Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الهند ترفع مستوى علاقاتها مع "طالبان" وتعيد فتح سفارتها بكابول

الحكومة الأفغانية تتهم باكستان بشن غارات جوية على أراضيها وحذرت من "عواقب"

وزير الخارجية الهندي مصافحاً نظيره في حكومة طالبان الأفغانية في نيودلهي، الجمعة 10 أكتوبر الحالي (أ ف ب)

ملخص

بعدما أغلقت الهند سفارتها لدى كابول بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة من أفغانستان، التي مزقتها الحرب قبل أربعة أعوام، عادت اليوم وفتحت سفارتها لدى كابول في ظل توتر بين الأخيرة وإسلام آباد، إثر غارات باكستانية استهدفت مواقع على الأراضي الأفغانية.

رفعت الهند اليوم الجمعة مستوى علاقاتها مع حكومة "طالبان" في أفغانستان، بإعلانها إعادة فتح سفارتها لدى كابول التي أغلقت بعد استيلاء الحركة على السلطة عام 2021، في خطوة من شأنها أن تمنح دفعة دبلوماسية للحركة التي تواجه عزلة دولية.
وقال وزير الخارجية في حكومة "طالبان" إن كابول سترسل دبلوماسيين إلى نيودلهي.
وأغلقت الهند سفارتها لدى كابول، بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة من أفغانستان، التي مزقتها الحرب قبل أربعة أعوام، لكنها أطلقت بعثة صغيرة عام 2022 لتسهيل التجارة والدعم الطبي والمساعدات الإنسانية.
ولدى نحو 12 دولة، من بينها الصين وروسيا وإيران وباكستان وتركيا، سفارات تعمل لدى كابول، لكن روسيا تعد الدولة الوحيدة التي اعترفت رسمياً بحكومة "طالبان" التي يخضع أفرادها لعقوبات الأمم المتحدة، بما في ذلك حظر السفر وتجميد الأصول.

خطوة مدفوعة بالتوتر مع باكستان والصين

وجاء الإعلان الذي أصدرته نيودلهي خلال محادثات استضافتها بين وزير الخارجية سوبرامانيام جايشانكار ونظيره في حكومة "طالبان" أمير خان متقي، الذي يقوم بزيارة إلى الهند تستغرق ستة أيام بعد حصوله على إعفاء موقت من حظر السفر. وهذه أول رحلة من نوعها يقوم بها قيادي من "طالبان" إلى الهند منذ عام 2021.
وقال متقي للصحافيين اليوم "سترفع الهند مستوى بعثتها الفنية إلى بعثة دبلوماسية لدى كابول، وسيأتي دبلوماسيونا إلى هنا أيضاً"، مضيفاً أن الهدف هو عودة البلدين تدريجاً إلى "الوضع الطبيعي".
وترتبط الهند وأفغانستان بعلاقات ودية تاريخياً، لكن نيودلهي لم تعترف بحكومة "طالبان".
وقال رئيس قسم السياسة الخارجية في مؤسسة "أوبزرفر ريسيرش فاونديشن" الهندية للأبحاث هارش بانت، إن الهند و"طالبان" تعملان على إعادة تقييم علاقاتهما بسبب توتر علاقات البلدين مع باكستان، إضافة إلى مخاوف نيودلهي من توغل منافستها الصين في أفغانستان. وأضاف أن "التعامل لا يعني الإقرار أو التأييد. هناك أمور كثيرة تشعر الهند بعدم الارتياح لها (في ظل حكم "طالبان") مثل حقوق الأقليات، ومشهد حقوق الإنسان في أفغانستان".
وتابع "لكن هناك براغماتية كامنة في تعامل الهند مع ’طالبان‘… وهذه الزيارة تواصل، بطريقة ما، هذا التقليد. ويمكن بالتأكيد اعتبارها بداية مرحلة جديدة في علاقات الهند وأفغانستان في ظل حكومة ’طالبان‘، وهي علاقات كانت أحادية الاتجاه حتى الآن".
وقال محللون إن زيارة متقي تهدف إلى تطوير العلاقات مع نيودلهي وتسلط الضوء على جهود "طالبان" لتوسيع نطاق التعامل مع القوى الإقليمية، في مسعى لإقامة علاقات اقتصادية واعتراف دبلوماسي في نهاية المطاف.
وقال دبلوماسيون غربيون إن مسار إدارة "طالبان" لنيل الاعتراف الدولي يتعثر بسبب القيود التي تفرضها على النساء.


متقي: أفغانستان لن تكون منصة انطلاق للإرهاب

وفي كلمته الافتتاحية اليوم أشار متقي إلى الجهود الجارية لمكافحة الإرهاب، وقال إن إدارة "طالبان" لن تسمح لأحد باستخدام أراضي أفغانستان لاستهداف دول أخرى، مضيفاً "نأمل في أن تزيد أفغانستان والهند من تواصلهما على المستوى الرسمي وفي مجالات مختلفة".
وفي تعليقاته حول اتفاق اليوم، قال جايشانكار إن الهند "ملتزمة تماماً بسيادة أفغانستان ووحدة أراضيها واستقلالها"، مضيفاً أن "تعزيز التعاون بيننا يسهم في تنميتكم الوطنية، وكذلك في الاستقرار والقدرة على الصمود على المستوى الإقليمي"، مشيراً إلى أن "البعثة الفنية" للهند لدى كابول يجري رفع مستواها إلى سفارة.
ولم يذكر جايشانكار جدولاً زمنياً لهذا التغيير.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"طالبان" تتهم باكستان بشن غارات على أراضيها

وفي سياق متصل، اتهمت الحكومة الأفغانية اليوم باكستان بشن غارات جوية على أراضيها وحذرت من "عواقب"، وذلك خلال وقت قالت فيه إسلام آباد إنها تتخذ إجراءات ضد مسلحين.
وقال مسؤولون أمنيون باكستانيون إن 11 جندياً آخرين قتلوا اليوم جراء اشتباك مع مسلحين متشددين داخل منطقة تيراه القريبة من الحدود الأفغانية. وتقول إسلام آباد إن مسلحي حركة "طالبان باكستان" ينفذون عمليات من داخل أفغانستان، وهو ما تنفيه كابول.
ووجهت حكومة "طالبان" اتهامات لباكستان بشن غارات جوية في العاصمة كابول خلال وقت متأخر من مساء أمس الخميس، وداخل إقليم باكتيكا الشرقي خلال منتصف الليل تقريباً.
وقالت وزارة الدفاع الأفغانية ضمن بيان "هذا عمل عنيف واستفزازي غير مسبوق في تاريخ أفغانستان وباكستان... إذا تصاعد الوضع أكثر من ذلك في أعقاب هذه الأعمال، فإن العواقب ستكون مسؤولية الجيش الباكستاني".
وتقول "طالبان" إنه لم تقع أية إصابات جراء الغارات الجوية.
وقال مسؤول أمني باكستاني إن الغارة الجوية في كابول استهدفت سيارة يستخدمها زعيم "طالبان باكستان" نور والي محسود، ولم يتضح ما إذا نجا.
وأحجمت وزارة الدفاع الأفغانية عن الرد على استفسارات حول محسود، مشيرة إلى بيانها الذي لم يذكره بشيء.

باكستان تتعهد القيام بكل ما هو ضروري

في المقابل، قالت إسلام آباد إن صبرها على كابول بدأ ينفد، دون أن تعترف أو تنفي تنفيذ الهجمات الجوية.
وأشار المتحدث باسم الجيش الباكستاني الفريق أحمد شريف تشودري إلى التقارير التي تحدثت عن الهجمات. وقال تشودري عبر مؤتمر صحافي "لحماية أرواح الشعب الباكستاني، نحن نبذل كل ما هو ضروري وسنواصل القيام بذلك... مطلبنا لأفغانستان، يجب ألا تُستخدم أراضيكم للإرهاب ضد باكستان".
وتقاتل حركة "طالبان باكستان" من أجل إطاحة حكومة إسلام آباد واستبدال نظام حكم متشدد بها. وكانت لها علاقة وثيقة مع "طالبان" الأفغانية التي ألهمت تأسيسها.
وتتهم باكستان خصمها الإقليمي الهند بدعم "طالبان باكستان" من خلال أفغانستان، بينما تنفي الهند هذه الاتهامات وتصفها بأنها "لا أساس لها من الصحة".

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار