Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجيش يحبط هجوما مباغتا بالفاشر ويصعد جويا بغرب وشمال كردفان

الرئيس الإريتري يلتقي كامل إدريس ويؤكد موقف بلاده الداعم وحدة السودان

ملجأ يحتمي فيه النازحون من القصف في الفاشر (رويترز)

ملخص

برزت مجدداً الاتهامات باستخدام الجيش السوداني السلاح الكيماوي، وأشارت مديرة قسم الأزمات والنزاعات والأسلحة بمنظمة "هيومان رايتس ووتش" إيدا ساوير إلى تقارير مقلقة حول استخدام الجيش السوداني غاز الكلور المحظور استخدامه كسلاح بموجب اتفاقية الأسلحة الكيماوية التي يعد السودان طرفاً فيها..

تمكن الجيش السوداني وحلفاؤه في القوات المشتركة والمقاومة الشعبية، أمس الخميس، من التصدي لهجوم ليلي مباغت من قبل قوات "الدعم السريع" على مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، وشن في الوقت نفسه هجوماً مضاداً واسعاً استرد فيه مواقع حيوية في محيط المدينة. وبحسب مصادر ميدانية فقد دارت اشتباكات شرسة استخدمت فيها المدفعية والأسلحة الثقيلة تمكنت خلالها مفارز من الجيش والقوات المشتركة من إفشال الهجوم، والمبادرة بشن هجوم مضاد واسع تحت غطاء من القصف المدفعي الكثيف والتقدم نحو نقاط التمركز والمواقع الدفاعية المتقدمة للجماعة، وتوسيع دائرة تأمين حركة قوات الجيش في أطراف المدينة. وأوضحت المصادر أن هجوم الجيش المضاد أسفر عن استعادة عدد من المواقع السكنية في محيط معسكر أبو شوك شمال الفاشر، بما فيها مبانٍ استراتيجية، بعد اشتباكات عنيفة مع العناصر التي كانت تتحصن داخل تلك المواقع، وأضافت المصادر أن قوات الجيش واصلت هجومها بعمليات تمشيط لمنع أي محاولات تسلل جديدة، وتمكنت مسيراته من نسف منصة لإطلاق الطائرات المسيرة بكامل طاقمها الأجنبي وتدمير مجموعة من العربات القتالية.

تسلل واستهداف

في السياق كشف متحدث باسم نازحي معسكر زمزم، محمد خميس دودة، عن أن "الدعم السريع" أجبرت أكثر من 100 أسرة على إخلاء مركز إيواء مدرسة "أبو طالب" في محيط منطقة معسكر أبو شوك، وأشار دودة إلى أن عناصر "الدعم السريع" تسللوا إلى مركز الإيواء وقتلوا ثلاثة أشخاص، من بينهم نساء مسنات ورجال مصابون ومعاقون حركياً، مشيراً إلى المصير المجهول الذي يواجه عشرات المختطفين والمخفيين، كشف المتحدث نفسه عن موجة نزوح داخلية واسعة بمدينة الفاشر، خوفاً من تكرار هجمات الاستهداف التي تشنها "الدعم السريع" على أحياء المدينة، فضلاً عن تشديد الضغط بالحصار والتجويع لإجبار من تبقى من المواطنين على مغادرتها، ومنذ عامين تعيش الفاشر تصعيداً عسكرياً وقصفاً مدفعياً ومواجهات حربية لا تكاد تتوقف إلى جانب الحصار الخانق مما خلف أزمة إنسانية حادة ومتفاقمة، نتيجة انعدام السلع الغذائية والأدوية ومياه الشرب.

من أجل الفاشر

تجاوباً مع المبادرات الاجتماعية التي أطلقها ناشطون ورسميون لتقديم مساعدات غذائية ودوائية لسكان الفاشر، يعول على الجيش إسقاطها جواً على المدينة، بادرت ولاية نهر النيل بشمال السودان بتجهيز شحنة من المساعدات الإنسانية تشمل 15 شاحنة من المواد الغذائية.

غارات وتعزيزات

في محور كردفان شن الطيران الحربي، الخميس، سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع انتشار وتمركز "الدعم السريع" بمناطق النهود والخوي والحمادي والدبيبات بغرب كردفان، التي تستخدمها كقواعد للتموين والانطلاق لعملياتها، كذلك هاجمت المقاتلات الحربية مواقع وتجمعات بمناطق صريف عنكوش والمقيسم غرب مدينة الخوي، إلى جانب منطقة أم صميمة بشمال كردفان، وأكدت مصادر ولائية أن الضربات الجوية داخل مدينة النهود حيث تسيطر "الدعم السريع" منذ أشهر عدة، استهدفت مواقع عدة أسفرت عن تدمير عدد من نقاط تمركزها المهمة داخل المدينة.

وكان الجيش قد دفع بتعزيزات كبيرة إلى محور كردفان خلال الأسابيع الماضية بهدف استعادة مدينتي الخوي والنهود من قبضة "الدعم السريع"، في وقت تسعى فيه الأخيرة منذ بداية الحرب إلى الزحف والسيطرة على مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان، ذات الأهمية الاستراتيجية، التي تربط بين وسط السودان وإقليم دارفور.

تفكيك وسيطرة

وأوضح قائد فيلق "البراء" المتحالف مع الجيش، المصباح طلحة، أن الضربات الجوية المكثفة على مدينة النهود تهدف إلى تفكيك القوة الصلبة لـ"الدعم السريع"، ومنعها من إعادة التمركز داخل المدينة، في وقت يواصل فيه الجيش إحكام السيطرة على محاور القتال بكردفان. في المحور ذاته شنت قوات من الحركة الشعبية شمال، جناح عبدالعزيز الحلو، المتحالفة مع "الدعم السريع" هجوماً على مدينة الدلنج بجنوب كردفان المحاصرة منذ أشهر عدة في محاولة للسيطرة عليها، وأوضحت قيادات محلية أن اشتباكات عنيفة دارت بين القوات المهاجمة وقوات الجيش المتمركزة هناك، تمكنت خلالها الأخيرة من التصدي لها وحالت دون توغلها إلى داخل المدينة.

من جانبها قالت منصات "الدعم السريع" بمواقع التواصل الاجتماعي إن قوات تحالف "تأسيس"، في إشارة إلى مشاركة قوات الحركة الشعبية المتحالفة معها في الهجوم، باتت على وشك تحرير مدينة الدلنج.

إدريس في أسمرا

وسط هذه الأجواء، بحث الرئيس الإريتري أسياس أفورقي مع رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس، بالعاصمة الإريترية أسمرا، تعزيز العلاقات الثنائية والجهود المبذولة لحل النزاع في السودان إلى جانب قضايا إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك. وأكد أفورقي، خلال اللقاء، موقف إريتريا الثابت والمبدئي، الداعم وحدة السودان وكرامته، وقال إن بلاده ستواصل دورها في المساعي الجارية إلى إيجاد حل دائم للصراع في السودان.

وتوجه إدريس، الخميس، إلى أسمرا على رأس وفد يضم وزير الخارجية محيي الدين سالم، وزير الثقافة والإعلام خالد الإعيسر، وعدداً من المستشارين في زيارة رسمية تستغرق يومين.

دعم العائدين

ودعا وزير الداخلية السوداني الفريق بابكر سمرة مصطفى إلى دعم دولي عاجل للعائدين السودانيين الذين تجاوز عددهم 2.2 مليون شخص منذ مطلع العام، فضلاً عن إعادة إعمار البنية التحتية والخدمات الأساسية التي دمرتها "الدعم السريع" ورفع القيود المالية عن التنمية. ونوه سمرة، في فعالية رفيعة المستوى عقدت، أمس، على هامش الدورة الـ76 للجنة التنفيذية لبرنامج عمل المفوض السامي لشؤون اللاجئين بجنيف، بأن العقوبات الأحادية والقيود المفروضة على النظام المالي السوداني تعوق جهود التعافي والتنمية وتحرم البلاد من الوصول إلى التمويل الميسر، مطالباً المجتمع الدولي ومؤسسات التمويل العالمية بتبني مقاربات مرنة وشراكات مبتكرة تتيح الاستثمار في إعادة الإعمار والتنمية المستدامة في السودان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

سلاح الكلور

على صعيد آخر برزت مجدداً الاتهامات باستخدام الجيش السوداني السلاح الكيماوي، وأشارت مديرة قسم الأزمات والنزاعات والأسلحة بمنظمة "هيومان رايتس ووتش" إيدا ساوير إلى تقارير مقلقة حول استخدام الجيش السوداني غاز الكلور المحظور استخدامه كسلاح بموجب اتفاقية الأسلحة الكيماوية التي يعد السودان طرفاً فيها.

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على الفريق عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للجيش السوداني، بحجة استخدام الجيش أسلحة كيماوية من دون أن تنشر الأدلة التي تؤكد هذا الادعاء.

وقالت المنظمة إنها تحققت، بصورة مستقلة، من عدد من المواقع الجغرافية التي التقطت منها صور ومقاطع فيديو نشرت في سبتمبر (أيلول) العام الماضي، بواسطة قسم التحقيقات الرقمية في شبكة "فرانس 24" الفرنسية، تظهر حاويات معدنية تستخدم لتخزين الكلور قرب حفر صغيرة، إضافة إلى مقطع آخر تظهر فيه سحابة صفراء مائلة إلى الخضرة، السمة المميزة لغاز الكلور، مشيرة إلى أن من بين تلك المواقع قاعدة قري العسكرية ومصفاة نفط الخرطوم بمنطقة الجيلي شمال العاصمة، اللتين كانت تسيطر عليهما "الدعم السريع" في ذلك الوقت. ولفتت المنظمة إلى أنه ينبغي على الدول الأطراف في اتفاقية الأسلحة الكيماوية أن تدعم تحقيقاً شفافاً تجريه الأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، بما في ذلك من خلال إجراء يعرف باسم "تفتيش التحدي"، وطالبت الولايات المتحدة بنشر الأدلة التي استندت إليها في فرض العقوبات على قائد الجيش السوداني.

إدانات أممية

أممياً وفي أعقاب الهجوم الأخير والثالث خلال أسبوع واحد، على مستشفى "الولادة" في الفاشر الذي راح ضحيته نحو 12 شخصاً مع إصابة آخرين بجروح، منتصف هذا الأسبوع، شدد صندوق الأمم المتحدة للسكان على أن المستشفيات والعاملين الصحيين والمرضى يجب ألا يكونوا أهدافاً أبداً. وأضاف بيان للصندوق "كونها منشأة الولادة الوحيدة التي لا تزال تعمل جزئياً في المدينة، فإن تدميرها يعرض آلاف النساء الحوامل والمواليد الجدد للخطر، والذين هم محاصرون بالفعل ويواجهون ظروفاً أشبه بالمجاعة"، ودعا البيان إلى وقف فوري للأعمال العدائية، وحماية المدنيين والمرافق الصحية، وإتاحة وصول إنساني آمن ومن دون عوائق لتوفير المساعدات المنقذة للحياة إلى من هم في أمس الحاجة إليها.

من جانبه دان المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك تصعيد العنف وقتل المدنيين الأبرياء في مدينة الفاشر، مجدداً رفض استهداف المستشفيات، بخاصة أنها تمثل تهديداً للرعاية الطبية التي هي آخر شريان حياة للسكان المحرومين من المساعدات، وأعرب دوجاريك، في مؤتمره الصحافي اليومي، عن قلقه بشأن تقارير عن وقوع هجوم دموي جديد على مسجد تلتمس فيه الأسر الأمان والمأوى، ومقتل أكثر من 10 أشخاص، سبقه أيضاً هجوم على مسجد آخر قتل فيه نحو 70 شخصاً، الشهر الماضي، مشدداً على ضرورة حماية المواقع الدينية والمتعبدين فيها.

وأعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" عن إدانته القوية هجمات "الدعم السريع" على أحياء الفاشر، بخاصة استهداف مستشفى "السعودي" ومسجد كان يؤوي نازحين.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات