة الانتشار العسكري الإسرائيلي.
وانضم إليه قائد القيادة المركزية الأميركية الأميرال براد كوبر الذي قال ضمن بيان إن زيارته تأتي في إطار تشكيل قوة مهمات لدعم جهود الاستقرار في غزة، إلا أن القوات الأميركية لن يجري نشرها داخل القطاع.
عد تنازلي للإفراج عن الرهائن
بمجرد أن أكملت القوات الإسرائيلية إعادة انتشارها أمس الجمعة، مما يبقيها خارج المناطق الحضرية الرئيسة لكنها لا تزال تسيطر على نصف القطاع تقريباً، بدأ العد التنازلي لإفراج "حماس" عن الرهائن خلال 72 ساعة.
وقال هاغاي أنغريست والد ماتان المحتجز رهينة "نحن متحمسون للغاية، ننتظر ابننا وجميع الرهائن وعددهم 48... نحن في انتظار المكالمة الهاتفية".
ويعتقد بأن 20 من هؤلاء الرهائن الباقين ما زالوا على قيد الحياة.
وتتوقع السلطات الإسرائيلية أن 26 رهينة لقوا حتفهم، فيما لا يزال مصير رهينتين غير معروف حتى الآن.
ووفقاً للاتفاق، ستفرج إسرائيل بعد تسلم الرهائن عن 250 فلسطينياً يقضون أحكاماً بالسجن لفترات طويلة و1700 معتقل احتجزتهم خلال الحرب.
وينص الاتفاق كذلك على دخول مئات الشاحنات يومياً إلى غزة محملة بالمساعدات الغذائية والطبية.
توقعات بأن يزور ترمب إسرائيل ومصر
وتظل التساؤلات قائمة حول ما إذا كان اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن الإسرائيليين والمحتجزين الفلسطينيين، وهو أكبر خطوة حتى الآن نحو إنهاء الحرب الدائرة منذ عامين، قد يفضي إلى إرساء سلام دائم بموجب خطة ترمب المؤلفة من 20 نقطة.
ومن الممكن أن تظهر الخلافات في كثير من الأمور، إذ لم يجرِ الاتفاق بعد على باقي النقاط في خطة ترمب، وتشمل كيفية إدارة قطاع غزة المدمر بعد انتهاء الحرب ومصير حركة "حماس" التي ترفض مطالب إسرائيل بإلقاء سلاحها.
وخلال حديثه إلى الصحافيين في البيت الأبيض، عبر ترمب عن ثقته بصمود وقف إطلاق النار، قائلاً "القتال أنهك الجميع"، وأعرب عن اعتقاده بوجود "توافق" حول الخطوات المقبلة، لكنه أقر بأن بعض التفاصيل لا يزال يتعين حسمها.
وسادت حال من البهجة بين الإسرائيليين والفلسطينيين عقب الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار بعد حرب استمرت عامين قتلت أكثر من 67 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، ولإعادة الرهائن الباقين الذين اختطفتهم "حماس" في هجومها على إسرائيل الذي أشعل فتيل الصراع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومن المتوقع أن يزور ترمب المنطقة بعد غدٍ الإثنين ويلقي كلمة أمام الكنيست، ليكون أول رئيس أميركي يفعل ذلك بعد جورج دبليو بوش عام 2008.
وقال ترمب إنه سيتوجه أيضاً إلى مصر، ومن المحتمل حضور زعماء دول أخرى.
وأعلن قائد القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) اليوم أنه زار غزة لمناقشة إرساء الاستقرار في مرحلة ما بعد الحرب، مشدداً على أن واشنطن لن تنشر قوات أميركية في القطاع.
وكتب الأدميرال براد كوبر على منصة "إكس" أنه عاد لتوه من زيارة لغزة، حيث بحث إنشاء "مركز تنسيق مدني وعسكري" تقوده القيادة المركزية بهدف "دعم إرساء الاستقرار إثر النزاع".
وبدأت عملية نشر أولية لمئتي جندي أميركي في إسرائيل للمساعدة في مراقبة وقف إطلاق النار في غزة بموجب خطة السلام التي وضعها ترمب.
وسيتولى الجيش الأميركي تنسيق عمل قوة متعددة الجنسيات ستنتشر في غزة، يرجح أن تضم قوات من مصر وقطر وتركيا والإمارات العربية المتحدة.
وأضاف كوبر أن "أبناء وبنات أميركا بالزي العسكري يستجيبون لنداء إحلال السلام في الشرق الأوسط دعماً لتوجيهات القائد العام في هذه اللحظة التاريخية"، مؤكداً أن "هذا الجهد الكبير سيجري من دون نشر قوات أميركية على الأرض في غزة".
وأعلنت الأمم المتحدة قبل الهجوم الإسرائيلي الأخير حال المجاعة في مدينة غزة، بما يعد الإعلان الأول من نوعه في الشرق الأوسط.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن إسرائيل منحت الضوء الأخضر لإدخال 170 ألف طن من المساعدات في إطار خطة استجابة إنسانية خلال الأيام الـ60 الأولى من الهدنة.
وذكرت منظمة "أطباء بلا حدود" أن "الحاجات الأساسية في غزة لا تزال عاجلة من معدات طبية وأدوية وغذاء ومياه ووقود ومأوى مناسب لمليوني شخص سيواجهون الشتاء بلا سقف".
ويتنقل رجال ونساء وأطفال بين الركام، يبحثون عن بقايا منازلهم وسط كتل الأسمنت المنهارة والسيارات المحطمة، وكان بعضهم عاد بسيارات، فيما عبر آخرون الطريق سيراً حاملين حقائبهم.
وقال سامي موسى (28 سنة) لوكالة الصحافة الفرنسية، "الحمد لله، وجدت بيتنا لا يزال واقفاً على رغم الأضرار التي يمكن إصلاحها"، مضيفاً أن "غزة تبدو مدينة أشباح... رائحة الموت لا تزال في الهواء، لكننا سنعيد البناء".
ترتيبات قمة شرم الشيخ
ناقش وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي ونظيره الأميركي ماركو روبيو ترتيبات "قمة شرم الشيخ التي ستعقد برئاسة مشتركة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس دونالد ترمب" تمهيداً لتنفيذ اتفاق إنهاء الحرب بين إسرائيل و"حماس" في غزة.
وقالت الخارجية المصرية خلال بيان اليوم إن عبدالعاطي وروبيو بحثا أمس "المشاركات الدولية في قمة شرم الشيخ" من دون الإشارة إلى موعد محدد لها.
وناقش الوزيران كذلك "ترتيبات تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق" بين إسرائيل و"حماس" التي تشمل تبادل الرهائن والمعتقلين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد عامين من الحرب المدمرة.
وكان الرئيس الأميركي قال خلال تصريحات اليوم إنه سيلتقي في مصر بعد غد "كثيراً من القادة" لمناقشة مستقبل قطاع غزة، وذلك بعد إلقائه كلمة أمام الكنيست خلال زيارة لإسرائيل تسبق توجهه إلى مصر.