Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

60 قتيلا بهجمات لـ"الدعم السريع" على مخيم للنازحين في الفاشر

نفذتها طائرات مسيرة وإدريس يؤكد أن زيارته إريتريا كانت مثمرة على جميع الصعد

اشتعال النيران في أحد المخيمات داخل الفاشر جراء قصف بالمسيرات (رويترز)

ملخص

عاش سكان مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور أمس الجمعة يوماً عصيباً بسبب اشتداد المعارك بين الجيش وقوات "الدعم السريع" بصورة غير معهودة من قبل، مما حال دون خروجهم لجلب حاجاتهم المعيشية.

أكدت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، اليوم السبت، مقتل أكثر من 60 شخصاً في المدينة السودانية المحاصرة بعد هجوم بطائرات مسيرة على مركز إيواء للنازحين.

واستهدفت طائرات مسيرة لقوات "الدعم السريع" مخيماً للنازحين في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وفقاً للمنظمة المحلية  المعنية بتوثيق انتهاكات الحرب، بعد ساعات من قصف آخر داخل الإقليم الذي يشهد عنفاً متزايداً.

وقالت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، ضمن بيان "للمرة الثانية صباح اليوم ’الدعم السريع‘ تقصف مركز إيواء.. بحي درجة (في الفاشر) وتسبب القصف في قتلى". وأفاد البيان بأن ما زالت هناك جثث داخل خنادق حفرت للحماية.

خلال الأشهر الأخيرة كثفت قوات "الدعم السريع" هجماتها غرب وجنوب السودان، بعدما أخرج الجيش مقاتليها من مدن رئيسة وسط البلاد بينها الخرطوم، في النصف الأول من العام الحالي.

وخلال الأسبوع الماضي، قُتل ما لا يقل عن 50 شخصاً إثر هجمات نُسبت لـ"الدعم السريع" على مسجد ومستشفى بالفاشر.

وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس اليوم تعرض "المستشفى السعودي للولادة، وهو المستشفى الوحيد الذي لا يزال يعمل في الفاشر، للهجوم ثلاث مرات" منذ بداية أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، مما أسفر عن قتلى وجرحى.

وقال غيبرييسوس عبر منصة "إكس"، "تدعو منظمة الصحة العالمية إلى حماية المرافق الصحية فوراً والسماح بوصول المساعدات الإنسانية حتى نتمكن من دعم المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية عاجلة، والعاملين الصحيين الذين هم في أمس الحاجة إلى الإمدادات الصحية".

وحذر بيان تنسيقية لجان مقاومة الفاشر اليوم من أن "الجميع يموت إما بالقصف أو الجوع أو المرض يومياً".

يوم عصيب

عاش سكان مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور أمس الجمعة يوماً عصيباً بسبب اشتداد المعارك بين الجيش وقوات "الدعم السريع" بصورة غير معهودة من قبل، مما حال دون خروجهم لجلب حاجاتهم المعيشية. وبحسب مصادر عسكرية فإن "الدعم السريع" شنت منذ الصباح الباكر قصفاً مدفعياً وجوياً بالمسيرات على أنحاء واسعة من المدينة تسبب في مقتل أكثر من 10 مدنيين وجرح آخرين. وشمل القصف مخيم أبو شوك للنازحين وحي الدرجة الأولى ومركز دار الأرقم لإيواء النازحين، فضلاً عن بعض المواقع التابعة للجيش ومناطق أخرى تقع غرب الفاشر. وأشارت المصادر إلى أن القصف كان عنيفاً وعشوائياً ومتواصلاً واستهدف المنازل والأسواق والمستشفيات ومراكز إيواء النازحين، غير أنه لم يتم حصر حجم الخسائر البشرية والمادية الناتجة من هذا القصف الذي أدى إلى تفاقم معاناة السكان وهدد حياتهم في ظل ظروف أمنية وإنسانية بالغة الصعوبة.

 

ومنذ مايو (أيار) عام 2024 أخضعت "الدعم السريع" مدينة الفاشر لحصار خانق بغية إسقاطها وإكمال سيطرتها على كامل إقليم دارفور بعدما استولت على عواصم ولايات جنوب وغرب ووسط وشرق دارفور في أواخر عام 2023.

عمليات تمشيط

في الأثناء أكملت القوات المشتركة التابعة للحركات المسلحة عمليات تمشيط ميداني شامل في مختلف محاور مدينة الفاشر وضواحيها، إذ جرى تطهير المناطق التي كانت تشهد وجوداً محدوداً لـ"الدعم السريع"، لتأمينها وضمان خلوها من أي تهديدات أمنية أو عبوات ناسفة، إضافة إلى تأمين الطرق الحيوية ومداخل المدينة الشمالية والغربية، وفق مصادر ميدانية. وتأتي هذه العمليات في أعقاب سيطرة تلك القوات على نقاط ومواقع استراتيجية داخل المدينة بعد معارك ضارية خلال الفترة الماضية. وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية من مختبر "ييل" ارتكاب "الدعم السريع" جرائم حرق وتطهير ممنهجة على أساس إثني في حي الدرجة الأولى قرب سوق نيفاشا في الفاشر، وكذلك حدوث نمط مشابه من الهجمات في معسكر أبو شوك للنازحين، في ظل حصار خانق وقيود إنسانية قاتلة. واعتبر تقرير صادر عن المختبر أن ما يجري يمثل مرحلة جديدة من الفظائع الجماعية في دارفور، مع تزايد مؤشرات الإبادة الجماعية والعقاب الجماعي ضد المدنيين العالقين داخل المدينة.

وسجلت أنماط مشابهة سابقاً في معسكر زمزم للنازحين الذي أحرقته "الدعم السريع" في أبريل (نيسان) الماضي، وفي أكثر من 100 قرية بشمال دارفور منذ أبريل عام 2024، إضافة إلى الهجمات التي شهدها الجزء الشرقي من الفاشر بين أبريل ويوليو (تموز) الماضيين.

حماية المدنيين

دان المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك بأشد العبارات استمرار عمليات القتل وإصابة المدنيين في الفاشر، في ضوء تقارير تفيد بمقتل 53 مدنياً في الأقل وإصابة أكثر من 60 آخرين على يد "الدعم السريع" في الفترة بين الخامس والثامن من أكتوبر (تشرين الأول)، وقال تورك في بيان "أشعر بالفزع من تجاهل الدعم السريع المتعمد وغير المحدود لحياة المدنيين على رغم الدعوات المتكررة، بما في ذلك دعوتي إلى إيلاء عناية خاصة لحماية المدنيين، لكنهم واصلوا القتل والتهجير ومهاجمة الأهداف المدنية، بما في ذلك ملاجئ النازحين والمستشفيات والمساجد، في تجاهل تام للقانون الدولي"، وحث "الدعم السريع" وأطراف النزاع على استخلاص العبر من إدانة المحكمة الجنائية الدولية لعلي كوشيب لارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور. ودعا المفوض السامي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ذات النفوذ المباشر إلى اتخاذ تدابير عاجلة لحماية المدنيين ومنع وقوع مزيد من الفظائع في الفاشر وفي مختلف أنحاء دارفور.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

غارات جوية

في محور كردفان واصل طيران الجيش غاراته الجوية في مناطق النهود والقنطور والحاجز بولاية غرب كردفان استهدفت مواقع وتجمعات "الدعم السريع" في عملية تهدف إلى تقويض البنية العملياتية للأخيرة في المناطق الاستراتيجية بإقليم كردفان، وسط مؤشرات بتحرك بري وشيك للجيش لاستعادة سيطرته على مدن رئيسة في الإقليم. وبينت مصادر عسكرية أن معظم المواقع التي يستهدفها الجيش هي قواعد لوجيستية تستخدمها "الدعم السريع" للتموين والانطلاق نحو العمليات القتالية، فضلاً عن أنها تمثل نقاط ارتكاز حيوية في خريطة الانتشار العسكري للأخيرة، ما يجعل استهدافها جزءاً من استراتيجية الجيش لتفكيك خطوط الإمداد وإضعاف القدرة الهجومية لهذه القوات. وتمكن الجيش من تنفيذ عمليات إسقاط جوي ناجحة في مدينتي الدلنج وكادوقلي بولاية جنوب كردفان لدعم الوحدات العسكرية التي تواجه حصاراً شديداً من "الدعم السريع" والحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو. وشملت عملية الإسقاط مواد غذائية، ومعدات طبية، وعتاداً عسكري، وتم إسقاطها بنجاح في نقاط تمهيدية داخل المدينتين، مما يسهل تسليمها للوحدات القتالية من دون تعرضها لأخطار على الطرق البرية.

ضبط الأجانب

على صعيد أمني آخر نفذت القيادة العسكرية لمنطقة أم درمان حملة تفتيش تركزت على ضبط الأجانب المقيمين بطرق غير قانونية إلى جانب ملاحقة اللصوص والمشتبه فيهم في أنشطة تهدد الأمن العام. وأكدت مصادر ميدانية أن القوات المنفذة للحملة استخدمت إجراءات دقيقة في التفتيش والتحقق من الهويات، مع مراعاة الانضباط والالتزام بالضوابط القانونية، وأسفرت الحملة عن توقيف عدد من المشتبه فيهم وضبط كميات من المسروقات والأدوات غير المشروعة. وبينت المصادر أن الحملات ستستمر بوتيرة متصاعدة حتى تحقيق الانضباط الكامل في مختلف أحياء أم درمان، لافتة إلى أن السلطات المسؤولة لن تتهاون في حفظ الأمن وحماية المواطنين وممتلكاتهم. وتأتي هذه الحملة في إطار خطة القيادة العسكرية لتأمين العاصمة ومنع الجريمة المنظمة، بجانب مكافحة ظواهر التفلت التي تصاعدت خلال الفترة الأخيرة نتيجة الأوضاع الأمنية.

اتفاقات مع أسمرة

سياسياً أوضح رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس أنه أبرم اتفاقات مع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي لتفعيل اللجنة السياسية بين البلدين وإنشاء لجنة اقتصادية جديدة تعنى بمتابعة وتنفيذ مشاريع مشتركة، فضلاً عن التنسيق الأمني والتعاون الاستخباري. ووصف إدريس في تصريحات صحافية عقب عودته من العاصمة الإريترية أسمرة زيارته التي امتدت يومين بالتاريخية، مؤكداً أنها مثمرة على جميع الصعد، وأشار إلى أن محادثاته مع أفورقي جرت في أجواء تفاعلية وداعمة، مبيناً أنه تم الاتفاق على أهمية استمرار التنسيق المشترك في المحافل الإقليمية والدولية، وفي عودة السودان لحاضنه الاتحاد الأفريقي. وأكد أنه تم التوافق على إطلاق مشروعات مشتركة من بينها إقامة مصائد بحرية كبرى في البحر الأحمر ومصافٍ للذهب والنفط، إضافة إلى مشاريع استثمارية في قطاع المعادن.

وتعد إريتريا أكثر دول الجوار دعماً للحكومة السودانية والجيش في النزاع القائم على رغم توتر علاقات البلدين في الفترة السابقة. وتستضيف إريتريا معسكرات تدريب لجماعات متحالفة مع الجيش، في وقت تحدثت تقارير صحافية عن إرسال السودان طائراته العسكرية إلى إريتريا للحيلولة دون تعرضها للقصف بطائرات مسيرة في الهجوم الواسع الذي تعرضت له مدن سودانية عدة في الفترة السابقة.

المزيد من متابعات