Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حركتا "20 فبراير" و"جيل زد" بالمغرب... نقاط التشابه والاختلاف

عام 2021 حملت الانتخابات التشريعية حزباً آخر جاء ليخلف "الإسلاميين" على رأس الحكومة وهو "حزب التجمع الوطني للأحرار"

احتجاجات "زد" نادت بسن إصلاحات عميقة في قطاعات اجتماعية محددة مثل الصحة والتعليم قبل أن تطالب باستقالة الحكومة (أ ب)

ملخص

في مقارنة الحركتين الاحتجاجيتين، اللتين يتفاوت عمرهما بـ14 عاماً، رفع المحتجون في "20 فبراير" مطالب سياسية أبرزها محاربة الفساد والاستبداد وإجراء إصلاحات سياسية، بينما نادى شباب "زد" بتحسين خدمات الصحة والتعليم قبل أن يطالبوا برحيل رئيس الحكومة عزيز أخنوش.

بين الأحد الـ20 من فبراير (شباط) 2011 والسبت الـ27 من سبتمبر (أيلول) 2025 سجل كثير من الحراك الاحتجاجي في المغرب، ففي الموعد الأول خرج آلاف الشباب في سياق حركة "20 فبراير" التي تأثرت بموجة الاحتجاجات الهادرة في بعض البلدان العربية، والتي سميت بـ"الربيع العربي"، في وقت خرج في التاريخ الثاني شباب مغاربة من "جيل زد" يصدحون بشعارات اجتماعية بالأساس.

وفي مقارنة الحركتين الاحتجاجيتين، اللتين يتفاوت عمرهما بـ14 عاماً، رفع المحتجون في "20 فبراير" مطالب سياسية أبرزها محاربة الفساد والاستبداد وإجراء إصلاحات سياسية، بينما نادى شباب "زد" بتحسين خدمات الصحة والتعليم قبل أن يطالبوا برحيل رئيس الحكومة عزيز أخنوش.

ويرى مراقبون أن نقاط الاختلاف بين حركة "20 فبراير"، وحركة "جيل زد" في المغرب أكثر من نقاط الشبه، سواء من حيث طبيعة الشعارات، وماهية القيادات الاحتجاجية، وعلاقة الحركتين مع الحاضنة الاجتماعية والثقافية المحيطة والأحزاب السياسية القائمة.

 

بين الحركتين الاحتجاجيتين

خرج، في 20 فبراير عام 2011، آلاف الشباب ليجتاحوا شوارع كثير من المدن المغربية، في إطار ما سمي "الربيع العربي"، إلى ساحات التظاهر والاحتجاج بالمملكة. وانبثقت حركة "20 فبراير" من رحم الفضاء الرقمي، حيث كان الشباب الغاضبون، ومعهم آخرون من أجيال مغربية أكبر سناً، يتخذون من مواقع التواصل الاجتماعي مقراً لاجتماعاتهم ونقاشاتهم وتحديد مواعيد خروجهم للشوارع، وانتقاء عبارات شعاراتهم المطلبية.

وكان أبرز شعارات حركة "20 فبراير" التي جابت شوارع مدن الرباط والدار البيضاء ومراكش وطنجة وأغادير وفاس وغيرها، شعار "حرية، كرامة، عدالة اجتماعية"، وطالب المحتجون حينها بمحاربة الفساد والاستبداد وتعديل الدستور المغربي ورفض "زواج السلطة بالمال."

واتسمت احتجاجات حركة "20 فبراير" في مجملها بطابع سلمي على رغم الأجواء المشحونة، تخللتها انزلاقات قليلة شهدت أعمال عنف، وشاركت فيها أطياف وتوجهات سياسية وأيديولوجية مختلفة، وأحياناً متناقضة، من إسلاميين ويساريين وأمازيغيين وحقوقيين.

وتوجت احتجاجات "20 فبراير" باستجابة الملك المغربي محمد السادس لأهم تلك المطالب، بإعلان دستور جديد منح صلاحيات أكبر لرئيس الحكومة والبرلمان، وعزز من فصل السلطات، وركز على مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، كخريطة طريق لمحاربة الفساد السياسي بالبلاد، كما أقيمت انتخابات سابقة لأوانها أتت بـ"حزب العدالة والتنمية" (ذي التوجه الإسلامي) إلى رئاسة الحكومة، ليقود تدبير الشأن العام للبلاد ولايتين متتاليتين، أي 10 أعوام كاملة.

عام 2021 حملت الانتخابات التشريعية حزباً آخر جاء ليخلف "الإسلاميين" على رأس الحكومة، هو "حزب التجمع الوطني للأحرار" الذي تحالف مع حزبي "الأصالة والمعاصرة"، و"الاستقلال" لتشكل الحكومة الحالية التي "تفاجأت" باحتجاجات "شباب زد" في العام الأخير من ولايتها القانونية.

احتجاجات "زد" هذه جاءت مفعمة بروح شباب صغيري السن، نادوا بسن إصلاحات عميقة في قطاعات اجتماعية محددة مثل الصحة والتعليم، قبل أن يطالبوا بعد ذلك باستقالة الحكومة ومحاسبة المفسدين.

 كفة "20 فبراير" أرجح؟

في السياق قال المتخصص في مجال العلوم السياسية عبدالرحيم العلام إن حركة "جيل زد" 2025 تشترك مع حركة "20 فبراير" 2011 في كونهما "تعبيراً عن أزمة ثقة عميقة في الوسائط السياسية التقليدية، ورفضاً لاختلالات اجتماعية واقتصادية مزمنة"، وتابع العلام أن حركتي "جيل زد" و"20 فبراير" انطلقتا من خارج التنظيمات الحزبية والنقابية، واستثمرتا الفضاء الرقمي في التعبئة، مع تفوق "جيل زد" في استخدام أدوات التواصل الحديثة ومنطق السرعة والانتشار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن في المقابل، أضاف المتخصص في مجال العلوم السياسية "امتلكت حركة ’20 فبراير‘ وعياً سياسياً مكنها من بلورة مطالب دستورية ومؤسساتية واضحة، استهدفت قواعد اللعبة السياسية، مثل تعديل الدستور وربط المسؤولية بالمحاسبة، أما حركة ’جيل زد‘ فتعرف جيداً ما لا تريده، لكنها تفتقر إلى الخبرة اللازمة لصياغة مطالب دقيقة تعبر عما تريده فعلاً، مما جعل خطابها يتأرجح بين التعبير الأخلاقي والانفعال السياسي"، وزاد العلام أن "بعض مطالب حركة ’زد‘ في غياب التدقيق قد تبدو انتكاسية، مثل الدعوة إلى حل الأحزاب خارج المسطرة القضائية، أو مساءلة الحكومة من طرف الملك، أو إقالتها بقرار ملكي، وهي مطالب تصطدم بصريح النص الدستوري"، وأكمل الأستاذ الجامعي "تنظيمياً، كانت حركة ’20 فبراير‘ أكثر انفتاحاً على مختلف الفاعلين، بخلاف ’جيل زد‘ التي أبدت حساسية مفرطة تجاه السياسيين، مما قد يحد من قدرتها على التحول إلى دينامية تغيير مستدامة".

تشابه واختلاف

من جهته فصل الباحث في السوسيولوجيا السياسية، أنس الداوودي، في نقاط التشابه والاختلاف بين حركتي "20 فبراير" و"جيل زد"، "من جهة نقاط التشابه أن احتجاجات الحركتين انبثقتا من رحم الفضاء الرقمي، وفيه يلتقي المحتجون ويرتبون أفكارهم ونقاشاتهم وينظمون خرجاتهم الاحتجاجية، وأيضاً رفع شعارات تكاد تتكرر في احتجاجات الحركتين، من قبيل تحقيق العدالة الاجتماعية، وشعارات الرحيل التي تدعو بعض الشخصيات السياسية، بعينها، إلى الرحيل عن المشهد السياسي المغربي"، وأكمل الداوودي "أن نقاط الاختلاف بين ’20 فبراير‘ و’جيل زد‘ تكمن حتى في هذه الشعارات المرفوعة أيضاً، فشعارات حركة ’20 فبراير‘ بدأت بصبغة سياسية وانتهت اجتماعية، وشعارات ’جيل زد‘ بدأت اجتماعية وانتهت سياسية"، وتابع أن الاختلاف بين الحركتين، أيضاً، يكمن في القيادة، فقيادات حركة "20 فبراير" كانت معروفة بالاسم والصفة، وكانت تتحاور مع وسائل الإعلام وتعبر عن مطالب الحركة، بينما هيكلة "جيل زد من دون أي قيادة واضحة"، ولفت إلى أن هذه الحيثية المهمة هي التي التقطتها الحكومة بالدعوة إلى تشكيل من يحاورها من "جيل زد"، لأنها تدرك أنها حركة بلا قيادة ولا تنظيم هيكلي.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير