ملخص
دعمت الحرب في غزة أسعار النفط وظل المستثمرون يأخذون في اعتبارهم الأخطار المحتملة على إمدادات النفط العالمية إذا تطورت الحرب إلى صراع إقليمي أوسع نطاقاً.
استقرت أسعار النفط من دون تغير أمس الخميس مع تقييم المستثمرين اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والذي ربما يخفف حدة التوتر الجيوسياسي في الشرق الأوسط في مقابل تعثر محادثات السلام في أوكرانيا، مما قد يبقي على العقوبات على روسيا ويكبح صادراتها.
وارتفعت العقود الآجلة لخام "برنت" عامين إلى 66.27 دولار للبرميل، فيما هبط خام "غرب تكساس" الوسيط الأميركي سنتاً واحداً إلى 62.54 دولار، بعدما قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) توصلتا إلى اتفاق طال انتظاره لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن، في إطار خطة لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين في ا
لقطاع الفلسطيني، فيما ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيدعو الحكومة إلى الانعقاد أمس الخميس للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال كبير الاقتصاديين في شركة "ريستاد إنرجي" كلاوديو غاليمبرتي في مذكرة إن "سأتجنب التكهنات الآن نظراً إلى المحاولات السابقة التي لم تكتمل".
علاوة الأخطار الجيوسياسية مرتفعة
ودعمت الحرب في غزة أسعار النفط وظل المستثمرون يأخذون في اعتبارهم الأخطار المحتملة على إمدادات النفط العالمية إذا تطورت الحرب إلى صراع إقليمي أوسع نطاقاً، فاستبعد الرئيس التنفيذي لمنصة "مومو" الاستثمارية في أستراليا ونيوزيلندا مايكل مكارثي أن يغير وقف إطلاق النار في غزة وضع إمدادات النفط في الشرق الأوسط، لأن تحالف "أوبك+" لم يحقق أهدافه لزيادة الإنتاج.
واتفق التحالف الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها الأحد الماضي على زيادة في الإنتاج خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، لكن الزيادة جاءت أقل من توقعات السوق مما أسهم في تهدئة مخاوف فائض المعروض.
وارتفعت الأسعار واحداً في المئة أمس الأربعاء إلى أعلى مستوياتها خلال أسبوع بعد أن رأى المستثمرون أن عدم إحراز تقدم على صعيد التوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا يؤشر إلى استمرار العقوبات المفروضة على روسيا لفترة من الوقت.
وقال غاليمبرتي إنه "ما دامت الحرب في أوكرانيا مستمرة فمن المتوقع أن تظل علاوة الأخطار الجيوسياسية مرتفعة، نظراً إلى استمرار تعرض إنتاج النفط الروسي لأخطار كبيرة".
في غضون ذلك أظهر تقرير من إدارة معلومات الطاقة الأميركية أول أمس الأربعاء أن إجمال إمدادات المنتجات البترولية الأسبوعية في الولايات المتحدة ارتفع إلى 21.990 مليون برميل يومياً، وهو أعلى مستوى منذ ديسمبر (كانون الأول) 2022.
تقلص إمدادات البنزين في روسيا 20 في المئة
في غضون ذلك قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الضربات الأوكرانية بعيدة المدى على منشآت الطاقة الروسية ربما خفضت إمدادات البنزين في روسيا إلى الخُمس، وذلك مع تصاعد الهجمات المتبادلة بين الجانبين على البنية التحتية للطاقة، ومع تعثر الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب وما يشبه الجمود على خط الجبهة، ركزت القوات الروسية على تعطيل إنتاج الغاز الأوكراني في حين استهدفت كييف قدرة موسكو على تكرير النفط.
وأظهرت حسابات أجرتها "رويترز" في أغسطس (آب) الماضي أن الهجمات الأوكرانية أدت إلى انخفاض عمليات تكرير النفط الروسي لنحو الخُمس في بعض الأيام، وتشير تصريحات زيلينسكي إلى استمرار هذا التراجع.
وقال الرئيس الأوكراني للصحافيين أمس الخميس إن "هذا الأمر لا يزال في حاجة إلى التحقق، لكننا نعتقد أنهم فقدوا 20 في المئة من إمدادات البنزين كنتيجة مباشرة لضرباتنا"، مشيراً إلى أن القوات الأوكرانية استخدمت صواريخ "نبتون" و"فلامنغو" المنتجة محلياً خلال الهجمات الماضية، في إطار جهود كييف توسيع نطاق صناعة الأسلحة المحلية، مضيفاً أن "القوات الروسية نفذت 1550 ضربة استهدفت منشآت مرتبطة بالطاقة في تشيرنيهيف وسومي وبولتافا داخل أوكرانيا خلال الشهر الماضي، لكنها لم ينجح منها سوى 160 ضربة"، ومن جانبه أكد الكرملين أن سوق الوقود المحلية في روسيا تحصل على إمداداتها بالكامل.