ملخص
تقام منافسات السباق في سفح جبل طويق بالقرب من الموقع الذي يشهد حالياً تطويراً شاملاً، ليصبح أحد أبرز وجهات الترفيه ورياضة السيارات على مستوى العالم
تجري في السعودية منافسات بطولة كأس العالم لسباقات سيارات الهيدروجين "إكستريم إتش" (Extreme H)، وهو الحدث الأول من نوعه في العالم، الذي يقام في مدينة القدية الترفيهية غرب العاصمة الرياض.
وتستخدم في السباق السيارات التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين لإثبات جدوى الهيدروجين كمصدر طاقة نظيفة في رياضة السيارات، ويأتي السباق بالتوازي مع التزام المملكة النفطية بتعزيز الاستدامة والطاقة النظيفة وريادة مستقبل رياضة السيارات.
واعتبره الصندوق السيادي في بيان أنه "أول سباق في العالم يعمل بالطاقة الهيدروجينية يجسد مستقبل الطاقة النظيفة في رياضة المحركات، ويبرز التزام صندوق الاستثمارات العامة بالابتكار الأخضر، والتنقل المستدام، والمساواة بين الجنسين".
It’s Head-to-Head day, a brand new action-packed desert drag race! Here’s how it works…#FIAXHWorldCup #QiddiyaCity pic.twitter.com/hSW8xAnHCz
— Extreme E & H (@ExtremeXEXH) October 10, 2025
وتقام منافسات السباق في سفح جبل طويق بالقرب من الموقع الذي يشهد حالياً تطويراً شاملاً، ليصبح أحد أبرز وجهات الترفيه ورياضة السيارات على مستوى العالم.
وتشارك القدية وExtreme H رؤية مشتركة في ما يتعلق بمعايير الاستدامة، إذ تستهدف المدينة تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، عبر مبادرات تشمل إعادة استخدام 100 في المئة من مياه الصرف، وبنية تحتية للطاقة المتجددة، وتوفير محطات شحن للسيارات الكهربائية في 80 في المئة من المواقف.
ويشكل التركيز الكبير على زراعة الأشجار جزءاً محورياً من الخطط، وذلك ضمن التزام البلاد بمبادرة السعودية الخضراء، التي تهدف على المستوى الوطني إلى زراعة 10 مليارات شجرة في المملكة بحلول عام 2030 لمكافحة التصحر، وتحسين جودة الهواء، وتعزيز التنوع البيولوجي.
مشاركة دولية
وتيمو شايدر الذي فاز ببطولة السيارات السياحية الألمانية مرتين خلال مسيرته التي تضمنت المشاركة بسباق لومان 24 ساعة وسباق رالي كروس، كان رائداً في مجال محركات رياضة السيارات أمس الخميس في صحراء السعودية.
وكان السائق، البالغ من العمر 46 سنة، الذي يصف نفسه بأنه "عاشق للسيارات"، واحداً من 16 سائقاً، ضمن ثماني فرق، يتنافسون في كأس العالم "إكستريم إتش" للطرق الوعرة، وهو أول سباق لسيارات تعمل بالهيدروجين ويجري اعتماده من الاتحاد الدولي للسيارات في العالم.
وقال عن المنافسة التي ستستمر ثلاثة أيام "العالم يتغير، ونحاول تحديد القرار والاتجاه المناسبين لنا جميعاً، وأعتقد أن الهيدروجين سيلعب دوراً كبيراً في مستقبلنا، لذا أشعر بالسعادة".
وقال شايدر لوكالة "رويترز" "علينا أن نكيف أسلوب حياتنا وسلوكنا اليومي، ولهذا السبب أعتقد أنه من المناسب أن أكون هنا".
وتعد إكستريم إتش تطوراً لسلسلة إكستريم إي، التي روجت للاستدامة والسيارات الكهربائية من خلال سباقات سيارات الدفع الرباعي في المناطق الوعرة التي تعاني بالفعل أضراراً بيئية التي سبق أن شارك فيها شايدر.
الرالي ضد الساعة
ويتضمن الشكل الجديد، الذي يعتمد على سيارات بايونير 25 وإنتاج الهيدروجين عبر تحليل الماء كهربائياً باستخدام الطاقة المتجددة، سباقات على نمط الرالي ضد الساعة، إضافة إلى مواجهات مباشرة بين السائقين اليوم الجمعة إضافة إلى نهائي من ثماني سيارات يقام غداً السبت.
وقالت الأسترالية مولي تايلور "إنه لأمر يحمل خصوصية كبيرة، وأعتقد أن جميع السائقين المشاركين والفرق وكل من شارك في هذا الأمر فخورون حقاً، بكونهم جزءاً من الرواد الذين ابتكروا هذا النوع من التكنولوجيا ليوضع في صيغة تسابق وبطولة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضافت "نحن نأخذ هذه التكنولوجيا التي تعد جزءاً من مستقبل أكثر استدامة، مما يجعلها أكثر بكثير من مجرد سباق، نحن نحب الفوز في المقام الأول وقبل كل شيء، ولكن كيف يمكننا استخدام السباقات لنكون جزءاً من شيء أكبر".
"الجميع هنا عازمون على تطوير هذا الحدث لينمو ويكبر أكثر فأكثر، ولننظم مزيداً ومزيداً من السباقات بدلاً من مجرد كأس عالم لمرة واحدة"، وفقاً لـ"رويترز".
وقال أليخاندرو عجاج مؤسس سلسلة إكستريم إتش لـ"رويترز" الشهر الماضي إنه سيتم تنظيم كأس العالم للسيارات التي تعمل بالهيدروجين كل عام، على أن يجري توسيعها في نهاية المطاف إلى حدثين أو ثلاثة أحداث في المنطقة.
وقال شايدر إن السيارة كانت مختلفة للغاية عن سيارة إكستريم إي (هو سباق سيارات معتمد من قبل الاتحاد الدولي للسيارات للسيارات الكهربائية) وكانت ممتعة للغاية في القيادة وأثقل وزناً، ولكنها تتفاعل بصورة فورية أكثر.
وأضاف "وزن السيارة في وضع مختلف، مما يعني أن مركز الثقل منخفض جداً. "لذا، تكون البطارية مسطحة في أرضية السيارة، وهذا ما يجعل أداء السيارة أسهل وأفضل بكثير. وأضاف "هذا يجعل السيارة، وخصوصاً على حافة الطريق، عند الاندفاع بسرعات عالية، أكثر تحكماً بها".
القدية.. مثال للتخطيط الحضري
وقال العضو المنتدب لشركة القدية للاستثمار عبدالله بن ناصر الداود "تجسد مدينة القدية رؤية متكاملة لا تقتصر على كونها وجهة للترفيه فحسب، بل تعد مثالاً مميزاً للتخطيط الحضري المعاصر والمستدام"، مشيراً إلى أن استضافة النسخة الافتتاحية من كأس العالم FIA Extreme H تأتي انعكاساً لالتزامهم بتعزيز مفهوم رياضة السيارات الصديقة للبيئة وترسيخ موقع السعودية كمحور عالمي للتجارب المستقبلية.
من جهته أكد مؤسس ورئيس Extreme H أليخاندرو عجاج، أن مدينة القدية تعد المنصة المثالية لإطلاق كأس العالم FIA Extreme H، كونها تمثل آفاقاً جديدة لرياضة السيارات تجمع الابتكار والترفيه والاستدامة، ورسالة واضحة لعصر جديد من رياضة السيارات، بموقع مميز وتقنيات طموحة تعكس قوة الهيدروجين والتقنيات المستدامة.
وقال في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية "الحدث الأول لـ Extreme H سيستضيف أيضاً السباق الختامي لسباق Extreme E، ليكون بمثابة احتفال بما حققه السباق السابق في المكان الذي انطلقت منه، قبل الانتقال رسمياً إلى عصر الهيدروجين مع Extreme H، إنها قصتنا الكاملة بمرحلتين من التشويق".
المملكة تعيد تعريف مفهوم السيارات المستدامة
بدوره أكد الرئيس التنفيذي لشركة رياضة المحركات السعودية المهندس منصور المقبل، أن بلاده أعادت تعريف مفهوم رياضة السيارات المستدامة، وجذبت اهتمام العالم، وعرضت مناظرنا الطبيعية الخلابة لملايين المشاهدين حول العالم".
وأضاف "نوجه تركيزنا بثبات نحو المستقبل، وإطلاق سلسلة Extreme H يمثل فصلاً جريئاً جديداً في عالم السباقات، والمملكة فخورة بدورها المحوري في رسم ملامح مستقبل هذه الرياضة، تعكس هذه المحطات الطموحة رؤيتنا في أن نكون موطناً عالمياً لرياضة السيارات، بما يدفع عجلة التقدم والاستدامة وروح الابتكار".